وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تقبّل الله طاعتك أخي السائل، فإنّه يُسَنّ للمسلم عند دخول بيت الله الحرام أن يؤدّي تحية المسجد بالطواف، وإن لم يتيسر له فيصلّي ركعتين تحية المسجد، ولذلك فإنّ من نوى العمرة يجب أن يبدأ بالطواف حول الكعبة المشرفة مباشرة، وتعدّ له تحيةً لبيت الله الحرام، ولا يلزمه صلاة ركعتين. وبعد إتمامك الطواف، توجّه لصلاة ركعتين عند مقام نبي الله إسماعيل -عليه السلام-، ثم أتمّ أعمال العمرة من السعي بين الصفا والمروة، والتحلّل من الإحرام، أمّا إن دخلتَ المسجد الحرام فيما بعد ليس لأجل أداء عمرة، فإن تيسّر لك أن تطوف تطوّعاً تحيةً للمسجد، وإلّا فيكفيك صلاة ركعتين.
صلاة الطواف
تاريخ النشر: الثلاثاء 13 ربيع الأول 1435 هـ - 14-1-2014 م
التقييم:
رقم الفتوى: 236650
22147
0
224
السؤال
ما حكم الصلاة خلف مقام إبراهيم؟ وماذا يترتب على من تركها بسبب انتقاض الوضوء؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يشرع لكل من طاف بالبيت أن يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام؛ لفعله صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم رحمه الله: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ، جَاءَ إِلَى خَلْفِ الْمَقَامِ فَقَرَأَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] [الْبَقَرَةُ 125] ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَالْمَقَامُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، قَرَأَ فِيهِمَا بَعْدَ الْفَاتِحَةِ بِسُورَتَيِ الْإِخْلَاصِ. وَقِرَاءَتُهُ الْآيَةَ الْمَذْكُورَةَ بَيَانٌ مِنْهُ لِتَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، وَمُرَادُ اللَّهِ مِنْهُ بِفِعْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. انتهى. واختلف العلماء هل هاتان الركعتان واجبتان أو مستحبتان؟
قال الشوكاني: وقد اختلف في وُجُوبِ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ، فَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ الشَّافِعِيِّ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ: إلَى أَنَّهُمَا وَاجِبَتَانِ.... صلاة الطواف. وقال مالك، والشافعي في أحد قوليه وَالنَّاصِرُ: إنَّهُمَا سُنَّةٌ؛ لِمَا تَقَدَّمَ فِي الصَّلَاةِ مِنْ حَدِيثِ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ لَمَّا قَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ أَنْ أَخْبَرَهُ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا؛ إلَّا أَنْ تَطَوَّعَ.
هل أصلي ركعتي الطواف؟ - عبد الحي يوسف - طريق الإسلام
ومنهم من قال: بل هذا مكانه، وليس عندي شيء يفصل بين القولين. ماذا يقرأ في ركعتين بعد الطواف - إسألنا. فإن قول جابر في حديثه الطويل: «ثم تقدم إلى مقام إبراهيم، فقرأ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} يحتمل أنه تقدم من منتهى الطواف وهو الحجر إلى مكان المقام، وهو خلف باب الكعبة، ويحتمل أنه تقدم إليه في مكانه الآن. فإذا قلنا: إن مكانه الحاضر هو مكانه في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهل لنا فيما لو احتجنا إلى تأخيره ليتسع المطاف أن نؤخره؟
الجواب: لا؛ لأنه توقيفي، وإذا قلنا: إنه كان لاصقاً بالكعبة، ثم أخره عمر فللاجتهاد في ذلك مجال، فقد نقول بجواز تأخيره إذا دعت الضرورة إلى ذلك، وقد نقول بالمنع لأن أمير المؤمنين عمر له سنة متبعة، لكن القول بالجواز أولى ولا ينافي ما سنه أمير المؤمنين من حيث المعنى؛ لأنه زحزحه عن مكانه من أجل توسعة المطاف، فإذا زحزحناه عن مكانه لذلك فقد وافقنا أمير المؤمنين من حيث المعنى. وقوله: «خلف المقام» ظاهر كلامه أنه لا يشترط فيهما الدنو من المقام، وأن السنة تحصل بهما وإن كان مكانهما بعيداً عن المقام، وهو كذلك. ولكن كلما قرب من المقام كان أفضل، إلا أنه إذا دار الأمر بين أن يصلي قريباً من المقام مع كثرة حركته لرد المارين بين يديه أو مع التشويش فيمن يأتي ويذهب، وبين أن يصلي بعيداً عن المقام ولكن بطمأنينة، فأيهما أفضل؟
الجواب: الثاني أفضل؛ لأن ما يتعلق بذات العبادة أولى بالمراعاة مما يتعلق بمكانها كما سبق، وعلى هذا فلو تأخر الإنسان إلى ما حول المسعى، وصلاهما فقد أتى بالسنة، ولكن الأفضل أن يراعي أن يكون المقام بينه وبين البيت.
