تاريخ النشر: السبت 27 جمادى الأولى 1424 هـ - 26-7-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 35295
305772
0
691
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي أكرمكم الله كالآتي: ماهو القدر؟ وما هي الأشياء التي تغير القدر؟ وهل الدعاء يغير القدر؟ وهل النصيب فيما يتعلق باختيار الزوجة له علاقة بالقدر؟ وهل يمكن تغييره أم هو مكتوب من عند الله لا تغيير فيه؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقدر هو ما قدّره الله وقضاه من المقادير، أي الأشياء التي تكون. فلا يقع شيء في الكون إلا وقد علمه الله في علمه الأزلي، وقضى أن يكون. قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم عند حديث: العين حق. ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين: فيه إثبات القدر، وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة، ومعناه: أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى، وسبق بها علمه، فلا يقع ضرر العين، ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى. اهـ
واعلم أن القدر الذي هو القضاء المبرم الذي علم الله أنه سيقع لا يغيره شيء لا دعاء ولا غيره، ولكن هنالك ما يسميه العلماء بالقضاء المعلق، وهو ما علق وقوعه على شيء، مثل الزيادة في العمر إذا وصل الإنسان رحمه، كأن يقدر له إن وصل رحمه أربعين سنة، وإن لم يصل رحمه ثلاثين سنة، وهذا بالنسبة إلى غير الله معلق.
- هل الدعاء يغير القدر في الزواج
- رعد كردي ما اصاب من مصيبه في الارض
- ما اصاب من مصيبه الا باذن الله النابلسي
هل الدعاء يغير القدر في الزواج
كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا يرد القدر إلا الدعاء، وَلَا يَزِيد فِي الْعمرِ إِلَّا الْبِرّ" أخرجه الترمذي وحسنه الألباني. من هذه الأدلة الشرعية يستدل على أن زيادة العمر يعد توفيق من الله تعالى يجازى به العبد على حسب عمله، وأي عمل صالح يقوم به الإنسان ينفعه في آخرته، أما فيما يخص التسجيل في اللوح المحفوظ، فهو من الأمور الثابتة التي لا تتحقق، ولكن الله تعالى يستطيع أن يعدل ما يشاء في هذا اللوح المحفوظ، أما فيما يخص الشقاء والسعادة، فإنها من الأمور المعلقة التي قد تتغير بالدعاء والدليل على ذلك:
قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول وهو يطوف بالكعبة: "اللهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها، وإن كنت كتبتني على الذنب ـ الشقاوة ـ فامحني وأثبتني في أهل السعادة، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب". اقرأ أيضًا: هل قدر الزواج يتغير بالدعاء
في النهاية وبعد الإجابة على سؤال هل الدعاء يغير القدر في الموت، فإن على العبد كثرة الدعاء لله تعالى وترك أمر تغيير القدر على الله تعالى، لأن الدعاء وإذا لم يغير القدر فإنه على الأقل يمنح من يلجأ إليه الأجر والثواب الذي ينفعه في الآخرة وقد يكون سبب في دخوله الجنة واكتساب الحسنات.
قال: "الله أكثر". رواه الترمذي وأحمد. وهناك أسباب أرشدنا لها رسول الله لاستجابة الدعاء الإيمان الكامل بالله والاستسلام(يتعلق به وحده في الاستجابة) الإخلاص في الدعاء. أن يتحرى العبد الرزق الحلال (المأكل والمشرب والملبس). أن يتحرى أوقات استجابة الدعاء(بين الأذان والإقامة ،وقت نزول المطر،في السجود ،جوف الليل). الإكثار من الاستغفار (قل تعالى"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِين َ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا" سورة نوح. الصدقة تطفئ غضب الرب. الدعاء بالأدعية الواردة بالقران والسنة. الإلحاح بالدعاء على الله. صلة الرحم. وجاء في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لما أراد الرجوع عن الشام حين نزل به الطاعون فقيل له: (أتفر من قدر الله يا أمير المؤمنين قال رضي الله عنه: نفر من قدر الله إلى قدر الله). المصدر:
ومن أكثر ما ينفع في محافظة المرء على توازنه عند المسرات أو الملمات إكثاره من ذكر الله وتعلق قلبه به سبحانه ، وعلمه يقيناً أنَّ الأمر كله بقدر الله، لقوله سبحانه في الآية التي سبقتها " ما اصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب "
و من عرف الدنيا لم يفرح لرخاء, لأنه مؤقت زائل ، ولم يحزن لشقاء, لأنه مؤقت متغير ، قد جعلها الله دار ابتلاء وامتحان سواء بالسراء أو الضراء, وجعل الآخرة دار جزاء, فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا, وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً, فيأخذ ليعطي, ويبتلي ليجزي, فله الحمد في الأولى والآخرة.
