(
وما أدراك) أعلمك ( ما يوم الدين)
18. ( ثم
ما أدراك ما يوم الدين)
تعظيم لشأنه
19. (
يوم) بالرفع أي
هو يوم ( لا تملك
نفس لنفس شيئا) من
المنفعة ( والأمر
يومئذ لله) أي لا أمر
لغيره فيه أي لم يمكن أحدا من التوسط فيه بخلاف الدنيا
- تفسير سوره الانفطار للسعدي
تفسير سوره الانفطار للسعدي
[2] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات ، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة. [3] وقيل: تسمى هذه السورة، بسورة انفطرت، وسورة المنفطرة. [4]
ترتيب نزولها
مقالة مفصلة: ترتيب سور القرآن
سورة الانفطار من السور المكية ، بلا خلاف. [5] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل الثاني والثمانين، وهو نفس تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين من سور القرآن. [6]
معاني مفرداتها
أهم المفردات في السورة:
(انفَطَرَتْ): انشقت، والفطر: الشقّ. (فُجِّرَتْ): فتحت، وتفجير البحار: فتح الحواجز فيما بينها حتى تصبح بحراً واحداً. (فَعَدَلَكَ): جعلك معتدل الخلقة متناسب الأعضاء. (كِرَامًا كَاتِبِينَ): وصف تشريف وتعظيم للملائكة الموكلين بحفظ أعمال الإنسان وتسجيلها. (الأَبْرَارَ): جمع برّ، والبرّ: التوسع في فعل الخيرات، فهم الذين فعلوا الطاعات واجتنبوا المحرمات. تفسير سوره الانفطار للسعدي. (الْفُجَّارَ): جمع فاجر: وهو المتخطي للحدود، والمتهتك. [7]
محتواها
تتضمن السورة عدّة مواضيع، منها: إنها تتحدث عن أشراط الساعة، وهي الحوادث الهائلة التي سيشهدها العالم أواخر لحظات عمره وعند قيام الساعة. وإلى التذكير بالنعم الإلهية الداخلة في كل وجود الإنسان، وكسر حالة غروره، وتهيئته للمعاد.
الوجه الثاني: بعض السلف قالوا بظاهر الآية ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡإِنسَـٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِیمِ﴾ فقالوا غَّره والله كرم الله فوقع فيما حرم الله عليه، وعن عمر بن الخطاب أنّه قرأ هذه الآية وقال: غره والله جهله، وقال إبراهيم بن الأشعث: قيل: للفضيل بن عياض: لو أقامك الله تعالى يوم القيامة بين يديه، فقال لك: ما غرك بربك الكريم؟ [الانفطار: ٦] ماذا كنت تقول؟ قال: كنت أقول غرني ستورك المرخاة، لأنّ الكريم هو الستار، وروي عن علي رضي الله عنه أنه صاح بغلام له مرات فلم يلبه فنظر فإذا هو بالباب، فقال: مالك لم تجبني؟ فقال. تفسير سورة الانفطار للاطفال. لثقتي بحلمك، وأمني من عقوبتك. فاستحسن جوابه فأعتقه. الوجه الثالث: غره جهله بالله تعالى، وصح ذلك عن عمر، وكذلك عن عبدالله بن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم رضي الله عنهم أجمعين أنّهم قالوا في قوله تعالى: ي ـٰأیها ٱلإنسـٰن ما غرك بربك ٱلكریم (٦)) غره والله جهله. وفعلا ما ترى عبداً من العباد يعصي الله إلّا بجهل، إلّا وهو جاهل بمكانة الله عزوجل، وعظمة الله، وما يليق بالله، ولو أنّهم على علمٍ بالله، وعظمة الله ما عصوه، ولكن يدفعه للمعصية جهله بالله تعالى.