فكر في نفسه أن يصرخ ويخلص نفسه من الرعب الذي يعيشه، ولكن المقابر بعيدة كل البعد عن سكان القرية، فماذا يفعل إذا؟! استجمع شجاعته بالكاد وسأله قائلا: "من أنت؟! ، أأنس أنت أم جن؟! ، وما الذي تريده مني؟! " فرد عليه قائلا: "بإمكانك أن تعتبرني مزيج بين الإنس والجن، إنني إنسي ولكن لدي الكثيرين من أتباعي من معشر الجن، ألم تراهم بنفسك عندما شيعوا جنازتي وأتوا بي إليك لتدفني؟! نباش القبور الحقيقي للدولة. " الحارس: "أأنت دجال إذا؟! " الجني: "لا يهمك في شيء، إنني لست هنا لتتعرف علي، ألم أرسل لزوجتك العجوز حتى تحذرك؟! ، ولكنك لم تكف عن أذى الأموات"
الحارس بخوف شديد بعدما تبدل شكل الشيء لشكل أكثر منه إخافة ورعبا، وكأن الشكل الأول لم يرعبه كفاية: "اتركني ولن أكرر ما فعلته، فبعد موت ابني قلعت عن كل شيء". الجني: "أتعلم جميعكم يقول هذا الكلام، وما إن يعطى له ظهرنا يعود لأفعال أكثر قذارة من السابق، لابد أن تدفع الثمن أيها الحارس خائن الأمانة". تعالت صرخات الحارس ممزوجة بضحكات ذلك الشيء، وبعدها ذاعت وانتشرت الأقاويل بين أهل القرية، فمنهم من قال أنه غادر مع زوجته وابنته لأنهم لم يطيقون المكان بعد موت ابنهم الوحيد، ومنهم من قال أنه رآه مرات ومرات يجوب بالمقابر، ولكن الشيء المؤكد الوحيد أنهم بكل مرة يجلبون حارسا ويسكن غرفة الحارس يقتل بطرق عجيبة ومريبة، فذات الأقاويل حول أن الغرفة أصبحت مسكونة بالجن.
نباش القبور الحقيقي حلقه
اول تصوير للباب الرئيسي قبل ما يفتح وبعد - YouTube
يقال لنا دوما اتقِ شر الحليم إذا غضب، ولكن هل يطبق هذا القول في هذه القصة الغريبة أيضا؟! نباش القبور الحقيقي حلقه. حارس من المفترض أنه وضع بهذا المكان لأمانته ولكنه استغل مكانته وثقة الناس به وفعل كل ما يحلو له من أجل المال، فكان عقابه عسيرا والمصيبة أنه لم يكن العقاب من جنس بني البشر، بل كان من عالم الجن والشياطين! حرقوا قلبه على أعز إنسان لديه، وجعلوه لا يجد للراحة سبيل مهما فعل. استيقظ الحارس فزعا من نومه، كل ذلك كان حلما، ولكنه سمع أصوات صراخ وصيحات من زوجته، هذه المرة حقيقة مؤكدة، ولم يكن حلما من الأساس، وعندما خرج من الغرفة وجدها تحتضن ابنها بالمقابر وتبكي عليه بعدما لفظ آخر أنفاسه مودعا الحياة بأكملها. وأشرقت الأرض بنور ربها، وكانوا جميعا قد أعدوا كل شيء لتشييع الجنازة والدفن، وها هو الحارس يوضع بين يديه ابنه الوحيد وقرة عينيه ليقوم بما يفعله مع جميع الأموات، وحتى هذه اللحظة لم يكن يصدق عينيه أن ابنه قد توفي وأصبح في تعداد الموتى، وعندما شرع في فك عقد الكفن تذكر الكابوس الذي راوده بليلة أمس، أيقن حينها أن موت ابنه لم يكن واقعة مرت بسلام، وإنما كان بفعل فاعل، وأعتقد أن أيقن أيضا من هو الفاعل الحقيقي وراء حرقة قلبه هذه!
ما هكذا تورد الإبل - YouTube
عدن بوست | ما هكذا يامحافظنا تورد الإبل ..!!
وقد زادت استجوابات الوزراء الشيوخ بشكل لافت ومريب، وهم وإن كانوا ضمن الشعب إلا أن وراء الأكمة ما وراءها، فالأمر مستغرب وفي ثناياه ألف (إنه) وإنه، فنحن نشاهد أمورا في مجلس الأمة لم نكن نشاهدها في السابق، وكلنا شاهد ذلك وبشكل رتيب، وهنا علينا أن نسأل أنفسنا: ما الذي استفاده المواطن من المجلس؟ انظر حولك فهاهي الأسعار ترتفع ارتفاعا جنونيا، وهاهي مشكلة الإسكان مستمرة، وهاهي رواتب الموظفين والمتقاعدين مكانك راوح منذ سنين، وغير ذلك من المشاكل التي يعاني منها المواطن، حتى المعارضة التي نراها معارضة ضلت طريقها وسارت عكس التيار. أين الإصلاح المزعوم وأين الوعود المزعومة؟ إن الاستجوابات العبثية والمقصودة لم تعد ذات أهمية، وهذا رأينا ووجهة نظرنا إن كان هناك احترام للرأي والرأي الآخر.
ثم التقى بأستاذه وصديق عمره أبي علي الفارسي، ويقال إن أبا علي اجتاز بالموصل، فمر بالجامع وابن جني في حلقة يقرئ النحو وهو شاب، فسأله أبو علي عن مسألة في التصريف فقصر فيها، فقال له أبو علي: زببت وأنت حصرم. فسأل ابن جني عنه، ولزمه من يومئذ، ودامت علاقتهما لأكثر من 40 سنة كان ابن جني فيها تلميذا ومستشارا ومساعدا أكاديميا وصديقا شخصيا لأبي علي. زار ابن جني حلب سنة 341 فاجتمع بأبي الطيب المتنبي، واستقام التجانس بين الرجلين سريعا، وكان المتنبي يجله ويقول فيه "هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس"، و"ابن جني أعرف بشعري مني". في المقابل، أحسن ابن جني الثناء على المتنبي في كتبه، واستشهد بشعره في المعاني والأغراض، وكان يعبر عنه بـ"شاعرنا"، فيقول "وحدثني المتنبي شاعرنا، وما عرفته إلا صادقا.. ما هكذا تورد يا سعد الإبل. "، وقد عني بشرح ديوان المتنبي المسمى "الفسر" في شرحين: كتاب الشرح الكبير، وكتاب الشرح الصغير. عرف عن ابن جني انفتاحه الفكري وعدم تعصبه لفكر أو موقف، فهو مثلا كان بصريا في النحو، لكنه أخذ عن الكوفيين كالكسائي وثعلب وأضرابهما، وكان يميل إلى المعتزلة في المذهب الكلامي إلا أنه لم يكن يظهر تعصبا لهم صراحة، ولم يبدُ أسير معتقدهم الخاص.