البركة من اعظم نعم الله{وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين}لفضيلةالدكتور محمد سعود الرشيدي - YouTube
وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ-آيات قرآنية
وقرأ زر بن حبيش ، وأبو بكر ، عن عاصم ، والمفضل منزلا بفتح الميم وكسر الزاي على الموضع ؛ أي أنزلني موضعا مباركا. الجوهري: المنزل ( بفتح الميم والزاي) النزول وهو الحلول ؛ تقول: نزلت نزولا ومنزلا. وقال: أأن ذكرتك الدار منزلها جمل بكيت فدمع العين منحدر سجل نصب ( المنزل) لأنه مصدر. وأنزله غيره واستنزله بمعنى. ونزله تنزيلا ؛ والتنزيل أيضا الترتيب. قالابن عباس ، ومجاهد: هذا حين خرج من السفينة ؛ مثل قوله تعالى: اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك. وقيل: حين دخلها ؛ فعلى هذا يكون قوله: مباركا يعني بالسلامة والنجاة. قلت: وبالجملة فالآية تعليم من الله - عز وجل - لعباده إذا ركبوا وإذا نزلوا أن يقولوا هذا ؛ بل وإذا دخلوا بيوتهم وسلموا قالوا. وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ-آيات قرآنية. وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه كان إذا دخل المسجد قال: اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين. تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره لنبيه نوح عليه السلام: وقل إذا سلمك الله ، وأخرجك من الفلك ، فنـزلت عنها: ( رَبِّ أَنْـزِلْنِي مُنْـزَلا) من الأرض ( مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ) من أنـزل عباده المنازل. وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: مُنْـزَلا مُبَارَكًا قال: لنوح حين نـزل من السفينة.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة المؤمنون - قوله تعالى وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين- الجزء رقم9
وذهب الجرمي والمبرد والفراء: إلى أن خبر أن الأولى هو مخرجون وهو العامل في إذا وكررت الثانية توكيدا لما طال الفصل وهذا هو الوجه الذي اخترناه. واختار أبو البقاء أن اسم الأولى محذوف أقيم مقام المضاف اليه تقديره: أن إخراجكم، و إذا هو الخبر و {أنكم مخرجون} تكرير لأن أن وما عملت فيه للتوكيد أو للدلالة على المحذوف. وقيل {أنكم مخرجون} مبتدأ وخبره الظرف مقدما عليه والجملة خبر عن إنكم الأولى والتقدير: أيعدكم انكم إخراجكم كائن أو مستقر وقت موتكم، ولا يجوز أن يكون العامل في إذا مخرجون لأن ما في حيز أن لا يعمل فيما قبلها ولا يعمل فيها {متم} لأنه مضاف اليه، وانكم وما في حيزه في محل نصب أو جر بعد حذف حرف الجر إذ الأصل أيعدكم بأنكم، ويجوز أن لا يقدر حرف جر فيكون في محل نصب فقط نحو وعدت زيدا خيرا. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة المؤمنون - قوله تعالى وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين- الجزء رقم9. 2- هيهات: في هذه اللفظة لغات كثيرة تزيد على الأربعين ونذكر فيما يلي أشهرها وما قرىء به، فالمشهور هيهات بفتح التاء من غير تنوين بني لوقوعه موقع المبني أو لشبه الحرف وبها قرأ العامة وهي لغة الحجازيين، وهيهاتا بالفتح والتنوين، وهيهات بالضم والتنوين، وبالضم من غير تنوين، وهيهات بالكسر والتنوين، وبالكسر من غير تنوين، وهيهات بإسكان التاء، وهيهه بالهاء آخرا ووصلا ووقفا، وأيهات بابدال الهاء همزة مع فتح التاء.
فصل: الإعراب:|نداء الإيمان
وردت عبارة "خيُر المنزِلين" مرتين في قرآنِ الله العظيم: (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) (29 المؤمنون)، (وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِين) (59 يوسف). فاللهُ هو خيرُ المُنزِلين، ولأنه كذلك فلقد أمرَ تعالى سيدَنا نوح بأن يتوَّجه إليه بهذا الدعاء الجليل ما أن يستوي هو ومن معه على الفُلك التي صنعها عليه السلام بأعيُن الله ووحيه. فصل: الإعراب:|نداء الإيمان. وسيدُنا يوسف عليه السلام كان خيرَ المُنزِلين إكراماً لهم وإحساناً إليهم، وهو بذلك إنما يفعل في الناس ما يجعلُهم مضطرِّين إلى أن يُعلِّلوا لهذا الذي هو عليه من إحسانٍ وإكرامٍ لضيفِه ومن نزلَ بساحتِه بأنه عائدٌ إلى كونه قد أحسنَ الامتثالَ لما أمرهُ اللهُ تعالى به من إشاعةٍ للخير والإحسان. وبذلك يتبيَّن لنا أن لعبادةِ اللهِ تعالى من التأثير على العابد ما يوجب عليه أن يعمل جاهداً على أن يتَّصف بكلِّ ما من شأنه أن يُحبِّب الناسَ إلى انتهاج طريق الله، وذلك لما يرونه عليه من كريمِ آثارٍ ما كان لها أن تتجلى عليه لولا أنه سارَ على هذا الطريق بكل جدٍّ واجتهاد.
البركة من اعظم نعم الله{وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين}لفضيلةالدكتور محمد سعود الرشيدي - Youtube
{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ} الجملة مستأنفة مسوقة لتعليل ما ذكر وإن حرف مشبه بالفعل و {في ذلك} خبرها المقدم و {لآيات} اللام المزحلقة وآيات اسم إنّ، وإن مخففة من الثقيلة والغالب إهمالها و {كنا} كان واسمها واللام الفارقة و {مبتلين} خبر {كنا} ويجوز أن يكون اسمها ضمير الشأن والجملة خبرها ويجوز أن تكون إن نافية واللام بمعنى إلا. {ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} ثم حرف عطف للتراخي وأنشأنا فعل وفاعل ومن بعدهم حال وقرنا مفعول به أي قوما وآخرين صفة وهم قوم عاد. {فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} الفاء حرف عطف وأرسلنا فعل وفاعل وفيهم متعلق بأرسل ورسولا مفعول به ومنهم صفة. {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ} أن مفسرة لأن في الإرسال معنى القول دون حروفه أي قلنا لهم على لسان الرسول اعبدوا اللّه ثم إن إرسال الرسل هو للتبليغ، ويجوز أن تكون مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر في موضع نصب بنزع الخافض أي بأن اعبدوا والجار والمجرور متعلقان بأرسلنا وما بقي تقدم إعرابه قريبا بنصه فجدد به عهدا. {وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا} الواو عاطفة وقال الملأ فعل وفاعل، والجملة من كلامهم الباطل معطوفة على كلامه الحق فالعطف هنا لبيان المفارقة، وقد سبق مثل هذا التعبير في سورة الأعراف مجردا من الواو كأنه جواب سؤال مقدر فلم يحتج إليها، ومن قومه حال والذين صفة لقومه وجملة كفروا صلة وما بعدها عطف عليه داخل في حيزها، وأسهب في وصفهم لبيان فداحة ما ارتكبوه من كفران للنعم وجحود للنعم المترادفة عليهم ليورد بعد ذلك على لسانهم شبهتين من شبهات الملاحدة وبنوا عليها انكارهم البعث والطعن في رسالته عليه السلام.
