كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) القول في تأويل قوله جل ثناؤه: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: " كنتم خير أمة أخرجت للناس ". فقال بعضهم: هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وخاصة، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. *ذكر من قال ذلك: 7606- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط، عن سماك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال في: " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ، قال: هم الذين خرجوا معه من مكة. كنتم خير امه اخرجت للناس نايف الفيصل. 7607- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن عطية، عن قيس، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ، قال: هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة. 7608- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " ، قال عمر بن الخطاب: لو شاء الله لقال: " أنتم " ، فكنا كلنا، ولكن قال: " كنتم " في خاصة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن صنع مثل صنيعهم، كانوا خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
تفسير كنتم خير امة اخرجت للناس
خير أمة
وتعتبر الدعوة في كتاب الله للقراءة تعتبر كما قال بعضهم دعوة إلى العلم و إلى المعرفة وإلى البحث والنظر إلى الحق واليقين. ومعنى ذالك أن الإسلام منذ اللحظة الأولى حض على العلم وأشاد بالمعرفة ، والقرآن الكريم حافل بالآيات التي تدعوا إلى البحث والنظر ، واكتشاف نواميس الكون وكنوز الأرض ،يقول الحق جل وعلا:{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (يونس:101) وقال أيضا {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(العنكبوت:20). لكن العلم المشاد به لا يقتصر على العلوم الشرعية بل يشمل كل العلوم التي تحتاجها الأمة ، وقد اتفق الفقهاء على أن كل العلوم التي تفيد الأمة طلبها فرض كفاية بما في ذلك العلوم الشرعية، وقصر فضل العلم على العلوم الشرعية دون سواها سبب أدى ويؤدي إلى تأخر الأمة عن ركب الحضارة والتقدم، ولا يمكن للمسلمين أن يصيروا خير أمة أخرجت للناس كما قال بعض العلماء إلا إذا تفوقوا على سائر الأمم في اتجاهين وفي آن واحد معا:
الاتجاه الأول: هو الاتجاه القيمي الأخلاقي ، بمعنى أن يكونوا مثالا يحتذي في معاملاتهم وفي سلوكياتهم وما يتمسكون به ويدعون إليه من قيم رفيعة وأخلاق سامية.
اعراب كنتم خير امة اخرجت للناس
تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وَقَالَ الإمامُ أحمد أيضًا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ: حَدَّثَنَا ليث، عن معاوية ابن أبي حُبيشٍ. مُداخلة: عندنا: عن أبي حلبس. الشيخ: حطّ عليه إشارة: يُراجع. عن يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أبا الدَّرْدَاءِ . مُداخلة: عن يزيد بن ميسرة قال: عن أمِّ الدَّرداء رضي الله عنها تقول: سمعتُ أبا الدَّرداء. الشيخ: ما عندكم: أم الدَّرداء؟ وعن معاوية ابن أبي حبيش. عندما يموت الضمير!. عن يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أبا الدَّرْدَاءِ يقول: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ ﷺ -وَمَا سَمِعْتُهُ يُكَنِّيهِ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا- يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا عِيسَى، إِنِّي بَاعِثٌ بَعْدَكَ أُمَّةً إِنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبُّونَ حَمِدُوا وَشَكَرُوا، وَإِنْ أَصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ احْتَسَبُوا وَصَبَرُوا، وَلَا حِلْمَ وَلَا عِلْمَ، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ هَذَا لَهُمْ وَلَا حِلْمَ وَلَا عِلْمَ؟! قَالَ: أُعْطِيهِمْ مِنْ حِلْمِي وَعِلْمِي.
وجعلناكم خير امة اخرجت للناس
ولمّا اختار الله تعالى من الزمن شهر رمضان، كان تعظيمه والاعتناء به والتعرض لنفحات الله فيه، دليلا على تعظيم الله وحسن الإيمان به، ويكون إهماله دليلا على عدم توقير الله وإهمال الإيمان بالله. ينبغي على المسلم أن يفهم اصطفاء الله على أنه توجيه رباني إلى الأصل الإيماني الذي يجب أن تستقيم حياته عليه، حتى بعد انقضاء أجل المُصطفى، فما اصطفى الله من البشر رسلا إلا ليتأسى الناس بهم، وتستقيم حياتهم على سنتهم، حتى بعد مماتهم وانقضاء آجالهم. كذلك شهر رمضان المبارك، جعل الله اصطفاءه توجيها إلى تحقيق الإيمان وبلوغ التقوى، كي تستقيم حياة المسلم على الإيمان والتقوى حتى بعد انقضاء الشهر الفضيل. { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } - إسلام أون لاين. فشهر رمضان ليس استثناء في حياة المسلم، وإنما هو الأصل الإيماني الذي يجب أن تستقيم حياته عليه، ولا غرو فإن الغاية من الصيام هي تحقيق التقوى، والتقوى أصل عند المؤمنين وليست استثناء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رمضان أنه سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، ولا يربح التاجر في شهر لأجل أن يخسر في باقي الشهور، وإنما ليذوق حلاوة الربح، فيحرص عليه ولا يفرّط فيه أبدا.
هسبريس
حوادث
الأحد 3 أبريل 2022 - 22:23
لفظ شخص، في اليوم الأول من شهر رمضان، أنفاسه الأخيرة، في جريمة قتل وقعت بأحد أحياء المدينة العتيقة بمراكش. ولقي الهالك حتفه إثر تلقيه طعنة بواسطة سلاح أبيض من شخص لاذ بالفرار إلى مكان مجهول. وأرجعت مصادر هسبريس هذه الجريمة إلى خلاف وقع بين مرشدين غير قانونيين، تطور إلى شجار عنيف وجه خلاله القاتل طعنة بالسلاح الأبيض إلى الهالك على مستوى العنق. وعلى إثر هذه الطعنة القاتلة، سقط الضحية مضرجا في دمائه، لينقل على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي؛ لكنه فارق الحياة قبل الوصول إلى قسم مستعجلات، أضافت المصادر ذاتها. اعراب كنتم خير امة اخرجت للناس. وفور توصلها بإخبارية في الموضوع، انتقلت عناصر الشرطة القضائية والعلمية إلى مكان الحادث، لفتح تحقيق في أسباب هذه الجريمة؛ وهو ما مكن من تحديد هوية القاتل. جريمة قتل سلاح أبيض شهر رمضان مراكش
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
وقال ابن جريج: إن المعنى يحفظون عليه عمله; فحذف المضاف. وقال قتادة: يكتبون أقواله وأفعاله. ويجوز إذا كانت المعقبات الملائكة أن تكون الهاء في له لله عز وجل كما ذكرنا; ويجوز أن تكون للمستخفي ، فهذا قول. وقيل: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يعني به النبي صلى الله عليه وسلم أي أن الملائكة تحفظه من أعدائه; وقد جرى ذكر الرسول في قوله:لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر أي سواء منكم من أسر القول ومن جهر به في أنه لا يضر النبي صلى الله عليه وسلم بل له معقبات يحفظونه عليه السلام; ويجوز أن يرجع هذا إلى جميع الرسل; لأنه قد قال: ولكل قوم هاد أي يحفظون الهادي من بين يديه ومن خلفه. وقول رابع: أن المراد بالآية السلاطين والأمراء الذين لهم قوم من بين أيديهم ومن خلفهم يحفظونهم; فإذا جاء أمر الله لم يغنوا عنهم من الله شيئا; قاله ابن عباس وعكرمة; وكذلك قال الضحاك: هو السلطان المتحرس من أمر الله ، المشرك. وقد قيل: إن في الكلام على هذا التأويل نفيا محذوفا ، تقديره: لا يحفظونه من أمر الله تعالى ، ذكره الماوردي. قال المهدوي: ومن جعل المعقبات الحرس فالمعنى: يحفظونه من أمر الله على ظنه وزعمه. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا. وقيل: سواء من أسر القول ومن جهر به فله حراس وأعوان يتعاقبون عليه فيحملونه على المعاصي ، ويحفظونه من أن ينجع فيه وعظ; قال القشيري: وهذا لا يمنع الرب من الإمهال إلى أن يحق العذاب; وهو إذا غير هذا العاصي ما بنفسه بطول الإصرار فيصير ذلك سببا للعقوبة; فكأنه الذي يحل العقوبة بنفسه; فقوله: يحفظونه من أمر الله أي من امتثال أمر الله.
