ثم أخبرهم تعالى ذكره: أن توجيهه وجهه لعبادته، بإخلاص العبادة له، والاستقامة في ذلك لربه على ما يحبُّ من التوحيد, لا على الوجه الذي يوجَّه له وَجْهه من ليس بحنيف, ولكنه به مشرك, (70) إذ كان توجيه الوجه على غير التحنُّف غير نافع موجِّهه، (71) بل ضارّه ومهلكه = " وما أنا من المشركين " ، ولست منكم ، أي: لست ممن يدين دينكم، ويتّبع ملّتكم أيُّها المشركون. * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك كان ابن زيد يقول: 13465م - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قول قوم إبراهيم لإبراهيم: تركت عبادة هذه؟ فقال: " إني وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض " ، فقالوا: ما جئت بشيء! ونحن نعبده ونتوجّهه! فقال: لا حنيفًا!! قال: مخلصًا, لا أشركه كما تُشْركون. وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض. ------------------- الهوامش: (69) انظر تفسير "فطر" فيما سلف ص: 283 ، 284. (70) انظر تفسير "الحنيف" فيما سلف 3: 104 - 108 ، 6 494 ، 9: 250. (71) في المطبوعة: "إذا كان توجيه الوجه لا على التحنيف" ، وفي المخطوطة: "... توجيه الوجه على التحنف" ، والصواب ما أثبت.
- وجهت وجهي للذي فطر
- اني وجهت وجهي للذي
- اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض
وجهت وجهي للذي فطر
و { حنيفاً} حال من ضمير المتكلّم في { وجهتُ}. وتقدّم بيان ذلك عند قوله تعالى: { قل بل ملّة إبراهيم حنيفاً} في سورة [ البقرة: 135]. وجهت وجهي - ووردز. وجملة: وما أنا من المشركين} عطف على الحال ، نفَى عن نفسه أن يكون متَّصلاً بالمشركين وفي عدادهم. فلما تبرّأ من أصنامهم تبرّأ من القوم ، وقد جمعهما أيضاً في سورة [ الممتحنة: 4] إذ قال { إنّا بُرَآء منكم وممّا تعبدون من دون الله} وأفادت جملة { وما أنا من المشركين} تأكيداً لجملة { إنِّي وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً} ، وإنَّما عطفت لأنَّها قصد منها التبرّىء من أن يكون من المشركين. وهذا قد جرينا فيه على أنّ قول إبراهيم لمّا رأى النيّرات { هذا ربِّي} هو مناظرة لقومه واستدراج لهم ، وأنّه كان موقناً بنفي إلهيتها ، وهو المناسب لصفة النبوءة أن يكون أوحى إليه ببطلان الإشراك وبالحجج التي احتجّ بها على قومه. ومن المفسّرين من قال: إنّ كلامه ذلك كان نظراً واستدلالاً في نفسه لقوله: { لئن لم يهدني ربِّي} ، فإنَّه يُشعر بأنّه في ضلال لأنَّه طلب هداية بصيغة الاستقبال أي لأجل أداة الشرط ، وليس هذا بمتعيّن لأنَّه قد يقوله لتنبيه قومه إلى أنّ لهم ربَّا بيده الهداية ، كما بيّنّاه في موضعه ، فيكون كلامه مستعملاً في التعريض.
اني وجهت وجهي للذي
التنوير شرح الجامع الصغير، تأليف: محمد بن إسماعيل الصنعاني، تحقيق: د/ محمد إسحاق محمد إبراهيم، الناشر: مكتبة دار السلام، الطبعة: الأولى، 1432هـ. نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار، تأليف: محمد بن علي الشوكاني، تحقيق: عصام الدين الصبابطي، الناشر: دار الحديث، الطبعة: الأولى، 1413هـ. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، تأليف: علي بن سلطان القاري، الناشر: دار الفكر، الطبعة: الأولى، 1422هـ. مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، تأليف: عبيد الله بن محمد المباركفوري، الناشر: إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء، الطبعة: الثالثة - 1404هـ. المعجم الوسيط، تأليف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وجهت وجهي للذي فطر السماوات. (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)، الناشر: دار الدعوة توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م. فتح ذي الجلال والإكرام، شرح بلوغ المرام، تأليف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين، الناشر: المكتبة الإسلامية، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة. مفردات ذات علاقة:
العدل الإلهي، ومشكلة الشر
الخشوع
ترجمة نص هذا
الحديث متوفرة باللغات التالية
العربية
- العربية
الإنجليزية
- English
التركية
- Türkçe
الأردية
- اردو
الأندونيسية
- Bahasa Indonesia
البوسنية
- Bosanski
الصينية
- 中文
الفارسية
- فارسی
اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض
[٣] وفي رواية أخرى: (وجَّهتُ وجهيَ للَّذي فطرَ السَّمواتِ والأرضَ حَنيفًا وما أَنا منَ المشرِكينَ، إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي للهِ ربِّ العالمينَ، لا شريكَ لَهُ، وبذلِكَ أمرتُ وأَنا منَ المسلمينَ، اللَّهم أنت الملِكُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ، سبحانَكَ أنتَ ربِّي، وأَنا عبدُكَ، ظلمتُ نَفسي واعتَرَفتُ بذنبي، فاغفِر لي ذُنوبي جميعًا، إنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، واهدني لأحسنِ الأخلاقِ، لا يَهْدي لأحسنِها إلَّا أنتَ، واصرِف عنِّي سيِّئَها، لا يصرِفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنتَ، لبَّيكَ وسعديكَ، أَنا بِكَ وإليكَ، ولا مَنجا، ولا مَلجأَ إلَّا إليكَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليك). [٤] عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً -قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً- فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ).
ومثل هذه لا تصلح للإلهية. ثم انتقل إلى القمر. فبين فيه مثل ما بين في النجم. ثم انتقل إلى الشمس كذلك.