وفي رواية: فارس والروم؟ قال: ((ومن الناس إلا هؤلاء؟! )) [1]. والحاصل: التَّحذير من التشبُّه بهم في أحوالهم وأقوالهم؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ﴾؛ وذلك أنهم يأكلون الدُّنيا بالدينِ، ومناصبَهم ورياستهم في الناس، يأكلون أموالهم بذلك، كما كان لأحبار اليهود على أهل الجاهلية شرفٌ، ولهم عندهم خَرْج وهَدايا وضرائب تجيء إليهم، فلما بعث اللهُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، استمرُّوا على ضلالهم وكفرهم وعنادهم؛ طمعًا منهم أن تبقى لهم تلك الرِّياسات، فأطفأها الله بنور النبوة، وسلبَهم إيَّاها، وعوَّضَهم بالذِّلة والمسكنَة، وباؤوا بغضب من الله. الذين يكنزون الذهب والفضة. وقوله تعالى: ﴿ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾؛ أي: وهم مع أكلِهم الحرامَ يصدون الناسَ عن اتِّباع الحق ويَلبسون الحقَّ بالباطل، ويُظهِرون لمن اتبعهم من الجهَلة أنهم يَدعون إلى الخير. وليسوا كما يزعمون؛ بل هم دعاةٌ إلى النار، ويوم القيامة لا يُنصرون. وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ هؤلاء هم القسمُ الثالثُ من رؤوس الناس؛ فإن الناس عالةٌ على العلماء، وعلى العبَّاد، وعلى أرباب الأموال، فإذا فسدت أحوالُ هؤلاء فسدت أحوال الناس.
الذين يكنزون الذهب والفضة – الموقع الرسمي | للدكتور المهندس محمد شحرور
وهؤلاء لما كان جَمْعُ هذه الأموال آثَرَ عندهم من رِضا الله عنهم، عذِّبوا بها، كما كان أبو لهب، لعنه الله، جاهدًا في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وامرأتُه تعينه في ذلك، كانت يوم القيامة عونًا على عذابه أيضًا ﴿ فِي جِيدِهَا ﴾؛ أي: عنقها ﴿ حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 5]؛ أي: تَجمعُ من الحطب في النار وتُلقِى عليه ليكون ذلك أبلغَ في عذابه ممن هو أشفَقُ عليه - كان - في الدنيا، كما أنَّ هذه الأموالَ لَمَّا كانت أعَزَّ الأشياءِ على أربابِها، كانت أضرَّ الأشياء عليهم في الدار الآخرة، فيُحمَى عليها في نار جهنم، وناهيك بحرِّها! ﴿ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ﴾، قال ابنُ مسعود: "والله الذي لا إله غيره، لا يُكوى عبدٌ بكنز، فيمسُّ دينارٌ دينارًا، ولا درهم درهمًا، ولكن يوسَّع جِلده، فيوضع كلُّ دينار ودرهم على حِدَته". وفي صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من رجل لا يؤدي زكاةَ ماله، إلا جُعل له يوم القيامة صفائحُ من نار، يُكوى بها جبهته وظهرُه، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين الناس، ثم يَرى سبيلَه؛ إما إلى الجنة وإما إلى النار)) وذكر تمام الحديث.
فصل: إعراب الآية رقم (33):|نداء الإيمان
مع ظهور المعادن النفيسة إلى الوجود كعملات نقدية، ظل الذهب والفضة في المرتبة الأولى؛ ثم تقدم الذهب ليحتل المكانة الأولى. ويعتبر الذهب والفضة هما أصل المال. وقد حرمت الشريعة كنز المال وحبسه عن أداء وظيفته المشروعة؛ ويُحدد نصاب الزكاة بالذهب. وعلاقة الذهب بالفضة علاقة تاريخية. الذين يكنزون الذهب والفضة – الموقع الرسمي | للدكتور المهندس محمد شحرور. مفهوم المال في الفقه الإسلامي
1- الذهب والفضة هما أصل المال. قال ابن الأثير (ت: 606هـ): "المال في الأصل ما يملك من الذهب والفضة، ثم أطلق على كل ما يقتنى ويملك". وكل ما يميل إليه الطبع فهو مال، إذا أمكنت حيازته وكان جائزاً شرعاً، وفي ذلك يعرف ابن عابدين (ت: 1252 هـ) المال؛ بقوله: "المراد بالمال ما يميل إليه الطبع ويمكن ادخاره لوقت الحاجة، والمالية تثبت بتمول كافة الناس أو بعضهم، والتقوم يثبت بها وبإباحة الانتفاع به شرعاً، فما يباح بلا تمول لا يكون مالاُ كحبة حنطة وما يتمول بلا إباحة انتفاع لا يكون متقوماً كالخمر". أي أن الخمر مال ولكنه غير متقوم، والتقوم يُثبَت بالتمول وبإباحة الانتفاع. 2- إن الانتفاع يكون بالأعيان لا بالأثمان. ووظائف النقود الذهبية والفضية، أنها أثمان (وسيلة للتوصل إلى السلع والتبادل)، كما أنها قيمة لكل متمول (مقياس للقيمة)، ويمكن تخزينها وادخارها (مخزن للقيمة).
الذين يكنزون الذهب والفضة
5- المقصود بالنقود ما يتم التعامل به أولاً لا الانتفاع، أي أنها لا تشبع حاجة (باستثناء رأي كينز؛ الذي قال أنها تشبع حاجة السيولة)، وهي وسيلة لإشباع الحاجات [2]. أما المقصود بالعروض ما يتم الانتفاع به أولاً لا المعاملة. وقُسمت العروض إلى عروض التجارة؛ وهي العروض التي يكون الغرض منها البيع، ويطلق عليها حديثاً الأصول المتداولة، وعروض القنية وهي العروض الغير مُعَدة للبيع؛ ويطلق عليها الأصول الثابتة. أهمية الذهب والفضة كأثمان وفي التجارة والاستثمار:
1- من تعريف الذهب والفضة فإن الله سبحانه وتعالى خلقهما في الأرض لأداء وظيفة الثمنية أي النقود. 2- المعنى اللغوي للذهب يعود إلى الوظيفة الأساسية للنقود؛ وهي التداول وسرعة الحركة والإنفاق وعدم الركود، فالذهب من ذهابه وسرعة تداوله وحركته، والفضة من أنفض الشيء أي تفرق، وسميت فضة لأنها تتفرق بالإنفاق وسرعة حركتها وعدم الركود وهي صفة النقود. 3- قال النيسابوري (ت: 319 هـ): "وإنما كان الذهب والفضة محبوبين لأنهما جعلا ثمن جميع الأشياء فمالكهما كالمالك لجميع الأشياء". ويقول ابن قدامة (ت: 620 هـ): "الأثمان هي الذهب والفضة، والأثمان هي قيم الأموال ورأس مال التجارات وبهذا تحصل المضاربة والشركة، وهي مخلوقة لذلك فكانت بأصل خلقتها كمال التجارة".
حسب دراسات موقع أوكسفام، فإن نسبة الفقر تزداد ونسبة الأغنياء تزداد، وفي عام 2014 نرى كيف يتقاطع المنحني الخاص بثروات يملكها 50% من سكان العالم مع ثروات يملكها 80 رجل من أثرياء العالم فقط!! ويقول التقرير "بدلا من تأسيس اقتصاد من أجل ازدهار سكان العالم أجمع والأجيال المقبلة، خلقنا اقتصادا لنسبة 1 في المئة من الأثرياء". ودعت أوكسفام حكومات دول العالم إلى اتخاذ إجراءات لتخفيض أسعار الدواء، وفرض ضرائب على الثروات، واستخدام ثروات الدولة للقضاء على عدم المساواة. الإسلام يعالج مشكلة الفقر
لقد حرم الإسلام تكديس الأموال تحريماً شديداً لدرجة أن هذا المال الذي هو سبب نعيمك في الدنيا سيكون سبباً في عذابك يوم القيامة.. قال تعالى: (وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [التوبة: 34]. ولكن ماذا بعد ذلك وما نوع العذاب؟ قال تعالى في الآية التالية: (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة: 35].
ما هو مفهوم الحديث: خير متاع الدنيا: المرأة الصالحة ؟ أنه لو كانت عكس ذلك فهي وبال عليه، وسبب من انحرافه وانتكاسه وهبوطه في الدركات. الزوجة التي تعين على أمر الآخرة: العفيفة، الدينة، المصونة، الكريمة، المؤمنة التي تؤدي حق الله، وتشكر نعمة الزوج، وتعرف حرمته، هذه تكاد تكون أطيب حلال الدنيا، الزوجة الصالحة، ولذلك حث عليها، وحرص، وأمر بها، والسعي في اتخاذها. وإذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في عرضه وعرضها وماله، وتحفظ عليه نسبه وفراشه. خير متاع الدنيا: المرأة الصالحة التي تحفظ زوجها من الحرام، وتعينه على أمور الدين والدنيا، وكل لذة أعانت على أمور الآخرة فهي محمودة، وهذه لذة، لكن لأنها تعين على أمر الآخرة فصاحبها يتنعم بها في الدنيا، وتكون سببًا في نعيمه في الآخرة، فهي التي تجتنب مساخط ربها، ومكاره زوجها، وتحسن أخلاقها، وتصبر على جفائها، ولا تخونه في ماله، ويطيب عيشه بذلك. وقال القاضي عياض -رحمه الله-: "رغبهم عنه" يعني: عن الذهب والفضة- "رغبهم عنه" يعني: ألا يحرصوا عليه "إلى ما هو خير وأبقى من الذهب والفضة" ألا وهي: المرأة الصالحة الجميلة، ما دامت معه، قال: "تكون رفيقتك تنظر إليها فتسرك، وتشاورها فيما يعن لك فتحفظ عليك سرك، وتستمد منها في حوائجك فتطيع أمرك، وإذا غبت عنها تحامي مالك، وترعى عيالك [عون المعبود: 5/83].