{مَا هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} {ما} نافية و {هذا} مبتدأ و {إلا} أداة حصر و {بشر} خبر و {مثلكم} صفة وجملة {يأكل} صفة ثانية و {مما} متعلقان بيأكل وجملة {تأكلون} صلة ولك أن تجعلها مصدرية أي من مأكولكم وكذلك قوله: {ويشرب مما يشربون} وحذف العائد من الثاني اكتفاء بالعائد الأول وهو {منه} والجملة كلها مقول القول وهي تتضمن الشبهة الاولى. {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخاسِرُونَ} الواو عاطفة واللام موطئة للقسم وإن شرطية و {أطعتم} فعل وفاعل وهو في محل جزم فعل الشرط و {بشرا} مفعول به و {مثلكم} صفة وإن واسمها واللام المزحلقة وخاسرون خبرها، وإذن: هذه ليست هي الناصبة للفعل المضارع وانما هي إذا الشرطية حذفت جملتها التي تضاف وعوض عنها التنوين كما في يومئذ ولهذا لا يختص دخولها على المضارع بل تدخل على الماضي وعلى الاسم وقد وردت في القرآن كثيرا مثل {إنكم إذن من المقربين} فقد دخلت هنا على الاسم ومن دخولها على الماضي قوله: {وإذن لآتيناهم} وهذا تقرير عن شبهتهم الثانية. والجملة جواب القسم لأنه المتقدم حسب القاعدة. {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرابًا وَعِظامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} الهمزة للاستفهام الانكاري الاستبعادي وجملة {يعدكم} مستأنفة مسوقة لتقرير ما قبله من زجرهم عن اتباعه بانكار وقوع ما يدعوهم إلى الايمان به واستبعاده.
وإعراب الآية على هذا النحو، هو محل اتفاق بين أهل العلم، بل إن أهل العلم ذكروا هنا أمرًا مهمًا، وهو أن الفعل ( نال) يجوز أن يكون فاعله مفعولاً، ويجوز أن يكون مفعوله فاعلاً، على التبادل بينهماº فأنت تقول: نال الطالبُ الجائزةَ، ويجوز لك أن تقول: نالت الجائزةُ الطالبَº لأن ما نالك فقد نلته أنت. شبهة الأخطاء النحوية – لا ينال عهدي الظالمين | مُكَافِح الشُّبُهات. ومعنى الآية على هذه القراءة: لا ينال عهدُ الله بالإمامة ظالمًا، أي: ليس لظالم أن يتولى إمامة المسلمين. ومجيء الآية على هذا التركيب يفيد معنى مهمًا، وهو أن الظالمين ولو اتخذوا الأسباب التي توصلهم إلى نيل العهد، فإن عهد الله وميثاقه يأبى بنفسه أن يذهب لظالم، أو يكون لهº لأن الأخذ بعهد الله شرف، وهذا الشرف لا ينال الظالمين. والآية الكريمة وإن كانت واردة بصيغة الإخبار لا بصيغة الأمر، حيث إنها تخبر أن عهد الله لا يناله ظالم، إلا أن المقصود بهذا الإخبار الأمر، هو أمر الله عباده، أن لا يولوا أمور الدين والدنيا ظالمًا. والذي يُرجح أن يكون المقصود بالآية الأمر لا الإخبار، أن أخباره تعالى لا يجوز أن تقع على خلاف ما أخبر سبحانه، وقد علمنا يقينًا، أنه قد نال عهده من الإمامة وغيرها كثيرًا من الظالمين.
الثالث: قوله تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين)
ثالثا:
جهل النصارى الفاضح وراء كل مصيبة يوقعون أنفسهم فيها. فالجهلة لا يفهمون من كلمة { ينال} إلا معنى{ يأخذ} فقط! وسأضرب أمثلة على عدة معان أخرى لكلمة ينال حتى يتضح الكلام. حينما نقول: خالد ناله التعبُ الإجهادُ. فالمعنى المتبادر هو: خالد أصابه التعبُ والإجهادُ. ولن نقول طبعا خالد أخذ التعب والإجهاد. كذلك لا نقول: خالد نَالَ التعب والإجهاد. وعليه نقول أن قوله تعالى { لا ينال عهدي الظالمين} معناه لا يصيب عهدي الظالمين. ويكون الإعراب كالتالي:
1. شبهات وردود | شبهة لغوية ﴿ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾. ينال: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. 2. عهدي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بياء المتكلم، والياء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه. 3. الظالمين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. ومعلوم أن المعنى فرع الإعراب. أي أنك لا تستطيع فهم المعنى الصحيح إلا إذا أعربت الآية إعرابا صحيحا. وهذا المعنى مثل قوله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ}. فما معنى قوله { سينالهم} هنا ؟ معناه سيصيبهم
ويكون المعنى: { إن الذين عبدوا العجل سيصيبهم غضب….
