يؤخذ من ذلك أن من اشْتَبه وشَك في شهادته لم يجز له الإقدام عليها بل لا بد من اليقين. الرخصة في ترك الكتابة إذا كانت التجارة حاضراً بحاضر، لعدم شدة الحاجة إلى الكتابة أنه وإن رُخِّص في ترك الكتابة في التجارة الحاضرة، فإنه يشرع الإشهاد لقوله: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ}. النهي عن مضارة الكاتب، بأن يدعى وقت اشتغالٍ وحصول مشقة عليه. النهي عن مضارة الشهيد أيضاً، بأن يدعى إلى تحمل الشهادة أو أدائها في مرض أو شغل يشق عليه أو غير ذلك، هذا على جعل قوله: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} مبنياً للمجهول، وأما على جعلها مبنياً للفاعل، ففيه نهي الشاهد والكاتب أن يضارا صاحب الحق بالامتناع أو طلب أجرة شاقة ونحو ذلك. ارتكاب هذه المحرمات من خصال الفسق، لقوله: {فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ}. أن الأوصاف كالفسق والإيمان والنفاق والعداوة والولاية ونحوها تتجزأ في الإنسان، فتكون فيه مادة فسق وغيرها، وكذلك مادة إيمان وكفر، لقوله: {فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} ولم يقل فأنتم فاسقون أو فُسَّاق. وحقه أن يتقدم على ما هنا لتقدم موضعه- اشتراط العدالة في الشاهد، لقوله: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ}. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة البقرة - الآية 282. أن العدالة يشترط فيها العرف في كل مكان وزمان، وكل من كان مرضياً معتبراً عند الناس قبلت شهادته.
- {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى}
- القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة البقرة - الآية 282
- نداء الله للمؤمنين "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم" - تفسير الشعراوي - YouTube
- ما هي السعادة - موضوع
{يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى}
أمر الكاتب أن لا يكتب إلا ما أملاه عليه مَنْ عليه الحق. أن الذي يُملي بين المتعاقدين هو من عليه الدين، لأنه إنما يكتب إقراره واعترافه. أمره أن يبين جميع الحق الذي عليه، ولا يبخس منه شيئاً. أن إقرار الإنسان على نفسه مقبول، لأن الله أمر من عليه الحق أن يمل على الكاتب، فإذا كتب إقراره بذلك ثبت موجبه ومضمونه، وهو ما أقر به على نفسه، ولو ادعى بعد ذلك غلطا أو سهواً. نداء الله للمؤمنين "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم" - تفسير الشعراوي - YouTube. أن من عليه حق من الحقوق التي لا بينة على مقدارها وصفتها من كثرة وقلة وتعجيل وتأجيل، أن قوله هو المقبول دون قول من له الحق، لأنه تعالى لم ينهه عن بخس الحق الذي عليه، إلا أن قوله مقبول على ما يقوله من مقدار الحق وصفته. أنه يحرم على من عليه حق من الحقوق أن يبخس وينقص شيئاً من مقداره أو طيبه وحسنه أو أجله أو غير ذلك من توابعه ولواحقه. أن من لا يقدر على إملاء الحق لصغره أو سفهه أو خرسه أو نحو ذلك، فإنه ينوب وليه منابه في الإملاء والإقرار. أنه يلزم الولي من العدل ما يلزم من عليه الحق من العدل وعدم البخس، لقوله {بِالْعَدْلِ}. أنه يشترط عدالة الولي، لأن الإملاء بالعدل المذكور لا يكون من فاسق. فيه دلالة على ثبوت الولاية في الأموال. أن الحق يكون على الصغير والسفيه والمجنون والضعيف لا على وليهم، لأن الله أضافه إليهم.
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة البقرة - الآية 282
لَمَّا ذكر الله تعالى الربا وما فيه من قبح وشناعة - لأنه زيادة مقتطعة من عرَق المَدِين ولحمه، وهو كسب خبيث يمقته الإسلام ويُحرِّمه - أعقبه بذكر القرض الحسن بلا فائدة، وذكر الأحكام الخاصة بالدَّين والتجارة والرهن، وكلها طرق شريفة لتنمية المال وزيادته، بما فيه صلاح الفرد والمجتمع، وآية الدَّين هي أطول آية في القرآن الكريم على الإطلاق؛ مما يدل على عناية الإسلام بالنظم الاقتصادية. فينادي - سبحانه وتعالى - المؤمنين، فيقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ ﴾ [1] ؛ أي: إذا داين بعضكم بعضًا في شراء أو بيع أو سَلَمٍ أو قرض. ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾: وقت محدد بالأيام أو الشهور أو الأعوام. ﴿ بِالْعَدْلِ ﴾: بلا زيادة أو نقصان، ولا غش أو احتيال، بل بالحق والإنصاف. ﴿ وَلَا يَأْبَ ﴾؛ أي: لا يمتنع الذي يحسن الكتابة أن يكتب. ﴿ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ ﴾؛ لأن إملاءه اعترافٌ منه وإقرار بالذي عليه من الحق. ﴿ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ﴾: لا ينقص من الدَّين الذي عليه ولو قل، وليذكره كله. يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين. ﴿ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا ﴾: السفيه: الذي لا يُحسِن التصرفات المالية، والضعيف: العاجز عن الإملاء؛ كالأخرس أو الشيخ الهرم.
