والخلاصة أن الحلول التي تطرحها الحكومات العربية لأزمات بلدانها ليست سوى مسكنات آلام أو محاولات للخديعة، وترحيل المشاكل إلى أجيال قادمة، أما الحل الجذري الوحيد لأزماتنا فهو العودة إلى كوننا أمة واحدة وبلد واحد، عندها لن تجد مدينة عربية تنام في ظلام، بينما تُسرف مدن أخرى في إنارة شوارعها الخارجية في وسط الصحراء، كما لن تجد عندها مدينة عربية تغرق في الفقر والجوع، بينما يُلقي آخرون بالطعام مما لذ وطاب في مقالب النفايات.. المطلوب هو مشروع وحدوي عربي ينتفض على «سايكس بيكو» ويعيد الأمة إلى نصابها الطبيعي، وإلى سابق عهدها، وهذا هو الحل الوحيد لأزماتنا الخانقة. محمد عايش
المصدر: القدس العربي
تفسير قوله تعالى: وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم
والواجب أن يلتزم المؤمنون أمر الله فيكونون جميعًا من الأمة الواحدة التي أرادها الله، الأمة المؤمنة الآخذة بالكتاب والسنة، الموفَّقة للسير على نهج سلف الأمة، وما كان عليه الأئمة، وأن يتركوا سبل الأمم الأخرى، ولا سيما في هذا الزمن الذي تداعت فيه الأمم على أمة الإسلام، كما تداعى الأَكَلَةُ على قصعتها. ومن نظر علم أن الأمة يُكادُ لها: في السودان وفي الصومال وفي العراق وفي أفغانستان وفي اليمن وقبل ذلك في فلسطين ، ويُقصدُ إلى تفرقتها وتجزئتها في غير مكان، ولا سبيل لصدِّ العدوان ومواجهة مخطَّطات التفرقة، إلا بأن تعتصم الأمة بكتاب ربها وسنة نبيها على فهم الصَّدر الأول، فَهْم سلف الأمة من الصحابة ومن بعدهم من خير القرون، الذين فقهوا عن الله مراده، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم رسالته، وبذلك نهضوا فكانوا أمة واحدة، شرَّقَتْ وغرَّبَتْ ففتحت الآفاق، ونشرت الضياء، وأهدت للبشرية الرحمة: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]. فهلا اجتمعنا مؤتَسين بهم، متَّبعين طريقهم، لنسودَ كما سادوا، فبهذا تصلح الأحوال، وإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلَحَ به أولها: { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153]، { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.
تفسير: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)
يطلق على الجماعة كما في قوله- تعالى- وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ... ويطلق على الرجل الجامع للخير، كما في قوله- تعالى-: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً... ويطلق على الحين والزمان، كما في قوله- سبحانه-: وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ. أى وتذكر بعد حين من الزمان. والمراد بالأمة هنا: الدين والملّة. كما في قوله- تعالى-: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ.. أى: على دين وملة معينة. تفسير: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). والمعنى: إن ملة التوحيد التي جاء بها الأنبياء جميعا. هي ملتكم ودينكم أيها الناس، فيجب عليكم أن تتبعوا هؤلاء الأنبياء، وأن تخلصوا لله- تعالى- العبادة والطاعة، فهو- سبحانه- ربكم ورب كل شيء، فاعبدوه حق العبادة لتنالوا رضاه ومحبته. ثم بين- سبحانه- بعد ذلك حال الناس من الدين الواحد الذي جاء به الرسل، وعاقبة من اتبع الرسل وعاقبة من خالفهم فقال:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: ( إن هذه أمتكم أمة واحدة) يقول: دينكم دين واحد. وقال الحسن البصري; في هذه الآية: بين لهم ما يتقون وما يأتون ثم قال: ( إن هذه أمتكم أمة واحدة) أي: سنتكم سنة واحدة.