). حديث رقم: 333
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عيسى بن زيد التنيسي ، ثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي ، أنبأ عبد الله بن العلاء بن زيد ، عن يحيى بن أبي المطاع قال: سمعت العرباض بن سارية السلمي يقول:: ( قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات غداة فوعظنا موعظة و جلت منها القلوب ، و ذرفت منها الأعين ، قال: فقلنا: يا رسول الله ، قد وعظتنا موعظة مودع فاعهد إلينا ، قال: عليكم بتقوى الله. أظنه قال: و السمع و الطاعة ، و سترى من بعدي اختلافاً شديداً أو كثيراً ، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، و إياكم و المحدثات ، فإن كل بدعة ضلالة. هل يصح حديث "عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين.." - شبكة الدفاع عن السنة. و منهم: معبد بن عبد الله بن هشام القرشي و ليس الطريق إليه من شرط هذا الكتاب فتركته ،
و قد استقصيت في تصحيح هذا الحديث بعض الاستقصاء على ما أدى إليه اجتهادي ، و كتب في كما قال إمام أئمة الحديث شعبة في حديث عبد الله بن عطاء ، عن عقبة بن عامر: لما طلبه بالبصرة ، و الكوفة ، و المدينة ، و مكة ، ثم عاد الحديث إلى شهر بن حوشب فتركه ، ثم قال شعبة: لأن يصح لي مثل هذا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أحب إلي من والدي و ولدي و الناس أجمعين ، و قد صح هذا الحديث ، و الحمد لله و صلى الله على محمد و آله أحمعين.
هل يصح حديث &Quot;عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين..&Quot; - شبكة الدفاع عن السنة
وتقريره مبدأ ترك الولاية بالعجز، ومبدأ الترجيح بالأكثرية في اختيار الخليفة، ومبدأ إعادة الشورى إذا تساوت الآراء بالعدد، ومراقبته لأداء العمال والولاة، وعدم تركه لهم أكثر من أربع سنوات في الولاية، ومشاطرته نصف أموالهم وردها لبيت المال، وعزله الأكفاء من الولاة إذا اشتكى منهم الناس كما فعل مع سعد بن أبي وقاص. نماذج من سنن عثمان وعلي
وكذلك سنن عثمان وعلي رضي الله عنهم في مواجهة الفتن الداخلية وعدم التعرض لمن خالفهم الرأي ما لم يسل السيف على الأمة، وما سنه علي رضي الله عنه في الخوارج من سنن بقوله: (لهم علينا ثلاث: ألا نبدأهم بقتال، ولا نحرمهم من الفيء، ولا نمنعهم مساجد الله) وموقفه ممن كفره وسبه … إلخ. فهذه السنن التي تجلت فيها هدايات السماء، وسنن الأنبياء – في سياسة الأمم بالشورى والعدل والرحمة – هي السنن التي يصلح أن يحث النبي صلى الله عليه وسلم الأمة على لزومها ويخشى عليهم من تركها والأخذ بسنن الملوك، والتوريث في الحكم، والحكم بغير الكتاب والسنة! [10]
[1] – مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (1/ 515)
[2] – الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (1/ 231)
[3] – راجع:إعلام الموقعين عن رب العالمين، ت مشهور (2/ 18)
[4] – راجع:إعلام الموقعين عن رب العالمين، ت مشهور (2/ 23)
[5] – الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (1/ 231)
[6] – انظر الحرية أو الطوفان، المطيري، ص 252
[7] – سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 329)
[8] – فتح الباري لابن حجر (8/ 576)
[9] -انظر: صوارم الأقلام في نقض الشبه والأوهام، المطيري.
وكان امير المؤمنين على بن ابي طالب ـ رضي الله عنه ـ اخر الخلفاءالراشدين المهديين.