ويقال: تأولتُ في فلان الأجْر: تحرَّيْته وطلبته. وعن الليث: التأوُّل والتأويل تفسيرُ الكلام الذي تختلف معانيه، ولا يصحُّ إلا ببيان غيرِ لفظه [5]. وأوَّل الكلام تأوَّله دبَّره وقدَّره، وأوَّله وتأوَّله: فسَّره [6]. أمَّا في الاصطلاح، فهو عند السَّلف له معنيان:
أحدهما: تفسير الكلام وبيان معناه؛ سواء وافَق ظاهره أو خَالَفَه، فيكون التأويل والتفسير على هذا مترادفَين. الفرق بين التفسير والتأويل pdf. ثانيهما: هو نفْس المراد بالكلام، فإنْ كان الكلام طلبًا كان تأويله نفسَ الفعل المطلوب، وإن كان خبرًا كان تأويله نفسَ الشيء المخبَر به، وبيْن هذا المعنى والذي قبله فرْقٌ ظاهر. وأما التأويل عند المتأخِّرين ، فهو صَرْف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يَقْتَرِن به، وعلى هذا فالمتأوِّل مطالَب بأمرين:
الأمر الأول: أن يبيِّن احتمالَ اللفْظ للمعنى الذي حمَلَه عليه، وادَّعى أنه المراد. الأمر الثاني: أن يبيِّن الدليلَ الذي أوجب صرْفَ اللفْظ عن معناه الراجح إلى معناه المرجوح، وإلا كان تأويلاً فاسدًا، أو تلاعبًا بالنصوص [7]. وقد اختلف العلماء في بيان الفَرْق بين التفسير والتأويل، وفي تحديد النسبة بينهما:
1- قال أبو عُبَيدة وطائفة [8]: هما بمعنًى واحد، وعليه فهُما مترادفان، وهذا هو الشائعُ عند المتقدِّمين من علماء التفسير، كالإمام ابن جرير وغيره [9].
الفرق بين التفسير والتأويل
قبل معركة بدر كان الاستقرار قد بدأ يدب في المدينة، والنبي صلى الله عليه وسلم يفضح المنافقين ومكاتبة قريش لهم، والإسلام يفشو والمسجد النبوي يضج حركة وحيوية. واليهود يتربصون، أضمروا العداوة للوافد الجديد على المدينة، لكنهم اختاروا معاهدته لحين ميسرة من ظرف يتيح حليفاً قوياً يضربون معه الوافد الجديد متنكرين لكل عهود ووصايا الأنبياء، القدامى
{ يوسف أيها الصديق أفۡتنا.. } في سورة يوسف تجد نفوساً متنوعة وبيئات مختلفة.. الفرق بين التفسير والتأويل - الجواب 24. مليئة بالدروس والعبر والعظات
إذاعات القرآن الكريم هي واحدة من الوسائل التي تساهم في إعلاء مكانة كلام الله وترفع من شأن اللغة العربية وتسهم في فهم الإسلام الوسطي.
الفرق بين التفسير والتأويل - الجواب 24
5- وقال قوم: التأويل: صرْف الآية إلى معنًى محتمل موافِق لِمَا قبلها وما بعدها، غير مخالف للكتاب والسُّنة من طريق الاستنباط، فقد رُخِّص فيه لأهل العلم، والتفسير: هو الكلام في أسباب نزول الآية وشأنِها وقصتها، فلا يجوز إلا بالسماع بعدَ ثبوته من طريق النقْل [15] ، وعليه فالنسبة بينهما التباين أيضًا. 6- وقال قوم: التفسير يتعلق بالرِّواية، والتأويل يتعلَّق بالدِّراية [16] ، والنسبة بينهما التباين أيضًا. الفرق بين التفسير والتأويل. 7- وقال قوم: ما وقع مبيَّنًا في كتاب الله، ومعيَّنًا في صحيح السنة، سُمِّي تفسيرًا؛ لأنَّ معناه قد وضح وظهر، وليس لأحد أن يتعرَّض إليه باجتهاد ولا غيره؛ بل يحمله على المعنى الذي ورَد لا يتعدَّاه، والتأويل: ما استنبطه العلماءُ العاملون لمعانِي الخطاب، الماهرون في آلاتِ العلوم [17]. 8- وقال قوم: التفسير: بيان المعاني التي تُستفاد من وضْع العبارة، والتأويل: هو بيانُ المعاني التي تُستفاد بطريق الإشارة، فالنِّسبة بينهما التباين، وهذا هو المشهورُ عندَ المتأخرين [18] ، وقد نبَّه إليه الإمامُ الألوسي في مقدِّمة تفسيره. ولعلَّ أظهر الأقوال وأولاها بالقَبول: هو أنَّ التفسير ما كان راجعًا إلى الرِّواية، والتأويل ما كان راجعًا إلى الدِّراية؛ وذلك لأنَّ التفسير معناه الكشْف والبيان، والكشْف عن مراد الله – تعالى – لا يُجْزَم به إلا إذا وردَ عن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – أو عن بعضِ أصحابه الذين شَهِدوا نزولَ الوحي، وعلموا ما أحاط به من حوادثَ ووقائع، وخالطوا رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – ورجعوا إليه فيما أشكل عليهم من معاني القرآن الكريم.
