والثاني: أنه من الجائز أن يكون الله تعالى امتحن الناس بالملكين ، فمن قبل التعلم كان كافرا ، ومن لم يقبله فهو مؤمن ، كما امتحن بنهر طالوت. وفي الذي أنزل على الملكين قولان. أحدهما: أنه السحر ، روي عن ابن مسعود ، والحسن ، وابن زيد. والثاني: أنه التفرقة بين المرء وزوجه ، لا السحر ، روي عن مجاهد ، وقتادة ، وعن ابن عباس كالقولين. قال الزجاج: وهذا من باب السحر أيضا. الإشارة إلى قصة الملكين. من هم هاروت وماروت. ذكر العلماء أن الملكين إنما أنزلا إلى الأرض لسبب ، وهو أنه لما كثرت خطايا بني آدم; دعت عليهم الملائكة ، فقال الله تعالى: لو أنزلت الشهوة والشياطين منكم منزلتهما من بني آدم ، لفعلتم مثل ما فعلوا ، فحدثوا أنفسهم أنهم إن ابتلوا ، اعتصموا ، فأوحى الله إليهم [ ص: 124] [أن] اختاروا من أفضلكم ملكين ، فاختاروا هاروت وماروت. وهذا مروي عن ابن مسعود وابن عباس. واختلف العلماء: ماذا فعلا من المعصية على ثلاثة أقوال. أحدها: أنهما زنيا ، وقتلا ، وشربا الخمرة ، قاله ابن عباس. والثاني: أنهما جارا في الحكم ، قاله عبيد الله بن عتبة. والثالث: أنهما هما بالمعصية فقط. ونقل عن علي ، رضي الله عنه ، أن الزهرة كانت امرأة جميلة ، وأنها خاصمت إلى الملكين هاروت وماروت ، فراودها كل واحد منهما على نفسها ، ولم يعلم صاحبه ، وكانا يصعدان السماء آخر النهار ، فقالت لهما: بم تهبطان وتصعدان؟ قالا: باسم الله الأعظم ، فقالت: ما أما بمواتيتكما إلى ما تريدان حتى تعلمانيه ، فعلماها إياه ، فطارت إلى السماء ، فمسخها الله كوكبا.
إسلام ويب - زاد المسير - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان- الجزء رقم1
بالرجوع إلى ما أكدّه معظم العلماء والشيوخ، أنّ اليهود رفضوا كتاب الله واتبّعوا كتب السحر والشعوذة التي انتشرت زمن سيدنا سليمان عليه السلام، حيث كانت الشياطين تصعد للسماء، فيسترقون السمع من كلام الملائكة الذين يتحدّثون بما سيكون بإذن الله في الأرض من مختلف الأمور، فيخبرون الكهنة بذلك، فيزعمون بأنّهم يعلمون الغيب، ويحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا، فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة، ودوَّنوا ذلك في كتب يقرؤونها ويعلموا الناس ما فيها، وقد فشا ذلك زمن سليمان عليه السلام، فادَعت اليهود أن الجن عالمة بالغيب، وأن السحر هو علم سليمان، وبه مَلك ما يملكه من إنسٍ وجنٍ وطيرٍ وريح. فردَ الله سبحانه مبرأً نبيّه سليمان بقوله: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا)، وأنزل الله هذين الملكين "هاروت وماروت"، لتعليم الناس السحر ابتلاء منه تعالى، وليميّز الناس بين السحر والمعجزة، ويقيهم من الشر. لا يعلِّم هاروت وماروت السحر لأحد حتّى يحذّرانه، ويخبرانه أنّهما ابتلاء من الله، وأنّ من تعلم السحر وعمل به كَفر، ومن توقَى عمله ثبت على الإيمان، فيعلم هاروت وماروت الناس السحر الذي يفرق بين الزوجين، ويسبب لهما الخلاف والنزاع والنفار بينهم، فيتعلّم الناس ما يضرهم ويضر غيرهم، ولا ينفعهم بشيء في الآخرة، ولكن لا يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا بإذنه سبحانه وتعالى، لأن السحر لا يؤثر بنفسه، بل بأمر الله ومشيئته بخلقه.