شبهة الأخطاء النحوية – لا ينال عهدي الظالمين | مُكَافِح الشُّبُهات
27 شوال 1428 ( 08-11-2007)
جاء في سورة البقرة في سياق الحديث عن إبراهيم عليه السلام، وقصة بنائه للبيت الحرام، قوله تعالى: { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إمامًا قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} (البقرة:124). وقد أورد بعض الناس إشكالاً نحويًا في الآية، وذلك أن قوله تعالى: { لا ينال عهدي الظالمين} جاء فيه الفاعل { الظالمين} منصوبًا، وكان المتبادر أن يقال: ( لا ينال عهدي الظالمون)! الثالث: قوله تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين). فما هو توجيه الآية الكريمة ؟
هذه الآية قرأها معظم القراء بنصب { الظالمين} بالياءº لأنه جمع مذكر سالم، وجمع المذكر السالم ينصب بالياء. وقرأ بعض القراء في قراءة غير متواترة بالرفع ( الظالمون) بالواوº لأنه جمع مذكر سالم، وجمع المذكر السالم يرفع بالواو. ويكون { عهدي} على هذه القراءة مفعول به مقدم على الفاعل اهتمامًا به. والآية على القراءة الثانية لا إشكال فيها. وهي كذلك على القراءة الأولىº فقوله تعالى: { لا ينال عهدي الظالمين} جملة مؤلفة من فعل وفاعل ومفعول بهº أما الفعل فقوله تعالى: { ينال}، والفعل ( نال) كما يقول النحويون، يتعدى لمفعول واحد لا غير، وهو في الآية { الظالمين}، فتعين أن يكون الفاعل هو ( العهد) في قوله سبحانه: { عهدي}، وهذا الفاعل مرفوع بضمة مقدرة على ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلمº أما قوله سبحانه: { الظالمين} فهو مفعول به منصوب بالياءº لأنه جمع مذكر سالم.
لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
كلف الله تعالى إبراهيم عليه السلام بأمور فأتمهن و قام بهن، فخاطبه ربه:( إني جاعلك للناس إماما) يقتدى به و يرجع الناس إليه، فراح إبراهيم من موقع الأبوة يدعو و يسأل:( و من ذريتي؟) فكان الجواب الحاسم: ( لا ينال عهدي الظالمين). فالخيرية إيمان يتبعه جهد وبذل، و عمل و استقامة، و ليست تركة تورّث أو تورَث بتلقائية و عفوية كحق خُصّ به عرق، أو ميّز الله به سلالة أو فئة تناله اتكالا على النسب، كيفما كان حال هذا المرء صلاحا أو فسادا( لا ينال عهدي الظالمين). إنما ينال العهد و يدرك المنزلة نفسية سمت، و استقامت بمؤهلات الإيمان و العمل، دون أدنى تأثير لحسب أو نسب، و إلا لما أنزل الله قرآنا يتلى أبد الدهر ( تبت يدا أبي لهب و تب) و لكفاه النسب و الحسب عن هذا التوبيخ المعلن، و تفنيد الموقف الضال، مؤكدا سبحانه:( أنه سيصلى نارا ذات لهب) فأين ذهب الحسب و النسب! ؟ نسف في ميزان الله نسفا ( لا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون). لقد كان حال المصطفى صلى الله عليه و سلم مع ذوي قرابته( لا يأتيني الناس بأعمالهم و تأتوني بأنسابكم) و لذا فقد خاطب ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها( إعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا).