[1] - لسان العرب (5/ 55)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (1/78). [2] - البرهان في علوم القرآن؛ لبدر الدين الزركشي (1/ 13). [3] - الإتقان في علوم القرآن؛ للسيوطي (ص: 544)، ط: دار مصر للطباعة. [4] - الإتقان (ص: 543). [5] - العين (8/369)، تهذيب اللغة (15/329)، لسان العرب (11/33). [6] - لسان العرب (11/33). [7] - التفسير والمفسرون (1/ 19)، ط: مكتبة وهبة. [8] - أبو عبيده هو معْمَر بن المثنى النحوي العلامة، يقال: إنَّه وُلِد سنة 110هـ، توفي سنة 213هـ، تاريخ بغداد (13/252). [9] - مجاز القرآن (1/ 86)، تحقيق: سزكين، ط: الخانجي، الإتقان في علوم القرآن (4/167). [10] - الإتقان في علوم القرآن (4/167). [11] - البرهان (2/149)، والتفسير المفسرون (1/20). [12] - محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي، مِن أئمَّة علماء الكلام، مِن كتبه: التوحيد، مآخذ الشرائع وغيرها، ت: 333؛ الأعلام للزِّركلي (7/ 11)، ط: دار العلم للملايين. [13] - مقدمة تأويلات أهل السنة (26)، الإتقان في علون القرآن (4/167)، روح المعاني (1/5). [14] - الإتقان في علوم القرآن (4/168)، التفسير والمفسرون (10/20). [15] - مقدمة تفسير البغوي (1/46)، البرهان في علوم القرآن (2/150)، الإتقان (4/169).
وقال في "مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج" (3 / 130) ": "(والمرأة مع امرأة كرجل ورجل)؛ الشرح: (والمرأة) البالغة؛ حكمها (مع امرأةٍ) مثلِها في النظر؛ (كرجل)؛ أي: كنظر رجلٍ (ورجل) فيما سبق، فيجوز مع الأمن، ما عدا ما بين السرة والركبة، ويحرم مع الشهوة، وخوف الفتنة". عورة المرأة المسلمة أمام غير المسلمة - اليوم السابع. اهـ. وقال في "المغني" (7 / 105): "وَحُكْمُ الْمَرْأَةِ مَعَ الْمَرْأَةِ، حُكْمُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ سَوَاءٌ، وَلا فَرْقَ بَيْنَ الْمُسْلِمَتَيْنِ, وَبَيْنَ الْمُسْلِمَةِ وَالذِّمِّيَّةِ،كَمَا لا فَرْقَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ, وَبَيْنَ الْمُسْلِمِ وَالذِّمِّيِّ, فِي النَّظَرِ". وقال المرداوي في "الإنصاف" (8/24): "قوله: (وللمرأة مع المرأة، والرجلِ مع الرجل؛ النظرُ إلى ما عدا ما بين السرة والركبة)؛ يجوز للمرأة المسلمة النظرُ من المرأة المسلمة إلى ما عدا ما بين السرة والركبة؛ جزم به في "الهداية", و"المذهب", و"المستوعب", و"الخلاصة", والمصنف - هنا - وصاحب "الرعاية الصغرى", و"الحاوي الصغير", و"الوجيز", و"شرح ابن منجا", وغيرهم، وقدمه في "الرعاية الكبرى"؛ والصحيح من المذهب: أنها لا تنظرُ منها إلا إلى غير العورة، وجزم به في "المحرر", و"النظم", و"الفروع", و"الفائق", و"المنور"، ولعل من قطع - أولًا - أراد هذا، لكنَّ صاحب "الرعاية" غاير بين القولين؛ وهو الظاهر".