ما الذي أُنزِلَ على الملكَين ببابلَ هاروت وماروت؟ – التصوف 24/7
وقد سمى الله تعالى الملائكة رسلا مطلقا، فقال: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى} [هود: 69]، وقوله: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ} [العنكبوت: 31]. وغيرها من الآيات كثير. ما الذي أُنزِلَ على الملكَين ببابلَ هاروت وماروت؟ – التصوف 24/7. وقال لبيد:
وَغُلاَمٍ أَرْسَلَتْهُ أُمُّهُ * بِأَلُوكٍ فَبَذَلْنَا مَا سَأَلْ
وقال أبو ذؤيب الهذلي:
أَلِكْني إليها وخَيْرُ الرَّسُو * لِ أَعْلَمُهم بنواحي الخَبَرْ
فـ (ألكني إليها) يعني كن رسولي إليها، والألوك الرسالة، والملَك أصلها (مَلْأَك) ثم سُهِّلَت الهمزة وحذفت. فهل كان الملكان اللذان تتحدث عنهما الآية من ملائكة السماء؟ أم كانا رسولين من البشر؟
لعل في قول الله تعالى: (وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ) يرجح أنهما رسولان من البشر، وربما كانا من رسل بني إسرائيل في فترة السبي البابلي، فإذا كان ذلك صحيحا فالذي أنزل عليهما وحي أوحاه الله إليهما وليس السحر، وما يؤكد أنه وحي وليس سحرًا أن الآية الكريمة ميزت بينه وبين السحر، فقال الله تعالى: (وَلَٰكِنّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ).
معنى قوله تعالى: (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت)
وتقول القصة: إنه عندما نبذ اليهود كتابهم واتجهوا إلى السحر والشعوذة في زمن الملك سليمان عليه السلام، كانتِ الشياطين التي تعاونهم على السحر تصعدُ إلى الفضاءِ فتصلُ إلى السحابِ والغمام لتسترق السمعَ وتنقل أخبار الملائكة وأحاديثهم إلى كهنَتهم الكافرين، الذين يزعمون بأنهم يعلمون الغيبَ ويُخبرونهم بالمستقبل، ثمّ يقوم الكهنة بإدخال الكذبَ في أخبارهم وتدوينها في كتب حتى صاروا يقرأونها ويعلّمونها للناس، الذين ظنوا أنّ الجن والشياطين تعلم الغيب، فصاروا يقولون إنّ علم سليمان أيضاً لم يكتمل إلا بمساندتهم. وقتها أنزل الله الملكين هاروت وماروت في أرض بابل ليُعلما الناس السحر، لعدة أسباب كان أهمّها هو كسر احتكار الكهنة لهذا العلم، وأيضًا جاءا ابتلاءً من الله لهم، ثم للتمييز بين السحر والمعجزة ومعرفة الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلام وكلام السحرة. فنجد أن هاروت وماروت لم يُعلِّما أحدًا عِلمهما إلا نصحاه وقالا له: إنّنا ابتلاء من الله، وإنّ من تعلم علمنا واعتقده وعمل به فهو كافر خسر آخرته، ومن تعلَّمه ولم يمارسه فتوفي ثابتًا على الإيمان، جزاه الله بصبره على المعصية. فتعلّم الناس السحر من هاروت وماروت، وكان مما فيه القدرة على التفريق بين الزوجين بإذن الله، باستخدام السحر، وتسخير السحر للإضرار بالناس، فيتعلّم الناس ما يضرهم ويضر غيرهم، ولا ينفعهم بشيء في الآخرة، ولكن لا يستطيعوا أن يضروا أحدًا إلا بإذنه سبحانه وتعالى؛ لأن السحر لا يؤثر بنفسه، بل بأمر الله ومشيئته بخلقه.
من هم هاروت وماروت
* فأنزل الله هذين الملكين " اثنين من الملائكة " هاروت وماروت لتعليم الناس السحر ابتلاءً من الله وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلام وبين كلام السحرة. * وما يُعلِّم هاروت وماروت من أحدٍ حتى ينصحاه ، ويقولا له إنما نحن ابتلاء من الله ، فمن تعلم منا السحر واعتقده وعمل به كفر ، ومن تعلَّم وتوقَّى عمله ثبت على الإيمان. * فيتعلم الناس من هاروت وماروت علم السحر الذي يكون سبباً في التفريق بين الزوجين ، بأن يخلق الله تعالى عند ذلك النفرة والخلاف بين الزوجين ، ولكن لا يستطيعون أن يضروا بالسحر أحداً إلا بإذن الله تعالى ، لأن السحر من الأسباب التي لا تؤثر بنفسها بل بأمره تعالى ومشيئته وخلقه. * فيتعلم الناس الذي يضرهم ولا ينفعهم في الآخرة لأنهم سخروا هذا العلم لمضرة الأشخاص. * ولقد علم اليهود أن من استبدل الذي تتلوه الشياطين من كتاب الله ليس له نصيب من الجنة في الآخرة ، فبئس هذا العمل الذي فعلوه. والخلاصة: أن الله تعالى إنما أنزلهما ليحصل بسبب إرشادهما الفرق بين الحق الذي جاء به سليمان وأتم له الله به ملكه ، وبين الباطل الذي جاءت الكهنة به من السحر، ليفرق بين المعجزة والسحر.
