السؤال: نحن في عاداتنا وعُرفنا إذا مات أحد الأقارب يُفْتَح باب العزاء في بيت الميت، ويستقبل النَّاس لمدَّة 3 أيام، أقرباء أهل الميت وجيرانهم يوفِّرون الطَّعام والشَّراب خلال الفترة السابقة. هل للعزاء وقت محدَّد؟ إذا كان يوجد وقت، فما هو أقلُّه، وما هو أكثره؟ أم أنَّه فعل اليهود ؟
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فلا خلافَ بين العُلماء في استِحباب التَّعزية لِمن أصابتْه مصيبة. وقد ورد في ذلك بعض الأحاديث الضَّعيفة، مثل: « مَن عزَّى مصابًا فله مثلُ أجْرِه »، و« ما من مؤمن يعزِّي أخاه بمصيبةٍ إلاَّ كساه اللَّه من حُلَل الكرامة يوم القيامة »، ولأن فيها تسلية عن المصاب، وهو من الحقوق الإسلامية. ولذلك قال صلَّى الله عليْه وسلَّم -: « اصنعوا لأهل جعْفرٍ طعامًا، فإنَّه قد جاءهم ما يشغلهم »؛ رواه أبو داود والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأمَّا مدَّة التَّعزية، فجمهور الفُقهاء على أنَّ مدَّة التَّعزية ثلاثة أيَّام. متى يبدا العزاء للزميل احمد الرويلي. واستدلُّوا لذلك بإذن الشَّارع في الإحداد في الثَّلاث فقط، بقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « لا يحلُّ لامرأة تؤمن باللَّه واليوم الآخر أن تحدَّ على ميِّت فوق ثلاث، إلاَّ على زوج: أربعة أشهر وعشرًا »؛ متَّفق عليه، وكره بعض العلماء التَّعزية بعد ثلاثة الأيام، إلاَّ لغائب؛ لأنَّ المقصود من التَّعزية سكون قلب المصاب، والغالب سكونه بعد الثَّلاثة، فلا يجدَّد له الحزن بالتَّعزية.
- متى يبدا العزاء هاتفياً
متى يبدا العزاء هاتفياً
يتساءل البعض متى تاسوعه وعشوره 2021 وهو سؤال مهم يتم بالتَّزامن مع قرب تلك المناسبة الإسلاميّة المُقدّسة عند كافّة المسلمين، فيحرص المسلم على تحرّي تاسوعاء وعاشوراء من كل عام هجري منذ بداية شهر محرّم، فهو الشّهر الذي يحمل معه تلك المناسبة الإسلاميّة التي تمّ ذكرها في عدد من أحاديث الرّسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وعبر موقع المرجع سنقوم على طرح متى يوم عاشوراء لهذا العام 2021 وعلى تبيان موعد تاسوعاء من شهر محرّم لعام 1443 هــ.
وقيدوا التعزية بثلاثة أيام. واستدلوا لذلك بإذن الشارع في الإحداد في الثلاث فقط,
بقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على
ميت فوق ثلاث, إلا على زوج: أربعة أشهر وعشرا) وتكره بعدها... " انتهى من
"الموسوعة الفقهية" (1/288). لكن الاستدلال بهذا الحديث فيه نظر؛ لأن الحديث في الإحداد وليس في التعزية،
والصواب: أن التعزية مشروعة ما دامت المصيبة باقية ، ولو كان ذلك بعد ثلاثة أيام. قال النووي رحمه الله: " وحكى إمام الحرمين - وجهاً -
أنه لا أمد للتعزية, بل يبقى بعد ثلاثة أيام وإن طال الزمان, لأن الغرض الدعاء,
والحمل على الصبر, والنهي عن الجزع, وذلك يحصل مع طول الزمان, وبهذا الوجه قطع
أبو العباس بن القاص في التلخيص.. متى يبدأ العزاء - إسلام إينو. " انتهى من " شرح المهذب " (5/278). وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " وليس لها وقت مخصوص
ولا أيام مخصوصة بل هي مشروعة من حين موت الميت قبل الصلاة وبعدها وقبل الدفن وبعده
والمبادرة بها أفضل في حال شدة المصيبة وتجوز بعد ثلاث من موت الميت لعدم الدليل
على التحديد " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/380). وقال الشيخ الألباني رحمه الله: " ولا تحد التعزية
بثلاثة أيام لا يتجاوزها، بل متى رأى الفائدة في التعزية أتى بها " انتهى من "أحكام
الجنائز" (1/166).