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزُّخرف:43-44]. فعليكم بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده. عضُّوا عليها بالنَّواجذ، كما في حديث العرباض بن سارية المتقدمة الإشارة إليه، واللهَ نسأل أن يجمع المؤمنين على أسباب العزَّة: الكتاب والسنة، والله المستعان. 4
0
15, 189
0 معجب
0 شخص غير معجب
12 مشاهدات
سُئل
ديسمبر 22، 2018
بواسطة
fawzy
ما معنى طوبى للغرباء
ما
معنى
طوبى
للغرباء
من فضلك سجل دخولك أو قم بتسجيل حساب للإجابة على هذا السؤال
لم يتم إيجاد أسئلة ذات علاقة
معنى كلمة طوبى للغرباء - (کامل متن)
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار، وما قلَّ وكفَى خيرٌ مِمَّا كَثُرَ وأَلْهى، ﴿ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ [الأنعام: 134]. روى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: ((بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء)) [1]. وخرجه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ابن مسعود بزيادة في آخره: قيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: ((النُّزَّاع [2] من القبائل)) [3]. ما معنى طوبى للغرباء - إسألنا. وأخرجه الآجُرِّيُّ، وعنده: ومن هم يا رسول الله؟ قال: ((الَّذين يُصْلِحون إذا فسد الناس)) [4]. وخرجه الترمذي من حديث كثير بن عبدالله المُزَني عن أبيه عن جدِّه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم: ((إنَّ الإسلام بدأ غريبًا، ويرجع غريبًا، فطوبى للغرباء، الذين يُصْلِحونَ ما أفْسَد الناس بعدي من سُنَّتي)) [5]. وخرجه أحْمد والطبراني من حديث عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((طوبى للغرباء))، قلنا: وما الغرباء؟ قال: ((قوم صالحون قليل في ناس سوء كثير، مَنْ يَعصيهِمْ أكثَرُ مِمَّن يُطيعهم)) [6].
ما معنى طوبى للغرباء - إسألنا
ما أجمله من سؤال و ما أحزنه من معنى
حديث * بَدَأَ اَلْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فطوبى للغرباء. معنى كلمة طوبى للغرباء - (کامل متن). *
وَلِمُسْلِمٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَدَأَ اَلْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ. هذا الحديث في صحيح مسلم تضمن خبرا عن واقع قد شهده الناس وخبر عن مستقبل غيبي يقول: بدأ الإسلام غريبا بدأ -يعني- ابتدأ الإسلام غريبا والمراد غربة أهله قلة الواحد والاثنان والثلاثة والخمسة -يعني- أول ما بعث النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن معه إلا نفر يسير، ولم يزالوا يكثرون شيئا فشيئا فبدأ غريبا والغربة -يعني- فيها معنى الندرة والقلة كما أن الغريب غريب الوطن يكون -يعني- متفردا في نفسه في بلاد الغربة ليس عنده من أهله وعشيرته وأصحابه فهذه غربة الوطن. والتي في الحديث هي غربة الدين غريب في دينه هذه غربة ظاهرة عرف شهدها الناس عرفها وشهدها الصحابه فزالت هذه الغربة زالت بدخول الناس في دين الله أفواجا وقامت دولة الإسلام وانتشر الإسلام في الجزيرة ثم انتشر الإسلام في أقطار الأرض -يعني- بما وفق الله من رفع راية الجهاد قال عليه الصلاة والسلام: وسيعود غريبا سيعود غريبا وينحسر من الأرض حتى يقل أهله ويكون أهله ندرة في البشرية وسيعود غريبا كما بدأ فلا يصير على هذا الدين إلا القليل من الناس.
فالسُّنَّة الكاملة: هي الطريقة السالمة من الشبهات والشهوات، ثم صار في عُرف كثير من العلماء المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم السنة: عبارة عمَّا سَلِمَ من الشبهات في الاعتقادات، خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك مسائل القدر وفضائل الصحابة، وصنفوا في هذا العلم تصانيف سموها: كتب السنة، وإنَّما خصّوا هذا العلم باسم السنة، لأن خطره عظيم، والمخالف فيه على شفا هلكة. وهؤلاء الغرباء قسمان:
أحدهما: من يصلح نفسه عند فساد الناس. والثاني: من يصلح ما أفسد الناس من السنة، وهو أعلى القسمين. قال الحسن البصري: "سُنَّتُكم والله الذي لا إله إلا هو بين الغالي والجافي، والمترف والجاهل، فاصبروا عليها؛ فإن أهل السنة كانوا أقل الناس، الذين لم يأخذوا من أهل الإتراف إترافهم، ولا من أهل البدع أهواءهم، وصبروا على سنتهم حتى أتوا ربهم، فكذلك إن شاء الله فكونوا". والغربة غُربتان: غُربة ظاهرة، وغُربة باطنة:
فالظَّاهرة: غربة أهل الصلاح بين الفساق، وغربة الصادقين بين أهل الرياء والنفاق، الذين سلبوا الخشية والإشفاق، وغربة الزاهدين بين الراغبين في كل ما ينفد وليس هو بباقٍ. وأمَّا الغربة الباطنة: فغربة الهمة، وهي غربة العارف بين الخلق كلهم حتى العلماء والعباد والزهاد، فإن أولئك واقفون مع علمهم وعبادتهم وزهدهم، وهؤلاء واقفون مع معبودهم لا يعرجون بقلوبهم عنه.