ابن عاشور: فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) تفريع على جميع ما ذكر من تقويم خلق الإنسان ثم رده أسفل سافلين ، لأن ما بعد الفاء من الكلام مسبّب عن البيان الذي قبل الفاء ، أي فقد بان لك أن غير الذين آمنوا هم الذين رُدُّوا إلى أسفل سافلين ، فمن يكذب منهم بالدين الحق بعد هذا البيان. و ( مَا) يَجوز أن تكون استفهامية ، والاستفهام توبيخي ، والخطاب للإِنسان المذكور في قوله: { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} [ التين: 4] فإنه بعد أن استثني منه الذين آمنوا بقي الإِنسان المكذب. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التين - الآية 7. وضمير الخطاب التفات ، ومقتضى الظاهر أن يقال: فما يكذبه. ونكتة الالتفات هنا أنه أصرح في مواجهة الإِنسان المكذب بالتوبيخ. ومعنى { يكذبك} يَجعلك مُكذباً ، أي لا عذر لك في تكذيبك بالدين. ومتعلق التكذيب: إمَّا محذوف لظهوره ، أي يجعلك مكذّباً بالرسول صلى الله عليه وسلم وأمّا المجرور بالباء إعراب القرآن: «فَما» الفاء الفصيحة «ما» اسم استفهام مبتدأ «يُكَذِّبُكَ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية جواب الشرط المقدر لا محل لها «بَعْدُ» ظرف زمان مبني على الضم «بِالدِّينِ» متعلقان بالفعل. English - Sahih International: So what yet causes you to deny the Recompense English - Tafheem -Maududi: (95:7) Who, then, can give the lie to you, (O Prophet), about the Reward and the Punishment?
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التين - الآية 7
- شعر النقائض - موضوع
- الفرزدق ( إن الذي سمك السماء )
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التين - الآية 7
فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) القول في تأويل قوله تعالى: فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ) فقال بعضهم معناه: فمن يكذّبك يا محمد بعد هذه الحجج التي احتججنا بها، بالدين، يعني: بطاعة الله، وما بعثك به من الحقّ، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: " ما " في معنى " مَنْ" ، لأنه عُنِيَ به ابن آدم، ومن بعث إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون: بل معنى ذلك: فما يكذّبك أيها الإنسان بعد هذه الحجج بالدين. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، قال: قلت لمجاهد: ( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) عني به النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: معاذ الله! عُني به الإنسان. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عمن سمع مجاهدا يقول: ( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) قلت: يعني به: النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: معاذ الله! إنما يعني به الإنسان. دثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) أعني به النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: معاذ الله!
(p-٤٣٢)رَوى التِّرْمِذِيُّ وأبُو داوُدَ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "«مَن قَرَأ مِنكم (﴿والتِّينِ والزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١]) فانْتَهى إلى قَوْلِهِ: (﴿ألَيْسَ اللَّهُ بِأحْكَمِ الحاكِمِينَ﴾) فَلْيَقُلْ: بَلى وأنا عَلى ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدَيْنِ» ". * * *
(p-٤٣٣)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ العَلَقِ
اشْتُهِرَتْ تَسْمِيَةُ هَذِهِ السُّورَةِ في عَهْدِ الصَّحابَةِ والتّابِعِينَ بِاسْمِ (سُورَةِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)، رُوِيَ في المُسْتَدْرَكِ عَنْ عائِشَةَ "أوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنَ القُرْآنِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ" فَأخْبَرَتْ عَنِ السُّورَةِ بِـ (﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١]). ورُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وأبِي رَجاءٍ العُطارِدِيِّ ومُجاهِدٍ والزُّهْرِيِّ، وبِذَلِكَ عَنْوَنَها التِّرْمِذِيُّ. وسُمِّيَتْ في المَصاحِفِ ومُعْظَمِ التَّفاسِيرِ (سُورَةَ العَلَقِ) لِوُقُوعِ لَفْظِ (العَلَقِ) في أوائِلِها، وكَذَلِكَ سُمِّيَتْ في بَعْضِ كُتُبِ التَّفْسِيرِ. وعَنْوَنَها البُخارِيُّ (﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١]).
فقلت: ألام والله منهم وأوضع قومك، جاءك رسول مالك بن المنذر وأنت سيدهم وشاعرهم، فأخذ بأذنك يقودك حتى حبسك فما اعترضه أحد ولا نصرك. فقال: قاتلك الله! ما أمكرك؟ وأخذ البيت، ما ذكره بعض أهل الأدب قال: ما شبهت تأويل الرافضة في قبح مذهبهم إلا بتأويل بعض مجانين أهل مكة في الشعر، فإنه قال يوما: ما سمعت بأكذب من بني تميم، زعموا أن قول القائل:
أن هذه أسماء رجال منهم، قلت: وما عندك أنت فيه؟ قال: البيت بيت الله، والزرارة الحجر زرت حول البيت، ومجاشع زمزم جشعت بالماء، وأبو الفوارس هو أبو قبيس جبل مكة، قلت له: فنهشل؟ ففكر فيه ساعة ثم قال: قد أصبته هو مصباح الكعبة طويل أسود، فذاك النهشل.
