وفيه الحض على السماحة في المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحة، والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة، وأخذ العفو منهم، والله أعلم.
431 من: (باب فضل العبادة في الهرج وهو الاختلاط والفتن ونحوها)
239 - باب فضل العبادةِ في الهرج وَهُوَ الاختلاط والفتن ونحوها
1/1366- عنْ مَعقِلِ بن يسارٍ، ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: العِبَادَةُ في الهَرْجِ كهِجْرةٍ إلَيَّ رواهُ مُسْلمٌ.
1/1367- وعَنْ أبي هُريرة، ، أَنَّ رجُلًا أَتَى النَّبيَّ ﷺ يتَقاضَاهُ فَأَغْلَظَ لَهُ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحابُهُ، فَقَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: دعُوهُ فَإنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مقَالًا ثُمَّ قَالَ: أَعْطُوه سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ قالوا: يَا رسولَ اللَّهِ لا نَجِدُ إلاَّ أَمْثَل مِنْ سِنِّهِ، قَالَ: أَعْطُوهُ فَإنَّ خَيْرَكُم أَحْسنُكُمْ قَضَاءً متفقٌ عليه. سمحا إذا با ما. 2/1368- وعَنْ جابرٍ، ، أن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: رَحِم اللَّه رجُلا سَمْحًا إِذَا بَاع، وَإذا اشْتَرى، وَإذا اقْتَضىَ. رواه البخاريُّ. 3/1369- وعَنْ أَبي قَتَادَةَ، ، قَالَ: سمِعْتُ رسُول اللَّهِ ﷺ يقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنَجِّيَهُ اللَّه مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أوْ يَضَعْ عَنْهُ رواهُ مسلمٌ. الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
وهنا ملاحظة لطيفة وهي أن مؤرخي الشعر العربي يقولون: إن الشعر العباسي كان شعرًا نباتيًّا لما فيه من وصف الورود والخمائل والرياحين والبساتين، بينما الشعر الجاهلي كان حيوانيًّا؛ لما يكثر فيه من ذكر الخيول والجمال والظباء والكلاب.. إلخ. ويكفي أن تعلم أن هذه القصيدة التي يبلغ عدد أبياتها ستين بيتًا كان نصيب الإبل منها عشرين بيتًا أي الثُلث، فإذا أضفنا ما ذكر فيها من حيوانات أخرى -كالفيل والأسد والظبي وغيرها- لكانت قصيدة "بانت سعاد" مصداقًا لهذه المقولة.. كما ننوه بأن هذه القصيدة على وزنٍ من أكثر الأوزان شيوعًا عند شعراء الجاهلية وصدر الإسلام وهو بحر البسيط ووزنه (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن) وقد نظم الشهابي هذا الوزن بقوله:"إذا بسطت يدي أدعو على فئةٍ.. لاموا عليك عسى تخلوا أماكنهم.. مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن.. فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم". 2 - قبل أن نتكلم عن تأثير القصيدة، نتكلم عن تأثرها. كعب بن زهير: قصيدة ( البردة) في مدح الرسول (ص)، نظرة تحليلية، حياته لــ الكاتب / كريم مرزة الأسدي. فإن "بانت سعاد" تمثل نمط القصيدة الجاهلية، كما أنها متأثرة أيضًا بصورة مباشرة بعدد من قصائد الشعراء السابقين والمعاصرين لكعب بن زهير فللأعشى قصيدة يقول مطلعها: بانت سعاد وأمسى حبلها رابا.. وأحدث النأي لي شوقًا وأوصابا.
قصيده كعب بن زهير في مدح الرسول للبوصيري
على أية حال؛ فالمتوافر الآن من هذه الشروح حوالي خمسين، اختلفت في منطلقها ومنظورها إلى القصيدة؛ فمنها الشروح اللغوية مثل شرحِ السكري وشرح الخطيب التبريزي وشرح الأنباري وغيرها... والشروح النحوية كشرح البغدادي وشرح ابن هشام وغيرهما... والشروح الأدبية وأهمها شرح السيوطي المسمى "كنه المراد في بيان بانت سعاد" وشرح جمال الدين بن هشام، ثم الشروح التي جنحت إلى النهج الصوفي مثل شرح الشيخ القدسي "الإسعاد في تحقيق بانت سعاد" وكذلك شرح محمد القاري وغيرهما... قصيده كعب بن زهير في مدح الرسول شعر ابيات. ولكم أن تتخيلوا حجم ما أضافته هذه الشروح للمكتبة العربية من مسائل وشواهد وآراء.