ماذا يقرأ في ركعتين بعد الطواف - إسألنا
20 صفر 1430هـ/15-02-2009م, 11:31 AM
صلاة الركعتين بعد الطواف خلف المقام
ثم يُصَلِّي رَكعتينِ خَلْفَ الْمَقامِ. 20 صفر 1430هـ/15-02-2009م, 12:34 PM
المقنع لموفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي.........................
21 صفر 1430هـ/16-02-2009م, 10:43 AM
الروض المربع للشيخ: منصور بن يونس البهوتي
(ثُمَّ) إذا تَمَّ طوافُه (يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ) نَفْلاً يَقْرَأُ فيهِما بـ(الكَافِرُونَ) و(الإِخْلاصِ) بعدَ الفاتِحَةِ وتُجْزِئُ مكتوبةٌ عنهما، وحيثُ رَكَعَهُما جازَ، والأفضَلُ كونُهُما (خَلْفَ المَقَامِ) لقولِه تعَالَى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}. 21 صفر 1430هـ/16-02-2009م, 10:44 AM
حاشية الروض المربع للشيخ: عبد الرحمن بن محمد ابن قاسم
(ثم) إذا تم طوافه (يصلي ركعتين) نفلا ( [1]). يقرأ فيهما بـ«الكافرون»، و«الإخلاص» بعد «الفاتحة» ( [2]) وتجزئ مكتوبة عنهما ( [3]) وحيث ركعهما جاز ( [4]) والأفضل كونهما (خلف المقام) لقوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [( [5]). ([1]) قال الشيخ: بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفاق السلف والأئمة، وحكي وجوبها عن أبي حنيفة، وفي المبدع: وعنه وجوبها، وهي أظهر، وحكاه الوزير عن مالك، ورواية عن الشافعي، واتفقوا على مشروعيتهما ولما أتى صلى إلى المقام قرأ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} بيانا منه لتفسير القرآن، ومراد الله منه، بفعله صلى الله عليه وسلم ويصح السعي قبل صلاة الركعتين، باتفاق الأئمة، وفي أسباب الهداية، يأتي الملتزم قبل الركعتين.
تاريخ النشر: الإثنين 14 محرم 1432 هـ - 20-12-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 145121
26291
0
278
السؤال
أديت طوافي الإفاضة والوداع معا، لكني لم أصل ركعتين بعد الطواف ظنا منه أن آخر العهد بالبيت هو الطواف، فهل علي وزر؟ وهل من كفارة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فركعتا الطواف مشروعتان بعد كل طواف، لا فرق في ذلك بين طواف الوداع وغيره. قال الشيخ العثيمين رحمه الله: يسن أن يصلي ركعتين بعد طواف الوداع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ودع البيت صلى صلاة الفجر ولم يجعل الصلاة قبل الطواف، بل طاف أولاً ثم صلى ثانياً، وقد ذكر العلماء قاعدة عامة قالوا: كل طواف فبعده ركعتان. انتهى، وركعتا الطواف سنة غير واجبتين في قول الجمهور، وليس على من تركهما شيء وإنما فاتته الفضيلة، قال النووي رحمه الله: ركعتا الطواف سنة على الاصح عندنا وبه قال مالك وأحمد وداود وقال أبو حنيفة واجبتان. انتهى. وبه تعلم أنه لا شيء عليك في ترك هاتين الركعتين، وإن شئت أن تقضيهما فلا بأس، فقد أجاز قضاءهما وإن طالت المدة بينهما وبين الطواف كثير من أهل العلم. قال النووي رحمه الله: وقد اتفقوا-أي الشافعية- على أنه لو أخر ركعتي الطواف عنه سنين ثم صلاهما جاز.