شعر النقائض - موضوع
أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبَالَ رَزَانَةً..... وَتَخَالُنَا جِنّاً، إذا مَا نَجْهَلُ
_المعنى: إنهم ذوو حِلم وصبر ، وإن غضبوا أو جهلوا فهم كالجن. * ديوان الفرزدق ( شرح مجيد طراد) ص: 211
*************
_المعنى: يقول إنهم متحملّون ويطول أمد صبرهم ، ولكنهم إذا استثيروا ، فإنهم يجهلون وكأنهم الجن. من كتاب: شرح ديوان الفرزدق / إيليا الحاوي ( ص: 321)
**********
_ معنى " أحلامنا " أي عقولنا. _ معنى " تخالهم " أي تحسبهم أو تظنهم. شعر النقائض - موضوع. _ المقصود بــ " نجهل " في البيت: بمعنى نغضب. _ معنى البيت كاملا: قال إنهم حلماء عقولهم راسية ثابتة كما الجبال ولكن هذا الحلم والهدوء ينقلب إلى صورة مروعة كصورة الجن المرعبة إذا ما حاول أحد أن يعتدي عليهم أو يمس حماهم وصدر البيت تشبيه بليغ: شبه العقول بالجبال أما العجز فتشبيه مرسل شبه قومه بالجن وأداة التشبيه هي فعل"تخال"ـ ووجه الشبه هي الصورة المرعبة التي تدخل الخوف في النفوس ( ينظر هنا)
والله أعلم بالصواب ،،،
الفرزدق ( إن الذي سمك السماء )
وأهم من وقفوا حياتهم علة تنمية تلك النقائض القبلية مستلهمين فيها ظروف العصر وأحداثه السياسية, جرير والفرزدق التميميان …وكان أولهما من عشيرة كليب اليربوعيه, والثاني من مجاشع الدارمية, وقد ظلا يتناظران نحو خمسة وأربعين عاما ….. فمن الواضح أن الهجاء في النقائض كان يقوم على العصبيات القبلية… » ( [3])
وفي هاتين قصيدتين يتفاخر كل من الشاعرين بنسبه ومآثر أجداده وقبيلته، ويهجو الأخر مبينا عيوبه وعيوب قبيلته.
جرير بن عطية: هو جرير بـن عطية بـن حذيفة الكلبي اليربوعي، ولد في اليمامة عام 28 هـ، وكان من أشعر وأغزر شعراء أهل عصره، ولم يثبت أمام شعره إلا الفرزدق. الأخطل: هو غياث بن غوث الصلت بن طارقة بـن عمـرو بن تغلب، والأخطل لقب غلب عليه، حيث جاء في طبقات فحول الشعراء لابن سلام، أنه قال: "وكان كعـب سـماه الأخطل، وذلك أنه سمعه ينشد هجاء فقال يا غلام، إنك لأخطل اللسان"، وكان شاعرًا مـصقول الألفـاظ، حـسن الديباجة، فـي شـعره إبـداع، اشـتهر فـي عهد بني أمية
نماذج من شعر النقائض
من أشهر النقائض في العصر الأموي هي ما كانت بين جرير والفرزدق، حيث استمرت النقائض بينهما مدة خمسة وأربعين عاماً، ثم كانت النقائض بين جرير والأخطل وقد استمرت بينهما تـسعة عشر عاماً، أما النقائض بين جرير وسائر الشعراء فهي كثيرة. [٥]
من نقائض الجرير والفرزدق
وفي الآتي ذكر لأبيات أشهر قصيدتين في النقائض بين الفرزدق وجرير، قال الفرزدق: [٥]
فَما أَنتَ مِن قَيسٍ فَتَنبَحَ دونَها
وَلا مِن تَميمٍ في الرُؤوسِ الأَعاظِمِ وَإِنَّكَ إِذ تَهجو تَميمَن وَتَرتَشي
تَبابينَ قَيسٍ أَو سُحوقَ العَمائِمِ كَمُهريقِ ماءٍ بِالفَلاةِ وَغَرَّهُ
سَرابٌ أَثارَتهُ رِياحُ السَمائِمِ بَلى وَأَبيكَ الكَلبِ إِنّي لَعالِمٌ
بِهِم فَهُمُ الأَدنَونَ يَومَ التَلاحُمِ فَقَرِّب إِلى أَشياخِنا إِذ دَعَوتَهُم
أَباكَ وَدَعدِع بِالجِداءِ التَوائِمِ فَلَو كُنتَ مِنهُم لَم تَعِب مِدحَتي لَهُم
وَلَكِن حِمارٌ وَشيُهُ بِالقَوائِمِ.