"اذهبوا فأنتم الطلقاء" ، كلمة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، أو أن تطوى في وسط الأحداث الكثيرة والمهمة التي تزخر بها السيرة النبوية العطرة، فهي فاتحة لعهد جديد، عهد الفتح والتمكين وانتصار الدعوة الإسلامية، فلا يمكن لهذا العهد الجديد إلا أن يبدأ بالعفو الشامل عن خصوم الأمس الذين كانوا يناوشون الدعوة ويحاربونها ويعادونها. ما صحة حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء؟ نسمع كثيرا يستدلون به، فما حكم الاستدلال بالحديث الضعيف؟. فالعفو والصفح من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم التي تقف عشرات المواقف شاهدة عليها وأهمها عفوه بعد فتحه لمكة عن المشركين. هذا العفو عن أعداء الأمس ليس انتصارا عسكريا فقط، بل هو انتصار للأخلاق النبوية، وإظهار لمكارم الأخلاق في لحظة تاريخية مفصلية تتغيى بناء أخلاقيا وعقديا جديدا، يقطع مع أخلاق الجاهلية وتكبرها وكفرها. وكأن هذا البناء الجديد لا يقوم صرحه إلا على هذه الأخلاق العظيمة التي ستغير المجتمع وتؤلف بين النفوس، وتعلن عن بداية تاريخ جديد للإنسانية. فهذا العفو النبوي ليس حدثا عاديا عابرا، فبالنظر إلى الظروف التي وقع فيها بانتصار المسلمين ودخولهم الى مكة وهزيمة المشركين، فهو يعتبر لبنة في بناء مجتمع جديد بقيم جديدة، فالأمة بالمفهوم الإسلامي لا تقوم على عنصري الأرض والإنسان فقط بل لابد من عناصر أخرى يجمعها الإيمان والأخلاق والقيم.
20 رمضان ذكرى فتـح مكة.. إليك القصة كاملة | تحقيقات | جريدة الطريق
علو الهمة وشرف النفس حيث يترفع الإنسان عن السب والشتم، وتعويد النفس على سماع الشتم وضبط النفس، والرد عليها بابتسامة عريضة أو المسامحة، وهذه أحد الدلائل، قال رسول الله: "مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاءَ". استحياء الإنسان ووضع نفسه مكان المخطئ، وقال أحد الحكماء "احتِمالُ السَّفيهِ خيْر مِنْ التَّحلي بصورته والْإِغضَاء عَنْ الْجَاهِلِ خيرٌ مِنْ مشَاكَلتِه".
ما صحة حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء؟ نسمع كثيرا يستدلون به، فما حكم الاستدلال بالحديث الضعيف؟
فَقَالَ النبيُّ: بَلْ أَرْجو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا". تدريب النفس على المسامحة والصبر، وتمرين القلب على التنازل والمسامحة وترك الحقد والكراهية، وكما قال رسولنا الكريم: "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صوَرِكم وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ". قطع السب والشتم وإنهاؤه مع من صدر منهم، وذلك من خلال الصمت الذي تحفظ به قلبك ولسانك، ولأن الرد والمجادلة يضر ولا ينفع، حيث قال الله تعالى للسيدة مريم "فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا". رعاية المصلحة، وتجنب المخالفة تدل على السيادة، ولهذا أثنى الرسول على الحسن رضي الله عنه وقال: «ابْنِي هَذَا سَيد، وَلَعل اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِين". حفظ الجميل والمعروف، حيث قال رسولنا الكريم: "وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ" وكما قال الشافعي: "إِنَّ الْحُر مَنْ رَاعى وداد لَحْظَةٍ وَانْتَمى لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَة".
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
1- عن الصادق ( عليه السلام...
ذكر للذكاء
تقول
بسم الله الرحمن الرحيم لاحول ولاقوة الا بالله العليى العظيم
غفران الذنوب
السلام عليكم
قال الصادق ( عليه السلام): من اجتنب...
دعاء عند الفجر الصادق
اللَّهُمَّ أَنْتَ صاحِبُنا فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلهِ، اللَّهُمَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ...