السؤال:
فضيلة الشيخ!
قال: قلت: ومنا رجال يتطيرون. قال: "ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدهم". قلت: ومنا رجال يَخُطُّون. قال: "كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك". وقد يكون أحد الملكين (الرسولين) المذكورين في الآية الكريمة كان يعلمهم الخط لدلالة الحديث، والآخر يعلمهم كلاما منطوقا، ومعلوم أن السحرة والمنجمين يستخدمون ألفاظًا مبهمة ويكتبون حروفا مبهمة، تكون علامة بينهم وبين الشياطين. والله أعلى وأعلم. وأخيرًا فما عرضته في هذا المقال لا يعدو أن يكون وجهة نظر لا أدعي لها الصواب المطلق، الذي يتجاوز ما قيل وما سُطر، فإذا ما وافقتُ الحق فيه فهو محض منة من الله الكريم، وإن جانبته أو زللت فيه فأنا أبرأ منه إلى الله العلي العظيم، طالبا منه العفو والصفح.
وليفرح أبو فيلقة ( مغرور اللون) وصنوه الزلماوية التي مرغت أنفه في التراب فطفق يبكي ويشتكي حتى أنجده بعض المشرفين غير الشرفاء بتنقيح موضوعه وإخفاء ما يروعه! وليفرح بقية التبّع والإمعات والأذيال الساقطات ، اذاما تم توقيف معرف ( سفاري) الذي سفرهم بالحق والجرأة والصدق الى حيث يليق بهم المكان في زرائب الخذلان! التنقل بين المواضيع
احذر ...... وفكر مرتين . - هوامير البورصة السعودية
كتاب الملك المفترس
أثار إصدار كتاب "الملك المُفترس"، عن دار "سوي" الفرنسية الشهيرة، ضجة واسعة بالمغرب وفرنسا، إذ وصل في السوق الفرنسية لبيع الكتب، إلى المرتبة الخامسة عشرة في أسابيع قليلة، بمقابل أنه على الرغم من عدم دخول ن سخته الورقية للمغرب بشكل معلن، إلا أنه تسلل وسط أمتعة المسافرين، أو عبر خيوط شبكة الانترنت، متحديا الرقابة التي منعت مُقتطفات منه، كانت قد ضُمنت في أحد أعداد جريدة "ألباييس" الإسبانية، وسط توقعات بأن لا تسمح وزارة الاتصال بتسويقه في مكتبات المملكة. ويتحدث الكتاب عن ثروة ملك المغرب محمد السادس، وعلاقات تحكمه في السياسة عبر الاحتكار في الاقتصاد، ذلك التحكم الذي يستنزف الموارد الاقتصادية للبلد لصالحه ومجموعة من أصدقائه، مركزا على شخصي "فؤاد عالي الهمة" (مستشاره الخاص) و"منير الماجدي" (كاتبه العام ومدبر ثروته)، اللذين كان الحراك الشعبي المنطلق منذ 20 شباط/فبراير الماضي، قد دعا لاستبعادهما ومحاكمتهما. الكتاب من تأليف الصحافيين الفرنسيين إيريك لورون، وهو مؤلف كتاب "ذاكرة ملك" عن الحسن الثاني، وزميلته كاترين غارسييه، مؤلفة الكتاب الشهير "حاكمة قرطاج"، تضمن أرقاما موثقة عن ثروة ملك المغرب، جعلته يحتل المرتبة السابعة بين أغنى الملوك في العالم، متفوقا على كل من أمير قطر وأمير الكويت.
قامة وتاريخ مشرف من النضال السياسي بشهادة خصومه