[ ص: 319] سورة الذاريات
قوله تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون وقال سفيان الثوري: قرأ واصل الأحدب هذه الآية: وفي السماء رزقكم وما توعدون فقال: ألا إن رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض؟ فدخل خربة، فمكث ثلاثا لا يصيب شيئا، فلما كان اليوم الرابع، إذ هو بدوخلة من رطب، وكان له أخ أحسن نية منه، فدخل معه فصارتا دوخلتين، فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرق الموت بينهما.
- الباحث القرآني
- وفي السماء رزقكم وما توعدون مطليات ذهب - (176774229) | السوق المفتوح
- إسلام ويب - تفسير ابن رجب - تفسير سورة الذاريات - تفسير قوله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون- الجزء رقم2
- وفي السماء رزقكم وما توعدون . [ الذاريات: 22]
الباحث القرآني
وقوله تعالى: ( وفي السماء رزقكم) فيه وجوه. أحدها: في السحاب المطر. ثانيها: ( وفي السماء رزقكم) مكتوب. وفي السماء رزقكم وما توعدون تفسير. ثالثها: تقدير الأرزاق كلها من السماء ولولاه لما حصل في الأرض حبة قوت ، وفي الآيات الثلاث ترتيب حسن وذلك لأن الإنسان له أمور يحتاج إليها لا بد من سبقها حتى يوجد هو في نفسه وأمور تقارنه في الوجود وأمور تلحقه وتوجد بعده ليبقى بها ، فالأرض هي المكان وإليه يحتاج الإنسان ولا بد من سبقها فقال: ( وفي الأرض آيات) ثم في نفس الإنسان أمور من الأجسام والأعراض فقال: ( وفي أنفسكم) ثم بقاؤه بالرزق فقال: ( وفي السماء رزقكم) ولولا السماء لما كان للناس البقاء. وقوله تعالى: ( وما توعدون) فيه وجوه. أحدها: الجنة الموعود بها لأنها في السماء. ثانيها: هو من الإيعاد لأن البناء للمفعول من أوعد يوعد أي ( وما توعدون) إما من الجنة والنار في قوله تعالى: ( يوم هم على النار) وقوله: ( إن المتقين في جنات) فيكون إيعادا عاما ، وإما من العذاب وحينئذ يكون الخطاب مع الكفار فيكون كأنه تعالى قال: ( وفي الأرض آيات للموقنين) كافية ، وأما أنتم أيها الكافرون ففي أنفسكم آيات هي أظهر الآيات وتكفرون بها لحطام الدنيا وحب الرياسة ، وفي السماء الأرزاق ، فلو نظرتم وتأملتم حق التأمل ، لما تركتم الحق لأجل الرزق ، فإنه واصل بكل طريق ولاجتنبتم الباطل اتقاء لما توعدون من العذاب النازل.
وفي السماء رزقكم وما توعدون مطليات ذهب - (176774229) | السوق المفتوح
وفي رواية عن الأصمعي تقول عن لسانه: أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود له فقال: ممن الرجل؟ قلت: من بني أصمع. قال: من أين أقبلت؟ قلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن. فقال: اتل علي، فتلوت "والذاريات" فلما بلغت قوله تعالى: وفي السماء رزقكم
قال: حسبك، فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى، فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف. فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت دقيق، فالتفت فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر، فسلم علي واستقرأ السورة. فلما بلغت الآية صاح وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا. ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت: فورب السماء والأرض إنه لحق. وفي السماء رزقكم وما توعدون مطليات ذهب - (176774229) | السوق المفتوح. فصاح وقال: يا سبحان الله، من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف، لم يصدقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين، قالها ثلاثا وخرجت معها نفسه. الدروس المستفادة من هذه الآية
بمجرد قراءة وفهم معنى آية وفي السماء رزقكم وما توعدون هناك دروس ومسلمات يجب تصديقها حتى تطمئن قلوبنا وهي كالآتي:
أن الرزق يقسم بالعدل من الله على عبادة فالله وحده هو من يرزق العباد وهذا تم ذكره في سورة الروم الآية 37 قال اله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.
إسلام ويب - تفسير ابن رجب - تفسير سورة الذاريات - تفسير قوله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون- الجزء رقم2
الدكتور حسام موافي
كشف الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بمستشفى قصر العيني، الفرق بين التوكل والتواكل، والخيط الضعيف الذي يفصل بينهما. وأضاف موافي، خلال تقديم برنامج "رب زدني علما" المذاع عبر قناة "صدى البلد"، إن الكثيرين لا يستطيعون التمييز بين التوكل والتواكل لأنه بينهما خيط ضعيف لا يراه إلا العاقل، مثل رجل لا يرتدي الكمامة الواقية في ظل فيروس كورونا ويقول أنه يتوكل على الله بينما لم يأخذ بالأسباب. وتابع أستاذ طب الحالات الحرجة بمستشفى قصر العيني، أن المسلمين يقرؤون سورة الكهف يوم الجمعة ويعلمون أن كلمة "فَأَتْبَعَ سَبَبًا" تكررت ثلاث مرات، وهذا يعني أنه يجب على الإنسان الأخذ بالأسباب. الباحث القرآني. واختتم حسام موافي: "والله بكتب العلاج للمرضى وبقول لهم الله الشافي لكن لازم نأخذ بالأسباب ونطلع العلاج"، مردفا أن الآية الكريمة في سورة الذاريات تقول وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ" وهذا معنى التوكل على الله وليس التواكل دون الأخذ بالأسباب.
وفي السماء رزقكم وما توعدون . [ الذاريات: 22]
0
512
11-09-1441 09:57 مساءً
إن هذا الطاغية الظالم جاهِلٌ لم يعرف الحديث الصحيح الذي يقول فيه الصادق المصدوق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أحدكم يُجمَع خَلْقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون عَلَقة مِثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يُرسل إليه المَلَك فيَنفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه ، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد))؛ رواه البخاري 3208 ومسلم 2643. إنه لا يستطيع أن يفعل معي إلا ما قدَّره الله عليَّ، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعت الأقلام وجفَّت الصحف))؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح 2516. وقد يكون الحادث الحاصل مؤدِّيًا إلى خير مادي كبير، قال الله تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216]، وقال أيضًا: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، والعرب تقول: رب ضارة نافعة، وقد شهِدتُ في حياتي كثيرًا من الحوادث تجلَّت فيها هذه الحقيقة، فليرضَ المرء بما قدَّر الله، فمن رضي فله الرضا، ومن سخِط فله السُّخط.