نداء الله للمؤمنين &Quot;يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم&Quot; - تفسير الشعراوي - Youtube
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
12- تكرار لفظ الجلالة (الله) في الجمل الثلاث: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ﴿ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾؛ لإدخال الروعة [8] ، وتربية المهابة في النفوس. 13– ﴿ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ﴾ جمع ما بين الاسم الجليل والنعت الجميل مبالغةً في التحذير [9]. فوائد من الآية الكريمة من كتاب تفسير السعدي - رحمه الله تعالى -:
1- ثبوت الولاية على القاصرين من الصغار والمجانين والسفهاء ونحوهم. 2- أن الولي يقوم مقام مُوليه في جميع اعترافاته المتعلقة بحقوقه. {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى}. 3- وجوب الاعتراف بالحقوق الخفية، وأن ذلك من أعظم خصال التقوى، كما أن عدم الاعتراف بها من نواقض التقوى ونواقصها. 4- الإرشاد إلى إشهاد رجلينِ عدلين، فإن لم يمكن أو تعذَّر، فرجل وامرأتان، وذلك شامل لجميع المعاملات: بيوع الإدارة، وبيوع الدَّين، وتوابعها من الشروط والوثائق وغيرها، وإذا قيل: قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قضى بالشاهد الواحد واليمين، والآية الكريمة ليس فيها إلا شهادة رجلين، أو رجل وامرأتين؟ قيل: الآية فيها إرشاد الباري عباده إلى حفظ حقوقهم؛ ولهذا أتى فيها بأكمل الطرق وأقواها، وليس فيها ما ينافي ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم بالشاهد واليمين، فباب حفظ الحقوق في ابتداء الأمر يرشد فيه العبد إلى الاحتراز والتحفظ التام، وباب الحكم بين المتنازعين ينظر فيه إلى المرجحات والبينات بحسب حالها.
أن ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح عليه فعله، وذلك من إنكار المنكر. أن يبغضه في الله فإنّه بغيضٌ عند الله تعالى ويجب بغض من يبغضه الله تعالى. ما هي السعادة - موضوع. ألّا يظن بأخيه الغائب السوء لقول الله تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}ألّا يحمله ما حكي له على التجسس والبحث والتحقق، اتباعا لقول الله تعالى: {وَلا تَجَسَّسُوا}ألّا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه، فيكون بذلك نمامًا ومغتابًا وقد يكون قد أتى ما عنه نهى، وهكذا يكون قد تم تعريف النميمة. صفات النمام
لقد حذّرت الشريعة الإسلامية المسلمين من الغيبة، وحتى أنها نهت مجالسة النمامين وأي صاحب قول السوء، لقوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، فبعد معرفة تعريف النميمة، يجب معرفة صفات النمام، وهي:
أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس. أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه.
ما هي السعادة - موضوع
الأخلاق الذميمة
يُعرّف الخُلق بأنّه: السَّجيَّة والطَّبع والدِّين، وهو صورة الإنسان الباطنية، أمّا صورة الإنسان الظاهرة فهي الخُلق، وما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيرًا إلا دل أمته عليه، ولا علم شرًا إلا حذر أمته منه، ومن جملة الشر الذي حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منه، سوء الخلق، فالخلق السيء خلق فاسد متصف بالشر، وقد حذر العلماء من صحبة سيء الخلق، فقد قال الفضيل بن عياض: لا تخالط سيء الخلق فإنه لا يدعو إلّا إلى شر، وقال الحسن: من ساء خلقه عذب نفسه، ويأتي تعريف النميمة، أحد الأخلاق الذميمة. [١]
تعريف النميمة
إنّ تعريف النميمة يطلق في الأكثر على من ينم قول الغير إلى القول فيه، ويمكن تعريف النميمة أيضًا بأنّها: نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد، وإن المجتمع المسلم لَيتميز بصفات المحبة والأخوة، تزين المحبة القلوب وتُجمل الابتسامة الوجوه، وقد حرم تعالى على المؤمنين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء، حفاظًا على أخوَّتِهم، وحفاظًا على سلامة صدورهم، وإن تعريف النميمة محرم بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمه الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، والنميمة كبيرة من كبائر الذنوب!
النميمة واحدة من أسوء الصفات التي من الممكن أن يتصف بها الإنسان ، والنميمة معناها أن تنقل الكلام ما بين الناس ، ويكون ذلك بغرض الإفساد فيما بينهم ، أو إضفاء المشاعر السلبية أو العداوة فيما بين الناس ، وذلك له عواقب خطيرة جدًا في المجتمع بشكل عام ، كما أن هناك العديد من الأشخاص الذين يخلطون ما بين الغيبة والنميمة ، ولا يعرفون ما هو الفرق بين النميمة والغيبة ، حيث أن الغيبة تعني أن تذكر أخاك بالعيوب التي فيه وهي بالفعل توجد به. أخطر أضرار النميمة
إن النميمة شأنها كشأن جميع السلوكيات السلبية ، فإن لها العديد من الأخطار ، ولذلك فإن النميمة محرمة في الدين الإسلامي ، لأنها من شأنها أن تؤذي جميع المؤمنين والمؤمنات ، وذلك لأن النميمة فيها تتبع لعورات الناس وخصوصياتهم ، وهو أمر يرفضه الجميع على أنفسهم بطبيعة الحال ، بينما الإنسان النمام يقبله على غيره. ومن أخطر أضرار النميمة أنها تفرق بين الناس ، وذلك من شأنه أن يؤذي المجتمع ، والنميمة بطبيعة الحال من شأنها أن تهدم بنيان المجتمع ، وتساعد على انهياره ، وانهيار العلاقات المختلفة لجميع أفراد المجتمع ، حيث يقال: "عمل النمام أضر من عمل الشيطان ، لأن الشيطان ، بالخيال والوسوسة وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة".