فأبى عليهم, فقالوا: قد حكمنا من أموالنا كل رجل دينارين, وكانوا في الديوان عشرين ألف رجل فعجلها له النعمان من بيت المال أربعين ألف دينار فلما خرجت أعطياتهم أسقط من عطاء كل رجل منهم دينارين. وقال أبو مخنف (وهو شيعي): بعث يزيد بن معاوية إلي النعمان بن بشير الأنصاري فقال له ائت الناس وقومك فافثأهم عما يريدون فإنهم إن لم ينهضوا في هذا الأمر لم يجترئ الناس على خلافي وبها من عشيرتي من لا أحب أن ينهض في هذه الفتنة فيهلك. فأقبل النعمان بن بشير فأتى قومه ودعا الناس إليه عامَّةً وأمرهم بالطاعة ولزوم الجماعة وخوَّفهم الفتنة، وقال لهم: إنَّه لا طاقة لكم بأهل الشام. فقال عبد الله بن مطيع العدوي: ما يحملك يا نعمان على تفريق جماعتنا وفساد ما أصلح الله من أمرنا. انجازات النعمان بن بشير الأنصاري في الدولة الأموية – e3arabi – إي عربي. فقال النعمان: أما والله لكأنِّي بك لو قد نزلت تلك التي تدعو إليها وقامت الرجال على الركب تضرب مفارق القوم وجباههم بالسيوف ودارت رحا الموت بين الفريقين قد هربت على بغلتك تضرب جنبيها إلى مكة وقد خلفت هؤلاء المساكين -يعني الأنصار- يقتلون في سككهم ومساجدهم وعلى أبواب دورهم. فعصاه الناس. من الأحاديث التي رواها النعمان بن بشير عن النبي:
عن النعمان بن بشير قال: بينا رسول الله في مسير له إذ خفق رجل على راحلته فأخذ رجل من كنانته سهما فانتبه الرجل مذعورًا فقال النبي: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا".
من هو النعمان بن بشير الحلال بين 2 ثانوي
يونس - عليه السلام - أحد الأنبياء ركب مع قوم في سفينة فضاقت به، وقالوا: إن بقينا كلنا على ظهرها هلكنا وغرقت، لابد أن ننزل بعضنا في البحر. فمن ننزل؟ أول راكب، أم أكبر راكب، أم أكبر بدنًا؟ فعملوا قرعة، فصارت القرعة على جماعة منهم يونس، أو هو وحده؛ لأن الآية تقول: ﴿ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾ [الصافات: 141]، إذًا معه ناس، نزلوهم، والذين معه الله أعلم بهم لا نعرف ماذا صار لهم. أما هو فالتقمه حوت عظيم؛ أي: ابتلعه بلعًا دون أن يعلكه فصار في بطن الحوت، فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فلفظه الحوت على سيف البحر، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين (يقطين). قال العلماء: إنها قرع النجد. قَرع النجد لين وأوراقه لينة كالإبريسم، ومن خصائصه أنه لا يقع عليه الذباب فأنبت الله عليه شجرة من يقطين حتى ترعرع بعد أن بقي في بطن الحوت، ثم أنجاه الله عزَّ وجلَّ. من هو النعمان بن بشير؟. والقرعة من الأمور المشروعة الثابتة بالكتاب والسُّنَّةِ وقد ذكر ابن رجب - رحمه الله - في كتابه « القواعد الفقهية »، قاعدة في الأشياء التي تستعمل فيها القرعة، من أول الفقه إلى آخره. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2 /430 - 434)
من هو النعمان بن بشير رضي الله عنهما
قال النبيُّ - عليه الصلاة والسلام -: «فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا»؛ لأنَّهم إذا خرقوا خرقًا في أسفل السفينة دخل الماء، ثم أغرق السفينة، «وإن أخذوا على أيديهم» ومنعوهم من ذلك «نجوا ونجوا جميعًا»، يعني نجا هؤلاء وهؤلاء.
قيل: إن النعمان لما دعا أهل حمص إلى بيعة ابن الزبير ذبحوه. وقيل: قتل بقرية بيرين قتله خالد بن خلي بعد وقعة مرج راهط في آخر سنة أربع وستين - رضي الله عنه.