وَقَرَأَ: { ذَرُوني أَقْتُل مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبّه إنّي أَخَاف أَنْ يُبَدّل دينكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهر في الْأَرْض الْفَسَاد} 40 26 قَالَ: هَذَا قَوْله: { وَيَذْهَبَا بطَريقَتكُمْ الْمُثْلَى} وَقَالَ: يَقُول طَريقَتكُمْ الْيَوْم طَريقَة حَسَنَة, فَإذَا غُيّرَتْ ذَهَبَتْ هَذه الطَّريقَة. اعراب ان هذان لساحران يريدان. وَرُويَ عَنْ عَليّ في مَعْنَى قَوْله: { وَيَذْهَبَا بطَريقَتكُمْ الْمُثْلَى} مَا: 18253 - حَدَّثَنَا به الْقَاسم, قَالَ: ثنا الْحُسَيْن, قَالَ: ثنا هُشَيْم, قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن إسْحَاق, عَنْ الْقَاسم, عَنْ عَليّ بْن أَبي طَالب, قَالَ: يَصْرفَان وُجُوه النَّاس إلَيْهمَا. قَالَ أَبُو جَعْفَر: وَهَذَا الْقَوْل الَّذي قَالَهُ ابْن زَيْد في قَوْله: { وَيَذْهَبَا بطَريقَتكُمْ الْمُثْلَى} وَإنْ كَانَ قَوْلًا لَهُ وَجْه يَحْتَملهُ الْكَلَام, فَإنَّ تَأْويل أَهْل التَّأْويل خلَافه, فَلَا أَسْتَجيزُ لذَلكَ الْقَوْل به. وَقَوْله: { وَيَذْهَبَا بطَريقَتكُمْ الْمُثْلَى} يَقُول: وَيَغْلبَا عَلَى سَادَاتكُمْ وَأَشْرَافكُمْ, يُقَال: هُوَ طَريقَة قَوْمه وَنُظُورَة قَوْمه, وَنَظيرَتهمْ إذَا كَانَ سَيّدهمْ وَشَريفهمْ وَالْمَنْظُور إلَيْه, يُقَال ذَلكَ للْوَاحد وَالْجَمْع, وَرُبَّمَا جَمَعُوا, فَقَالُوا: هَؤُلَاء طَرَائق قَوْمهمْ; وَمنْهُ قَوْل اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { كُنَّا طَرَائق قدَدًا} 72 11 وَهَؤُلَاء نَظَائر قَوْمهمْ. '
- في إعراب : ( إنّ هذان لساحران ) - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية
في إعراب : ( إنّ هذان لساحران ) - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية
ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْل الْعلْم في السّرَار الَّذي أَسَرُّوهُ, فَقَالَ بَعْضهمْ: هُوَ قَوْل بَعْضهمْ لبَعْضٍ: إنْ كَانَ هَذَا سَاحرًا فَإنَّا سَنَغْلبُهُ, وَإنْ كَانَ منْ أَمْر السَّمَاء فَإنَّهُ سَيَغْلبُنَا. وَقَالَ آخَرُونَ في ذَلكَ مَا: 18244 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد, قَالَ: ثنا سَلَمَة, عَنْ ابْن إسْحَاق قَالَ: حُدّثْت عَنْ وَهْب بْن مُنَبّه, قَالَ: أَشَارَ بَعْضهمْ إلَى بَعْض بتَنَاجٍ: { إنَّ هَذَان لَسَاحرَان يُريدَان أَنْ يُخْرجَاكُمْ منْ أَرْضكُمْ بسحْرهمَا}.
أسرار حول إعراب
" إنَّ هذان لساحران "
هناك إشكالية إعرابية حول إعراب هذه الآية: " إنَّ هذان لساحران " ، حتى أن بعض المشككين اعتبروها خطأ في القرآن الكريم. فكيف نرد على هؤلاء وأمثالهم. نقول برأي بعض علمائنا ، والله أعلم:
هناك قراءتان لهذه الآية:
القراءة الأولى:
والقراءة الثانية:
فقراءة حفص المشهورة بتخفيف نون إنَّ: " إن هذان لساحران ". فإنَّ: المخففة من الثقيلة ، واللام الفارقة في لساحران. ففي القراءة الأولى:
وهنا ننوه:
أنه لابد أن تدخل اللام الفارقة على خبر إن المخففة ؛ لنفرق بينها وبين إن النافية ، فإذا حذفنا اللام صارت إن نافية. فإذا قلنا: إن هذان ساحران " بدون اللام صارت إن نافية ، أي أصبح: ( هذان ليسا ساحرين) فقد نفت السحر عنهما. مثل قوله تعالى: " وإن نظنك لمن الكاذبين " فأنت هنا كاذب فقد أكدت الكذب. أما إن قيلت " وإن نظنك من الكاذبين " فأنت هنا لست كاذبا بنفي الكذب عنه. فاللام الفارقة: اللام الفارقة: هي التي تفرق بين النفي والإثبات ، تفرق بين إن النافية وإن المخففة. ففي هذه الآية في وجود اللام الفارقة تثبت السحر لموسى وأخيه ، فإن حذفنا اللام الفارقة نفينا السحر عنهما. وهذا سر جميل من أسرار اللغة في تلك الآية.