إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ (12) القول في تأويل قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) يقول تعالى ذكره ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى) من خلقنا ( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا) في الدنيا من خير وشر، وصالح الأعمال وسيئها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا) من عمل. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا) قال: ما عملوا. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( مَا قَدَّمُوا) قال: أعمالهم. ونكتب ما قدموا وآثارهم. وقوله ( وَآثَارَهُمْ) يعني: وآثار خطاهم بأرجلهم، وذكر أن هذه الآية نـزلت في قوم أرادوا أن يقربوا من مسجد رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، ليقرب عليهم.
ونكتب ما قدموا وآثارهم
أقسم الله عز وجل في مستهل هذه السورة على صدق رسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وسلامة منهجه ودعوته، ونعى على مخالفيه من قومه موقفهم منه ومن دعوته، وذكر حالهم وما أعد لهم من العذاب مواساة لنبيه الكريم، وتخفيفاً عليه، مبيناً أنه لو بذل معهم من الجهد فوق ما بذل فلن يفيدهم ذلك، والهداية إنما يسيرها الله لمن يخشون ربهم فيؤمنون برسوله وبما جاء به من عند ربه عز وجل. تفسير قوله تعالى: (يس)
تفسير قوله تعالى: (والقرآن الحكيم)
قال تعالى: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ [يس:2] أقسم الله عز وجل، وله أن يقسم بما يشاء من الكائنات، لكن إقسامه بالقرآن؛ تعظيم للقرآن، ورفع لدرجته وقيمته، والقرآن هو هذا الكلام الإلهي، أوله سورة الفاتحة وآخره سورة الناس، والقرآن مشتق من (قرأ) إذا جمع، فالحروف جمعت والكلمات جمعت والآيات جمعت، وهو مقروء بمعنى: مجموع. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ [يس:2] أي: ذي الحكمة، وقد عرفنا أن الحكيم هو ذاك الذي يضع كل شيء في موضعه، و(الحكيم) من أسماء الله عز وجل الذي يضع كل شيء في موضعه، والقرآن حكيم وضع كل شيء في موضعه. و(حكيم) بمعنى محكم، على وزن: فعيل بمعنى: مفعول، كقتيل بمعنى: مقتول، فـ(حكيم) بمعنى محكم، ليس فيه زيادة ولا نقصان، وهذا بيان فضل القرآن العظيم.
بقلم |
فريق التحرير |
الجمعة 29 ابريل 2022 - 10:25 ص
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12] يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي: قوله تعالى في الآية السابقة { فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} [يس: 11] لها موضع هنا، فالمغفرة والأجر الكريم في الآخرة، فناسب أنْ يُحدِّثنا الحق سبحانه عن مشهد من مشاهدها: { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ} [يس: 12]. قوله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ} [يس: 12] هذان ضميران للمتكلم على سبيل التعظيم، فإنَّا هي نحن، كما لو قلت: زيد زيد، فماذا أضافتْ نحن بعد إنَّا؟ القاعدة في صياغة اللغة أن تمييز الشيء يأتي حين يكون هناك اشتراك، فإنْ لم يكُنْ اشتراك فلا يأتي التمييز كما لو قُلْتَ لمن يطرق على بابك: مَنْ أنت؟ يقول: محمد، وأنت تعرف محمدين كثيرين. فتقول: أيُّ المحمدين أنت؟ فيقول: محمد أحمد، وأيضاً أنت تعرف كثيرين بهذا الاسم، فتقول: محمد أحمد مَنْ؟ فيقول: محمد أحمد محمود. وعندها يحصل التمييز لوجود الاشتراك في الأولى، وفي الثانية. فكأن الحق سبحانه لما قال { إِنَّا} [يس: 12] وليس هناك غيره قال: { إِنَّا نَحْنُ} [يس: 12] يعني: كأنه قال إنَّا إنَّا يعني: لا أحدَ سِوَاي، فليس في هذه المسألة اشتراك.
استجاب الله دعاءها، وبارك في ابنتها، واصطفاها على نساء العالمين، واختارها لتكون فيها آية من آياته الكبرى بأن وهبها عيسى بكلمة منه دون أب، وأعاذها وابنها من الشيطان الرجيم، فلم يكن للشيطان عليهما سبيل. كل ذلك ببركة دعاء الأم الصالحة المباركة. السنة والدعاء للذرية:
والسنة الميمونة تسير على نهج القرآن، والنبي الكريم تطبيق عملي لكل خير، فكان عليه الصلاة والسلام يدعو لابنته فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب، ويدعو لحفيديه الحسن والحسين، ولأبناء المسلمين:
دعا لأنس بن مالك بالبركة في ماله وولده؛ فكان من أكثر الناس مالا، وبلغ أولاده وأحفاده قرابة المائة نفس، وحلب بماله البركة فكان زرعه ينتج في العام مرتين. سحابة. وكان المسلمون يأتونه بأبنائهم فيحنكهم ويسميهم ويدعو لهم بالبركة. وقد علم كل أب وأم أن يدعوا لأبنائهما، ولا يبخلا بالدعاء لهم، ولو في أسعد الأوقات، كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا].. (متفق عليه). هدي الصالحين
وعباد الله الصالحون وصفهم الله في قرآنه المجيد فذك من أوصافهم {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.. (الفرقان:74).
سحابة
لا نذكر الايات في كتاب الله على لسان سيدنا نوح عليه السلام في حق ابنه. فيقول المولى عزوجل و في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم فقلت استغفروا ربكم أنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا صدق الله العظيم. أولادنا و بناتنا هم فلذات أكبادنا نتمنى لهم كل الخير و الفلاح وو النجاح في الدنيا و الآخرة و ندعو الله عز و. اللهم ارزقني صبيا حنانا من لدنك وزكاة واجعله رب تقيا وبرا بوالديه ولا تجعله جبارا عصيا واجعله اللهم يأخذ الكتاب بقوة وآته اللهم الحكم صبيا.
"اللّهم إني أسألك بأسمائك الحسنى يا حي يا قيوم، أن تبارك لي في أطفالي، ولا تضُرّهم، وأن توفِقَهم لطاعتك، وتأخُذَ بأَيدِيهم إليك، وأن ترزقني صلاحهم وبِرَّهُم". "اللّهم احفظ أطفالي في صِغرِهم، وأعنِّي على تنشئتهم على حبّ الدِّين وحبّ الخير، اللهم عَلِّق قلوب أطفالي بالمساجد وبطاعتك، واجعلهم ممّن أحبّكَ ورَغِبَ إليك، اللّهم اجعلهم حفظةً لِكتابك، وعند كِبَرِهم دُعاةً في سَبيلك، وأئمةً للمساجد، ومجاهدين في سبيلك، ومُبَلِّغين عن رسولك محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم-".