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
4- المواظبة على العبادات من صلاة وزكاة وصوم وغيرها، قال تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ {التوبة:18} وعسى من الله واجبة كما قال ابن عباس. 5- وجود العاطفة الربانية التي تجعل المسلم يحب ويبغض ويعطي ويمنع لله ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار. وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان. والحديث صححه الألباني. إلى غير ذلك من الأسباب التي ذكر بعضها في الفتوى رقم: 16610 ، مع المحافظة على البعد عن أسباب ضعف الإيمان، وقد ذكر بعضها في الفتوى رقم: 10800. الجمع بين: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ} وما كتب عليهم. والله أعلم.
وكذلك إذا غير العباد, ما بأنفسهم من المعصية, فانتقلوا إلى طاعة الله, غير الله عليهم, ما كانوا فيه من الشقاء, إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة. سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
س: ما تفسيـر قـول الحق تبارك وتعـالى في سـورة الرعـد: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
ج: الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكمال عدله وكمال حكمته لا يُغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كانوا في صلاح واستقامة وغيروا غير الله عليهم بالعقوبات والنكبات والشدائد والجدب والقحط، والتفرق وغير هذا من أنواع العقوبات جزاء وفاقًا قال سبحانه: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ﴾. وقد يمهلهم سبحانه ويملي لهم ويستدرجهم لعلهم يرجعون ثم يؤخذون على غرة كما قال سبحانه: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ يعني آيسون من كل خير، نعوذ بالله من عذاب الله ونقمته، وقد يؤجلون إلى يوم القيامة فيكون عذابهم أشد كما قال سبحانه: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ والمعنى أنهم يؤجلون ويمهلون إلى ما بعد الموت، فيكون ذلك أعظم في العقوبة وأشد نقمة.
ان الله لا يغير ما بقوم حتى
أي أعطيناه من كنوز المال العظيمة التي مفاتيحها تثقل في حملها الجماعة والعصبة من الناس وذلك لكثرتها. (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) القصص 76. أي أن الله لا يحب الأشرين الذين أبطرتهم النعمة. ان الله لا يغير ما بقوم حتى. وغرهم المال والسلطان. (وَابْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الاْخِرَةَ) أي اطلب بما أعطاك الله من الأموال رضا الله والجنة (وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا). أي خذ من متع الدنيا الحلال وما أباحه الله لك ( وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ).
السؤال:
ما هو تفسير قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]؟ وتقول السائلة: مع أن الله هو الذي خلق الأنفس وهو الذي يتحكم بتغييرها، فكيف يستطيع القوم أن يغيروا ما بأنفسهم، ويغيروا ما كتب عليهم؟ أرجو التفضل بالشرح الوافي حول هذا الموضوع، وجزاكم الله خيرًا. الجواب:
الله سبحانه هو مدبر الأمور، وهو مصرف العباد كما يشاء ، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، وهو سبحانه قد شرح لعباده الأسباب التي تقربهم منه، وتسبب رحمته وإحسانه إليهم، ونهاهم عن الأسباب التي تسبب غضبه عليهم وبعدهم منه، وحلول العقوبات بهم، وهم مع ذلك لا يخرجون عن قدره؛ بفعل الأسباب التي شرعها لهم، والتي نهاهم عنها، وهم بذلك لا يخرجون عن قدره سبحانه. ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم. فالله أعطاهم عقولًا، وأعطاهم أدوات، وأعطاهم أسبابًا يستطيعون بها أن يتحكموا فيما يريدون؛ من جلب خير أو دفع شر، وهم بهذا لا يخرجون عن مشيئته كما قال تعالى: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:28-29]. وقد سئل النبي ﷺ عن هذا، قالوا له: يا رسول الله: إن كان ما نفعله قد كتب علينا وفرغ منه، ففيم العمل؟ قال عليه الصلاة والسلام: اعملوا؛ فكل ميسر لما خلق له [1].
ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم
ارجوا ان لا أكون قد ذهبت بعيدا في فهمي واخطأت في فهم ما تريد. ولك مني التحية والتقدير على كل مجهوداتك. ج: أعتقد بأن حملات التبرعات في الوطن العربي تقوم بعمل جبار في جمع المال. عندما تخرج من المسجد سترى الصناديق المختلفة للجمعيات التي تسحب الأموال من الناس بلا توقف. كل ما قلته في الحقيقة هو أن يستخدم الناس عقولهم ولكن العقل هو آخر ما يكترثون له. يريدون سلاح، يريدون المزيد من القتل، المزيد من التشريد. إنبهر الناس بقوة السلاح والمال ونسوا أن التغيير الأكبر يحدث عندما نصل إلى قناعة أن السلام أسهل من كل ذلك. شخصيا أنفقت الكثير من المال على القضايا العربية منذ أن كنت مراهقا والنتيجة؟ لا شيء. إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. أعرف الكثيرين الذين ينفقون الملايين معتقدين أن هذا يساعد على تحسين الوضع ولكن الذي يحدث على أرض الواقع أن يعود الوضع أسوأ من السابق. هل تذكر خطة إعمار لبنان التي أنفقت فيها دول الخليج المليارات؟ أين لبنان الآن؟
أتذكر مرة جمعنا مال كالمطر. إن لم تكن قد رأيت السماء تمطر مالا أنا رأيت شيء قريب منه، كان لدعم الفلسطينيين، رأين النساء يتبرعن بمجوهراتهم، رأيت الأطفال يتبرعون بألعابهم وملابسهم ورأيت ورأيت ورأيت لكن الوضع من سيء إلى أسوأ.
قال الإمام الطبري في تفسيره على هذه الآية: يقول تعالى ذكره: (إن الله لا يغير ما بقوم) ، من عافية ونعمة، فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم(حتى يغيروا ما بأنفسهم) من ذلك بظلم بعضهم بعضاً، واعتداء بعضهم على بعض, فَتَحلَّ بهم حينئذ عقوبته وتغييره. الوقفة الثالثة: في دلالة الآية على أن الله هو المغير وبيده كل شيء، فعلى العباد أن يستعينوا به ويتوكلوا عليه في الهداية وطلبها،وفي الاستعاذة من الغواية وتركها. قال تعالى في نفس الآية: { {وَإِذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ سُوۤءࣰا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ}} {} [سورة الرعد ١١]. وجاء في التفسير الميسر على هذه الآية:وليس لهم مِن دون الله مِن والٍ يتولى أمورهم، فيجلب لهم المحبوب، ويدفع عنهم المكروه. الوقفة الرابعة: في دلالة الآية على الطريقة الصحيحة والواجبة في سبيل النهوض بالأمة الإسلامية. وللدلالة على هذا المعنى أنقل هذه الأقوال: يقول العلامة ابن عثيمين:رحمه الله تعالى: فالواجب على المسلمين أن يعدوا ما استطاعوا من قوة وأولها: الإيمان والتقوى. ثم يلي قوة الإيمان والتقوى، أن يتسلح المسلمون ويتعلموا كما تعلم غيرهم؛ لكن المسلمين لم يقوموا بما عليهم.