قصيده كعب بن زهير في مدح الرسول شعر
ويقول له: انج وما أرى أن تنفلت. ثم كتب إليه بعد ذلك يأمره أن يسلم ويقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول له: إنه من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، قبل منه رسول الله وأسقط ما كان قبل ذلك. فأسلم كعبٌ وقال القصيدة التي اعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: " بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ " ، ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكان مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه مكان المائدة من القوم ، حلقةً ثم حلقة ثم حلقة ، وهو في وسطهم، فيقبل على هؤلاء فيحدثهم، ثم على هؤلاء ثم هؤلاء، فأقبل كعبٌ حتى دخل المسجد، فتخطى حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، الأمان. قال: ومن أنت؟ قال: كعب بن زهير. قال: أنت الذي تقول ، كيف قال يا أبا بكر؟ فأنشده حتى بلغ:
سقاك أبو بكر بكأسٍ روية *** وأنهلك المأمور منها وعلكا
فقال: ليس هكذا قلت يا رسول الله ، إنما قلت:
سقاك أبو بكرٍ بكاسٍ روية *** وأنهلك المأمون منها وعلـكا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مأمونٌ والله " ، وأنشده::
" بانت سعاد فقلبي اليوم متبول " ، حتى أتى على آخرها. قصيده كعب بن زهير في مدح الرسول للبوصيري. "
قصيده كعب بن زهير في مدح الرسول شعر ابيات
(4)
ويذكر ابن كثير في (بدايته ونهايته) رواية أخرى ، وعلى العموم الروايات عن سيرة الرسول (ص) ، وأحاديثه ، تـُمحّص كثيرا ، ويُبحث عن سندها، وثقة رجالها ، فهي أقرب لواقع حالها، وإن اختلف بعض مضامينها، إليك ملخص ابن الكثير، وقارن: في موسم حج سنة ثمان هـ ، بقى أهل الطائف على شركهم من ذي القعدة حتى رمضان سنة تسع هـ، ولمّا قدم رسول الله (ص) من منصرفه عن الطائف ، كتب بجير بن زهير ابن أبي سلمى إلى أخيه لابويه كعب بن زهير يخبره أن الرسول لا يقتل أحدا جاءه تائبا ، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الارض. وكان كعب قد قال:
ألا بلغا عني بجيرا رسالة ***فويحك فيما قلت ويحك هل لكا
فبين لنا إن كنت لست بفاعل ٍ**** على أي شئٍ غير ذلك دلكا
على خلق لم ألف يوماًاً أباً له ***عليه وما تلقى عليه أبا لكا
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف ٍ**** ولا قائل إما عثرت لعالكا
سقاك بها المأمون كأسا روية ** فأنهلك المأمون منها وعلكا
قال ابن إسحاق: وبعث بها إلى بجير، فلما أتت بجير أكره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده إياها، فقال رسول الله (ص) لما سمع (سقاك بها المأمون): " صدق وإنه لكذوب أنا المأمون ، ولما سمع (على خلق لم تلف أما ولا أبا … عليه) – كذا – قال: " أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه ".
قال ابن كثير –رحمه الله: "وقد ورد في بعض الروايات أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاه بردته حين أنشد القصيدة... وهذا من الأمور المشهورة جدًا ولكن لم أر ذلك في شيء من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه فالله أعلم (10) ". فائدة قال ابن الأنباري عن ابن القاسم: "كان بندار (بن عبد الحميد الكرخي) يّحفظ سبعمئة قصيدة، أول كل قصيدة: "بانت سعاد"، قال المؤلف: وبلغني عن الشيخ الإِمام أبي محمَّد الخشاب أنه قال: أمعنتُ التفتيش والتنقير فلم أقع على أكثر من ستين قصيدة أولها: بانت سعاد (11) ". المصدر:كتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية (1) الروض الأنف (7/ 255 - 258). (2) البداية والنهاية (4/ 372). (3) المستدرك (3/ 670). (4) دلائل النبوة (5/ 207). قصيده كعب بن زهير في مدح الرسول شعر. (5) المستدرك (3/ 673). (6) لسان الميزان (5/ 252). (7) المستدرك (3/ 673، 674). (8) تحفة الأحوذي (2/ 276). (9) نتائج الأفكار (1/ 221). (10) البداية والنهاية (4/ 373). (11) معجم الأدباء (2/ 356).