وكذلك يطلق القنوت على القيام كما جاء في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم يقول (سئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قالَ: طولُ القنُوتِ). من خلال شرح دعاء (اللهم تولنا فيمن توليت) نجد أنه يحمل العديد من المعاني السامية والقيمة، وقيما يلي توضيح لهذه المعاني:
أولا: (اللَّهمَّ اهدِني فيمَن هدَيتَ)
قد تم شرح هذا الجزء بأنه طلب من العبد إلى المولى عز وجل ليرزقه الهداية والصواب. والمقصود بالهداية هنا هداية القول وهداية العمل وذلك لأهميتها في حياة الفرد. وتولني فيمن توليت – لاينز. فلا يصح العمل بدون أن يبنى على علم نافع، ولا فائدة للعلم النافع بدون عمل يتبع الحق. وقول (فيمَن هدَيتَ) تعنى طلب العبد من ربه بأن يجمعه مع الذين أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بالهداية. ويرجع هذا الطلب لثقة العبد الكبيرة بربه ورؤيته لمن أكرمهم المولى عز وجل بنعمة الهداية. وهناك شرح أخر لتلك الجزئية يوضح أنها تعني رجاء العبد من ربه لأن يجعله في منزلة المهتدين والصالحين. ثانيا: (وعافِني فيمن عافَيتَ)
وفي ذلك الجزء يطلب العبد من المولى عز وجل أن يرزقه الصحة والعافية سواء للبدن أو للقلب. إصابة القلب تؤدى إلى هلاك الإنسان وبعده عن الطريق المستقيم، وتجعله يسلك طريق الشهوات والشبهات.
وتولني فيمن توليت – لاينز
[١٠]
(تبارَكْتَ ربَّنا وتعالَيتَ)
هذا ثناء على المولى -عزَّ وجلّ- فهو أهلٌ للثناء، وأهلٌ للبركة، وأهلٌ للعلوِّ، فقد وسع الجميع بفضل وجوده، وتعالى بذاته وصفاته عن كلِّ عيبٍ وكل نقصٍ، وعَظمت صفاته، وعلا قدره، وعمّ خيره. [١١]
صلوات يشرع فيها قول دعاء (اللهم تولنا فيمن توليت.. )
يعرف هذا الدعاء بدعاء القنوت، والقنوت: الطاعة ولزومها والحرص على دوامها، ويطلق القنوت على الصلاة، كقوله -تعالى-: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا)، [١٢] ويُطلق على الدعاء، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قنت شهراً، ويُطلق أيضاً على القيام، [١٣] ففي صحيح مسلم: (سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قالَ: طُولُ القُنُوتِ). [١٤] ودعاء القنوت يكون في عِدِّة أحوال وعِدَّة صلوات، نذكر منها:
في صلاة الوتر في الركعة الأخيرة بعد الركوع. [١٥]
في صلاة الفجر يكون بعد ركوع صلاة الفجر كذلك؛ لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعله لذلك. [١٦]
عند النوازل أي الشدائد، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما دعا به على من قتل أصحابه في بئر المعونة. [١٧]
في الفرائض عند الشدائد فقد قنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفرائض كلّها، ظهراً وعصراً، ومغرباً وعشاءً.
نَعبُدُ ، ولك نُصلِّي ونَسجُد ، وإليكَ نَسعَى ونَحفِد ، ونرجو رحمتَك ربَّنا ، ونخاف عذابَك الجِدَّ ؛ يحلم ، يحفظهم ، يحفظهم ، يحفظهم ، يحفظهم ، يحفظهم الله. لا ترده عن القوم المجرمين، بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك. إنَّ عذابَك بالكفَّارِ مُلحِق ".