عورة المرأة المسلمة أمام المرأة المسلمة
لا أدري ما مبلغ هذا التعري في البيوت؟ لني حديث عهد بهذه البلاد ، لكن عندنا في سوريا ، وفي مصر ، حديث ولا حرج عن توسع الناس في بيوتهم بالتكشف ، تكشف المرأة عن شيء كثير من بدنها فوق ما أباح الله لها من إظهاره ، ألا وهو مواطن الزينة فقط. مثلاً: قد ابتلينا باللباس القصير الذي ليس له أكمام ، اللباس الداخلي ، والذي بسمى في لغة العرب القديمة بـ(الثوبان) ، ويعرف اليوم بـ(الشورط) البنطلون (الشورط) القصير الذي يظهر دونه الأفخاذ. عورة المرأة المسلمة أمام المرأة المسلمة. فالنساء اليوم تلبس الأم والبنت مثل هذا اللباس القصير، فتجلس البنت أمام أمها ، بل أمام أخيها الشاب… فترفع رجلها ، وتضع على فخذها ، فيظهر فخذها مكشوفاً عارياً. بحجة مـــاذا؟
بحجة أنه ما في أحد غريب ، هذا أخوها ، هذا خلاف الآية السابقة ، لأن الله كما ذكرنا إنما أباح الكشف عن مواضع الزينة ، فالفخذان لم يكونا يوماً ما مواطن للزينة ، وعسى أن لا يكون ذلك أبداً. كذلك تخرج المرأة أمام أخيها ، فضلاً عن أنها تخرج كذلك أمام أبيها وهي عارية الزندين ، هذا خلاف النص السابق: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}. وهنا العضد ليس زينة ، والإبط ليس زينة ، فكل هذا باقٍ على التحريم في حدود تصريح قوله عليه السلام: (المرأة عورة).
أدلة القائلين بأن عورة المسلمة مع الكافرة جميع جسدها إلا الوجه والكفين - إسلام ويب - مركز الفتوى
وعليه، فلا يجوز للأم أن تنظر إلى ما بين السرة والركبة من بناتها، وكذلك البنات لا ينظر لعورة أمها، والله أعلم. 3
2
50, 867
عورة المرأة المسلمة أمام غير المسلمة - اليوم السابع
السؤال: ما الحدود التي تستطيع المرأة المسلمة كشفها أمام المرأة الكافرة كالبوذية مثلاً، وهل صحيح أنه لا يجوز لها إلا كشف وجهها وكفيها؟
الجواب: الصحيح أن المرأة تكشف للمرأة سواء كانت مسلمة أو كافرة هذا هو الصحيح، ما فوق السرة وتحت الركبة، أما ما بين السرة والركبة فهو عورة للجميع لجميع النساء لا تراه المرأة، سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة قريبة أو بعيدة ما بين السرة والركبة، كالعورة للرجل مع الرجال بين السرة والركبة، فللمرأة أن ترى من المرأة صدرها ورأسها وساقها ونحو ذلك لا بأس في هذا، كالرجل يرى من الرجل صدره وساقه ورأسه ونحو ذلك. وأما قول بعض أهل العلم أن المرأة الكافرة لا يكشف لها فهو قول مرجوح، ذهب إليه بعض أهل العلم، قالوا: إنها كالرجل لقوله تعالى: أَوْ نِسَائِهِنَّ [النور:31] ولكن الصواب أن المراد بـ نِسَائِهِنَّ: يعني جنس النساء، مسلمات أو كافرات لا حرج في إبداء الزينة لهن هذا هو الصواب. وقد كانت اليهوديات في المدينة في عهد النبي ﷺ وهكذا الوثنيات يدخلن على أزواج النبي ﷺ لحاجتهن فلم يحفظ أنهن كن يستترن منهن رضي الله عنهن وأرضاهن، وهن أتقى الناس أزواج النبي ﷺ هن أتقى الناس وأفضل النساء ومع هذا ما كن فيما بلغنا يستترن عمن يدخل عليهن من اليهوديات ونحوهن.
ولم أجد تلك الرواياتِ الثلاثَ السابقَ ذكرُها حتى الآن؛ وذلك لضَعْف قدرتي في تحقيق النصوص، وقصور مهارتي في تتبُّع الآراء.
وأكثر من ذلك يقع ، تدخل المرأة الأم الحمام ، حمام المنزل ، فتأمر ابنتها بأن تدلك لها ظهرها ، فتكشف عن ظهرها ، وعن ثدييها ، والقسم الأعلى كما قلنا من البدن ، ولا حرج إطلاقاً. من أين جاء هذا؟
مع أن الآية صريحة ، لأنه إنما أجاز ربنا عز وجل للمرأة أن تكشف فقط عن مواضع الزينة ، والصدر ليس موضع للزينة ، والظهر ليس موضع للزينة. لذلك كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يعيشون في بيوتهم في حدود السترة التي رخص الله عز وجل لهن بها. فلم يكن هناك هذا التعري الذي فشى اليوم في البلاد الإسلامية. فأنا أريد أن أذكر بهذا المفهوم الصريح للقرآن ، وأن نتأدب بأدب القرآن ، ونؤدب بذلك نساءنا ، وبناتنا ، ولا نتأثر بالأجواء المحيطة في حولنا ، لأن هذه الأجواء إنما تحكي تقاليد أوروبية كافرة في الغالب. [1] – قال الشيخ الألباني رحمه الله: (حسن): سلسلة الأحاديث الصحيحة (المجلد الأول) ( 426) ، صحيح الجامع الصغير (المجلد الأول) (3289).