شبهات وردود | شبهة لغوية ﴿ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾
فما معنى قوله { سينالهم} هنا ؟
معناه: سيصيبهم. ويكون المعنى: [ إن الذين عبدوا العجل سيصيبهم غضب…. ]. وكذلك يكون معنى الآية الأولى: [ لا يصيب عهدُ الله الظالمين]. رابعًا:
الآية فيها فعل وفاعل ومفعول. ومن المعلوم أن الله عز وجل هو الذي يعطي هذا العهد لمن يشاء، ويمنعه عمن يشاء. فـ"الظالمين" لن يأخذوا العهد من تلقاء أنفسهم، بل الله هو الذي سيعطيهم أو يمنعهم من هذا العهد. لأنه سبحانه هو الذي قال لإبراهيم: { إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَامًا}. فالجَعْلُ والعَطَاء منه سبحانه وتعالى بحسب سياق الآية، فلا يجوز عقلًا أنْ يكون " الظالمين " فاعلًا، وإنما مفعولٌ منصوبٌ وعلامةُ نَصْبِهِ الياء، لأنه جمعُ مُذَكَّرٍ سالم. وكما قلنا سابقًا إن العرب الذين هم أهل اللغة العربية لم يقولوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن هناك خطأً في هذه الآية الكريمة، فتخيل معي نصراني جاهلًا في اللغة يريد اكتشاف خطأ في كتاب عربي، في الوقت الذي أجمع فيه أهل اللغة العربية أن هذا الكتاب ليس فيه خطأ لغوي واحد!! لكن أعتقد أن النصراني – الذي يزعم وجود خطأ في القرآن الكريم – معذور، لأنه يؤمن بكتاب يقول عنه: [ أما الرجل ففارغ عديم الفهم، وكجحش الفراء يولد الإنسان].
...
صفحات أخرى من الفصل: المشتق
الثالث: قوله تعالى: ( لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
والوجه الثالث: إستدلال الإمام عليه السلام بقوله تعالى: ( لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) على عدم لياقة من عبد صنماً أو وثناً لمنصب الإمامة والخلافة ، تعريضاً بمن تصدّى لها ممّن عبد الصّنم ، ومن الواضح توقّف ذلك على كون المشتق موضوعاً للأعم ، وإلاّ لما صحَّ التعريض ، لانقضاء تلبّسهم بالظلم وعبادتهم للصنم ، حين التصدّي للخلافة. قاله صاحب ( الكفاية) قدّس سرّه.
ومِن هنا يكون سؤال إبراهيم عن أنَّ الله هل سيجعل الإمامة في ذريته لو كانوا مؤمنين حين جعل الإمامة سواءً كانوا مؤمنين قبل ذلك أو لم يكونوا كذلك. بمعنى أنَّ السؤال وقع عن صنفين من ذريته الصنف الأوّل هو من كانوا مشركين وظالمين وأصبحوا مؤمنين والصنف الثاني هو من كانوا مؤمنين واستمرُّوا في إيمانهم، فجاء الجواب إنَّ الإمامة لا تكون للظالمين، وهذا معناه أنَّه تعالى لا يجعل الإمامة للصنف الأوّل، إذ هو المسئول عنه وعن الصنف الثاني، وأمَّا من كان مشركاً وبقيَ على شركه أو كان مؤمناً وأصبح مشركاً فهو ليس مورداً للسؤال قطعاً لوضوح أنَّ الإمامة والتي هي وسيلة الهداية للتوحيد والعدل لا تكون لمشركٍ أو ظالم، فلا معنى للسؤال عن ذلك. فالآية إذن تنفي جعل الإمامة لمن كان في أول أمره ظالماً مشركاً.