خرج مسلم من غير طريق عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله عز وجل في إبراهيم رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم وقال عيسى عليه السلام: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم فرفع يديه وقال: اللهم أمتي وبكى فقال الله عز وجل: ( يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك) فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم. فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك) وقال بعضهم: في الآية تقديم وتأخير ومعناه ، إن تعذبهم فإنك أنت العزيز الحكيم وإن تغفر لهم فإنهم عبادك ، ووجه الكلام على نسقه أولى لما بيناه ، وبالله التوفيق.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 118
وهذا قول عيسى في الدنيا. 13038 - حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " قال: والله ما كانوا طعانين ولا لعانين.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المائدة - الآية 118
وقيل: كان عند عيسى أنهم أحدثوا معاصي ، وعملوا بعده بما لم يأمرهم به ، إلا أنهم على عمود دينه ، فقال: وإن تغفر لهم ما أحدثوا بعدي من المعاصي ، وقال: فإنك أنت العزيز الحكيم ولم يقل: فإنك أنت الغفور الرحيم على ما تقتضيه القصة من التسليم لأمره ، والتفويض لحكمه. ولو قال: فإنك أنت الغفور الرحيم لأوهم الدعاء بالمغفرة لمن مات على شركه وذلك مستحيل; فالتقدير إن تبقهم على كفرهم حتى يموتوا وتعذبهم فإنهم عبادك ، وإن تهدهم إلى توحيدك وطاعتك فتغفر لهم فإنك أنت العزيز الذي لا يمتنع عليك ما تريده; الحكيم فيما تفعله; تضل من تشاء وتهدي من تشاء ، وقد قرأ جماعة: " فإنك أنت الغفور الرحيم " وليست من المصحف.
إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ | تفسير القرطبي | المائدة 118
والحاصل:
أنه في مقام الدعاء: يسأل الله المغفرة، ووقاية العذاب، جزما دون تخيير. وفي مقام البراءة يشرع الدعاء بما قاله عيسى عليه السلام، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك في حق المرتدين على أعقابهم الذين يمنعون من حوضه.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - القول في تأويل قوله تعالى " إن تعذبهم فإنهم عبادك "- الجزء رقم11
{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}، أي: إنْ تُعذِّبْ -يا إلهي- قَومي، فإنَّكَ تُعذِّبُ عِبادَك الَّذين خلَقْتَهم بقُدرتِك، والذين تَملِكُهم مُلْكًا تامًّا، ولا اعتراضَ على المَالِكِ المُطلَقِ فيما يَفعَلُ في مُلكِه، {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، أي: وإنْ تَغفِرْ لهم، وتَستُرْ سَيِّئاتِهم، وتَصفَحْ عنهم؛ فذلكَ إليكَ وحْدَكَ؛ لأنَّ صَفْحَكَ عمَّن تَشاءُ مِن عِبادِك هو صفْحُ القوىِّ القاهرِ الغالِبِ الَّذي لا يُعجِزُه شَيءٌ، والَّذي لا يُثيبُ ولا يُعاقِبُ إلَّا عن حِكمةٍ. وفي الحديثِ: إخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ بعضِ أُمورِ الغَيبِ. وفيه: فَضْلُ إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. الباحث القرآني. وفيه: فَضلُ عِيسى ابنِ مَريمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وفيه: التَّسليمُ المطلَقُ للهِ تعالَى يومَ القيامةِ. وفيه: حِرصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أُمَّتِه.
الباحث القرآني
ثُمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه يُؤخَذُ برِجالٍ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ اليَمينِ -وهي جِهةُ الجنَّةِ-، وذاتَ الشِّمالِ -وهي جِهةُ النَّارِ-، فيقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هؤلاءِ أصحابي! القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المائدة - الآية 118. فيُقالُ: إنَّهم لَم يَزالوا مُرتَدِّين على أعقابِهم بالكُفرِ مُنذُ فَارَقْتَهم. ولا يَقدَحُ ذلك في الصَّحابةِ المشهورينَ؛ فإنَّ أصحابَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإنْ شاعَ استعمالُه عُرْفًا فيمَن لازَمَه مِن المهاجِرين والأنصارِ، شاع استعمالُه أيضًا في كلِّ مَن تَبعَه أو أدْرَكَ حَضْرَتَه ووَفَدَ عليه ولو مرَّةً. فيَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما قالَ العبدُ الصَّالِح عِيسى ابنُ مَريمَ عليه السَّلامُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ}، أي: كُنتُ رَقيبًا على قَومي، مُشاهِدًا لأحوالِهم مِن كُفْرٍ وإيمانٍ، وداعيًا لهم إلى إخلاصِ العباداتِ لكَ، والعمَلِ بمُوجَبِ أمْرِك مدَّةَ بَقائي فيهم. {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}، أي: فلمَّا قَبَضْتَني بالرَّفعِ إلى السَّماءِ حيًّا، كُنتَ أنتَ وحْدَكَ الحفيظَ عليهم، المُراقِبَ لأحوالِهم، العليمَ بتَصرُّفاتِهم، الخبيرَ بمَن أحسَنَ منهم ومَن أساءَ، {وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} مُطَّلِع عَليه مُراقِبٌ له، لا تَخْفى عليكَ خافيةٌ مِن أُمورِ خلْقِك.
وعند جمهور البصريين من المعتزلة قالوا: لأن العقاب حق الله تعالى على المذنب وليس في إسقاطه على الله سبحانه مضرة.