جاء القول الشهير " ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل " من قصيدة " لامية العجم " الذي ألفها الطغرائي المتوفي عام 514 هـ ، وفي تلك القصيدة قام الطغرائي بمحاكاة قصيدة لامية العرب للشنفري الأزدي ، وقد استخدم فيها أسلوب متين وجمع فيه بين المكونات التراثية والصنعة البديعية. معنى جملة ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
صار هذا الشطر الذي قاله الطغرائي في شعره بمثابة مثل معروف ، وغزا الكتب والألسنة حتى كاد أن يفقد معناه ، والحقيقة أن المعنى وراء تلك المقولة عظيم ، فالأمل يعد بمثابة الكثير من الأدوية التي نقوم بشراءها من الصيدليات ، فهو يعطينا الاحساس بالراحة إذا استخدمناه بشكل حذر وبجرعات محسوبة ، وهو لديه القدرة على شفاء جروح واقعنا البائس. من القائل ” أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!” :: السمير. فالسجين لكي يتحمل مرور السنوات عليه في السجن فإنه يتعلق بضوء الفجر الساطع الذي يراه من النافذة في أعلى الزنزانة ، فهو الذي يمده بجرعات خفيفة من الأمل تمنيه بالحرية ، وتجعله قادر على تحمل ما يمر به ، فالأمل هي القشة التي يتعلق بها الغريق حتى إذا علم أنها لن تنجح في انتشاله من غرقه المحتوم. ومن المستحيل أن نتخيل وجود حياة حقيقية بدون أمل ، فالأمل هو بمثابة الوقود الذي يجعلنا نستمر في تلك الحياة ، وبدونه لا نصبح بشر أسوياء ، حيث نتحول إلى مجرد روبوتات تقوم بتأدية وظائفها بالحياة في انتظار انتهاء تاريخ صلاحيتها ، إلا أنه في نفس الوقت علينا أن نعلم أن الاتكال على الأمل وحده ليس أمرًا صحيًا على الاطلاق ، فالحياة بدونه لا تكون ، ولكنها به وحده لا تصلح أيضًا.
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل بجدة
حيث يعجز الإنسان عن الشعور بطعم الراحة دون أن يتحلى بالأمل. كما لا يمكنه المضي قدماً وكمواجهة عقبات الحياة خالياً من الأمل. فالأمل هو ذاك الوقود المحرّك والدافع على الدوام للإنسان للسير في مسيرة الحياة ليحقق أهدافه متجاوزاً العقبات منتشياً بالطاقة الإيجابية. إن مما ورد من شواهد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمل هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل). أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل بجدة. في الختام إن الأمل هو الحالة التي يصل لها الإنسان عندما يتجاهل كافة مساوئ الحياة مستقبل كافة الصعاب بصدر رحب مدركاً حقيقة أن الأمر كله بيد الله تعالى. شاهد أيضاً: انشاء عن العفو عن الاساءة شجاعه للصف الأول متوسط انشاء عن الامل للصف الثالث متوسط يقولون دائمًا: مِن رحم المُعاناة يُولد الأمل، لربما أن المقصود بهذا الميلاد هو تحقق الأفكار من خلال الموهبة التي منحها الله عز وجل للإنسان، وهنا نستذكر قول الشاعر محمود درويش: ("ليس الأمل مادّة ولا فكرة، إنّه موهبة). إن الإنسان وحده القادر على النهوض من رحم المعاناة بما لديه من أمل كامن يضيء له عتمة الطريق.
وقال صل الله عليه وسلم لأصحابه وأمته: ((فأبشروا وأملوا ما يسركم))؛ [رواه البخاري عن عمرو بن عوف المزني (٤٠١٥)]. وفقدان الأمل وانعدام الرجاء قد يودي بالفرد للقلق والاكتئاب، واليأس والقنوط؛ قال تعالى: ﴿ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 53]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ((أن رجلًا قال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال صل الله عليه وسلم: الشرك بالله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله))؛ [رواه البزار، وحسنه العراقي]. أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل للأستثمارات المالية. والأمل طبيعة بشرية، ونزعة إنسانية؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: ((لا يزال قلب الكبير شابًّا في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل))؛ [رواه البخاري]. قال ابن حجر: "وقال ابن الجوزي: الأمل مذموم للناس إلا للعلماء، فلولا أملهم لما صنفوا، ولا ألفوا". وقال غيره: الأمل مطبوع في جميع بني آدم؛ كما في الحديث: ((لا يزال قلب الكبير شابًّا في اثنتين: حب الدنيا، وطول الأمل))، وفي الأمل سر لطيف؛ لأنه لولا الأمل ما تهنى أحد بعيش، ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدنيا، وإنما المذموم منه الاسترسال فيه، وعدم الاستعداد لأمر الآخرة، فمن سلم من ذلك، لم يكلف بإزالته"؛ [فتح الباري (١١/ ٢٣٧)].