تنظيم أوقات اليقظة والنوم ، إذ إنّ في السير على منهج الله عز وجلّ تنظيم حكيم، بأن ينام الإنسان بعد صلاة العشاء، ثم يقوم في منتصف الليل لقيام صلاة الليل، ثم ينام من قبل صلاة الفجر، ثم ينام عند الظهيرة ساعة القيلولة، ويتجلّى الإعجاز العلميُّ في القرآن الكريم في فهم راحة الجسم وصحة البدن. الأمر بغض البصر ، إذ يقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: 30] ثم يقول: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور: 31]، وجاء الأمر بغض البصر متبوعًا بالأمر بحفظ الفروج، وذلك لأن الأول بداية للثاني، لأن غض البصر يقي من الوقوع في الزنا، ولأن الله هو العالِم بضعف الإنسان فقد أمر النساء في الآية نفسها بالستر، وتيسير متطلبات الزواج: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: 32]. وعد الله بالتمكين لمن تمسّك بشرعه وحكمه ، إذ تبيِّن السورة أن التمسك بالآداب والأحكام الشرعية طريقٌ للتمكين، إذ قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} [النور: 55].
الله نور السماوات والأرض
نور يهدي ولا يضل، يرفع ولا يضع، يحقق للإنسان الحائر في دنيا القلق، والتوتر، والمتاعب الصحية النفسية، والعقلية، والروحية، التي تأخذ بيده إلي مرفأ الأمن والأمان اللذين امتن الله بهما علي قريش في سابق عهدها: (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ). الله نور السماوات حفظ. إن ما يعاني منه العالم الآن هو الحرمان من الأمن والأمان، والخوف من التعرض للمحن التي تحمل في طياتها الكوارث المخيفة التي تلحق بالعالم: كوارث الحروب، والتلوث، والجوع، والتصحر.. إلخ. لذا، فإن الدول تتسابق وتتعاون، وبخاصة تلك الدول التي تقدمت علمًا وتطبيقًا في إجراء بحوثها وتوجيه طاقاتها، إلى بث الطمأنينة في نفوس شعوبها، وتحقيق الطمأنينة المادية من مآكل ومشرب ومسكن في الحياة..
ولكن هل تنجح تلك الجهود في تحقيق ما يريدون، إلا على أشلاء شعوب أخرى ضعيفة!! الأستاذ محمود سيد شقير
من كتابه (مع الأمثال القرآنية) مقالات ذات صلة
أخبار و مقالات مرتبطة بنفس الموضوع
[2]
أقوال العلماء [ عدل]
قال العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي:
"
من أسمائه جلّ جلاله ومن أوصافه «النور» الذي هو وصفه العظيم، فإنه ذو الجلال والإكرام، وذو البهاء والسبحات الذي لو كشف الحجاب عن وجهه الكريم لأحرقت سبحاته ما انتهى إليه بصره من خلقه، وهو الذي استنارت به العوالم كلها، فبنور وجهه أشرقت الظلمات، واستنار به العرش والكرسي والسبع الطباق وجميع الأكوان.
" أنواع النور [ عدل]
والنور نوعان:
حسيٌّ كهذه العوالم التي لم يحصل لها نور إلا من نوره. ونور معنوي يحصل في القلوب والأرواح بما جاء به محمد ﷺ من كتاب اللَّه وسنة نبيّه. الله نور السماوات والأرض. فعلم الكتاب والسُّنَّة والعمل بهما ينير القلوب والأسماع والأبصار، ويكون نوراً للعبد في الدنيا والآخرة: ﴿ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ﴾ سورة النور ،آية:35 ، لما ذكر أنه نور السموات والأرض، وسمّى اللَّه كتابه نوراً، ورسوله نوراً، ووحيه نوراً. ثم إن ابن القيم حذّر من اغترار من اغترّ من أهل التصوف، الذين لم يُفَرِّقوا بين نور الصفات وبين أنوار الإيمان والمعارف؛ فإنّهم لمّا تألّهوا وتعبّدوا من غير فرقان وعلم كامل، ولاحت أنوار التعبد في قلوبهم؛ لأنّ العبادات لها أنوار في القلوب، فظنّوا هذا النور هو نور الذات المقدسة، فحصل منهم من الشطح والكلام القبيح ما هو أثر هذا الجهل والاغترار والضلال.