رعد كردي ما اصاب من مصيبه في الارض
هل كانت الجينات التي ولد بها البشر حاجزاً دون هذا.. ؟ لا لم تكن، ولكن الصراع بين تلك النزعات التي مصدرها جيني، وتلك القيم التي مصدرها أخلاقي مكتسب يهذب تلك النزعات، هو مجال الاكتشاف هنا ومثار السؤال. أعود لصديقي الكبير، الذي يحاول أن يسري عني باستشهادات الشاعر الحكيم أبي الطيب.. فأعلن له فشلي أن أكون غير مكترث.. لسبب بسيط، وهو أن الشعور بالاكتراث على ألمه وفداحته.. جريدة المغرب | في ضيافة حديث نبوي: احفظ الله يحفظك (3). أخف وطأة من عقدة الذنب بعدم الاكتراث.. بل إن تأنيب الضمير ربما كان أشد ألماً من الانهماك في مراقبة عالم الشقاء اليومي، حتى لو لم تكن من صانعيه، وحتى لو أعجزتك قدرتك أن تصنع شيئاً حياله، وحتماً سيدمي القلب ويشقي النفس ويربك المزاج أن يتعذب بشر مثلنا كان قدرهم مواجهة البؤس والشقاء الطويل. وقد تصح هذه الدعوة لعدم الاكتراث لفوات مصلحة أو مكسب، ولكن حتماً لن تصح في قضايا وأمور خارج القدرة لكنها تلقي بظلالها السوداء على حياة الأسوياء. وإذ عجز صديقي التسعيني باستعانته بشاعر العرب الأكبر، أعادني لما هو أهم وأبقى.. فأتقبله بتسليم وإيمان: «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا، إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ، لكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ».
ما اصاب من مصيبه الا باذن الله النابلسي
عبادَ اللهِ: ومِنَ الأسبابِ المُعينةِ على تحصيلِ صفةِ الرِّضَا ما يلي:
1ـ الإيمانُ الجازمُ واليقينُ الصادقُ بأنَّ اللهَ تعالى كَتَبَ مقاديرَ كلِّ شيءٍ، وأنَّ كلَّ شيءٍ في هذا الكونِ يسيرُ بقضاءِ اللهِ وقَدَرِه. 2ـ عِلْمُ العبدِ بأنَّ الدُّنيا متاعَها قليلٌ وهيض إلى فناءٍ، وأنَّ ما يأخذُه منهَا إنَّما هو بلاغٌ إلى حينٍ، فلا يفرْحُ بِغنىً، ولا يَحْزنُ لفقرٍ، ولا يَسْخطُ لمرضٍ، ولا يتَضجَّر لمصيبةٍ أو بلاءٍ، فدوامُ الحالِ من المحالِ. 3ـ اعْتِقادُ العبدِ بأنَّ اللهَ سبحانَه جَعَلَ بِحكْمتِهِ التَّفاوتَ بينَ النَّاسِ في الأرزاقِ، فلا يَعترضُ على قسمةِ اللهِ لهُ، فإنَّ من العبادِ مَنْ لا يَصلحُ إيمانُه إلا بالغنى، ولو أَفْقَرهُ لَفَسدَ حالُه، ومنْهم مَنْ لا يُصْلِحُ إيمانَه إلا الفقرُ ولو أَغْنَاهُ لَفَسدَ حالُه، ومِنْهم من لا يُصْلِحُ إيمانَه إلا الصحةُ ولو أَسْقَمهُ لفَسَدَ حالُه، ومِنْهمْ مَنْ لا يُصْلِحُ إيمانَه إلا السقمُ، ولو عَافَاهُ لفَسَدَ حالُه، فسبحانَ مَنْ يُقَدِّرُ الأمورَ بحكمتِه وتدبيرِه ولطفِه. رعد كردي ما اصاب من مصيبه في الارض. 4ـ أَنْ ينظرَ المرءُ إلى مَنْ هو دونَه في أمورِ الدُّنيَا: يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إذا نَظَرَ أحَدُكُمْ إلى مَن فُضِّلَ عليه في المالِ والْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إلى مَن هو أسْفَلَ منه مِمَّنْ فُضِّلَ عليه)(البخاري(6490) مسلم(2963)، وفي روايةٍ لمسلمٍ: (انْظُروا إلى مَن هو أَسْفَلَ مِنكم، ولا تَنْظُروا إلى مَن هو فَوْقَكم؛ فإنَّه أَجْدَرُ أنْ لا تَزْدَروا نِعْمَةَ اللهِ، قال أَبو مُعاوِيَةَ: عَليكم).
5ـ عِلْمُ العبدِ بأنَّ الفَقْرَ والغنى إنَّما هُو ابتلاءٌ وامتحانٌ، فالفقيرُ مُمْتَحنٌ بفقرِه وحاجتِه والغنيُّ مُمْتحَنٌ بغناه وثروتِه، وكلٌّ منهمَا موقوفٌ ومسؤولٌ بينَ يديْ اللهِ عزَّ وجلَّ. 6ـ الاطلاعُ على أحوالِ السلفِ ودراسةُ سيرتِهم، فإنَّ ذلكَ يُقوِّي يقينَ المسلمِ ورضاهُ عن أقدارِ اللهِ كلِّها. 7ـ لزومُ الدعاءِ بِطَلبِ القناعةِ والرِّضَا مِنَ اللهِ، فإنَّ الدُّعاءَ سلاحُ المؤمنِ في كلِّ حالٍ من أحوالِه، وما دامَ أنَّ قلبَه دائمُ التَّعلُّقِ برََبِّه فلنْ يَخِيْبَ أبدًا، وسوفَ يُرضِيْه اللهُ. 8ـ الحرْصُ على طاعةِ اللهِ والبُعدِ عَنْ معصيتِه، فإنَّ الطَّاعةَ تُقوِّي جانبَ الرِّضَا عَنِ اللهِ، والمعصيةُ عَكْسَ ذلكَ. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون* أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون}[البقرة:156، 157]. ما اصاب من مصيبه الا باذن الله بن الفيم. باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذِّكرِ الحكيمِ، فاسْتَغفروا اللهَ إنَّه هو الغفورُ الرحيم.