روى الشيخ بإسناده إلى هشام بن
سالم عن الإمام جعفر بن مُحمّد الصادق ( عليه السلام) في قوله
تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة:
64] قال: كانوا يقولون: قد فَرغ من الأمر (6). وقال الإمام عليّ بن موسى الرضا (
عليه السلام) لسليمان بن حفص المروزي ، مُتكلّم خراسان ـ وقد
استعظم مسألة البداء في التكوين ـ: ( أَحسبُك ضاهيتَ اليهودَ في
هذا الباب! قال: أعوذ باللّه من ذلك ، وما قالت اليهود ؟ قال:
قالت اليهود: ( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ) يَعنون أنّ اللّه قد
فَرغ مِن الأمر فليس يُحدث شيئاً) (7). قولة اليهود : يد اللّه مغلولة !. وروى الصدوق بإسناده إلى إسحاق بن
عمّار عمّن سمعه عن الصادق ( عليه السلام) أنّه قال في الآية
الشريفة: ( لم يَعنوا أنّه هكذا ( أي مكتوف اليد) ولكنّهم قالوا:
قد فَرغ من الأمر فلا يَزيد ولا ينقص ، فقال اللّه جلّ جلاله
تكذيباً لقولهم: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا
بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة:
64] ، ألم تسمع اللّه عزّ وجلّ يقول: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ
وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}) (8). قال عليّ بن إبراهيم ـ في تفسير
الآية ـ: قالوا: قد فَرغ من الأمر لا يُحدث اللّه غير ما قدّره في
التقدير الأَوّل ، بل يداه مبسوطتان يُنفق كيف يشاء ، أي يُقدّم
ويُؤخّر ويزيد وينقص وله البَداء والمشيئة (9).
قولة اليهود : يد اللّه مغلولة !
لماذا لا ترجع إلى فطرتك وعقيدتك التي عليها أهلك وتترك عقيدة الأشاعرة التي غرّك بها »هيتو« و »ابن عبد الغفور«؟ فأنا ما زلت أدعوك وأدعو لك أن تتوب إلى الله تعالى وتتمسك حقا بعقيدة الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة. والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
شبهة حول قوله تعالى بل يداه مبسوطتان. والجواب عنها - إسلام ويب - مركز الفتوى
ما هو تفسير آية يداه مبسوطتان السؤال: ما هو تفسير الآية الآتية: { يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} الجواب: من سماحة السيّد مرتضى المهري الآية الكريمة هكذا: { وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ... { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } - هوامير البورصة السعودية. } (المائدة/64). كانت اليهود تعتقد ـ ولعلها تعتقد الآن أيضاً ـ بأنّ الله تعالى لا يقدر على تغيير ما يَقتضيه قانون الطبيعة ، والكون فهو وإن كان خالقاً للعالم إلا أنّ الكون يسير وفقاً للقوانين الطبيعية ، وليس لله أي تأثير في مقتضياتها ، فاليد كناية عن القدرة ، والقول بأنّها مغلولة يعني أنّه لا يستطيع مواجهة نظام الطبيعة فردهم الله تعالى بقوله: { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} وهذا كناية عن كمال القدرة. وقال: إن كل ما يحدث في العالم ، فهو من إنفاقه تعالى ، وكل وجود يحصل فإنّما هو من خزائنه: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} (الحجر/21). والله تعالى هو المدبر للكون ولا مؤثر فيه غيره ، وما من حركة أو سكون إلا بإذنه بل بفعله وهو كل يوم في شأن ، وهذا هو معنى البداء الذي يظن بعض الناس أنّه معتقد خاص بالشيعة ، وقد ورد في حديثنا أنّه ما ارسل رسول إلا مع القول بالبداء ( النقل بالمعنى) ، وهذا أهم معتقد في شريعة السماء ، فلا يكمل إيمان لا بأن يعتقد أنّ الله تعالى بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله:{ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} (آل عمران/154).
{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } - هوامير البورصة السعودية
وعليه أيضاً نزلت الآية:
{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ
الْكِتَابِ} [الرعد: 39] ، أي يُمكنه تعالى أنْ يُزيل شيئاً عمّا
قدّر فيه ويُبدّله إلى غيره ، حسب عِلمه تعالى في الأَزل بالمصالح
والمفاسد المُقتضية في أوقاتها وظروفها الخاصّة ، فهو تعالى كلّ يوم
في شأن (14). ومِثلها قوله تعالى: {وَإِذَا
بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ
قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ} [النحل: 101] ، وذلك أنّهم ؛ لفَرط جهلهم أنكروا
إمكان التبديل في الخلق والتدبير ـ سواء في التشريع والتكوين ـ
حَسبوا من التغييرات الحاصلة في طول التشريع أنّها افتراءٌ على
اللّه ، الأمر الذي يدلّ على غباوتهم وجهلهم بمقام حِكمته تعالى
الماضية في الخَلق والتدبير على طول خطّ الوجود. وهذا المعنى هو المستفاد من
عقيدتهم بأنّه تعالى بعد ما فَرغ من خَلق السماوات والأرض خلال
الستة الأيّام استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت ، جاء في سِفر
التكوين: ( فأكملتُ السماوات والأرض وكلّ جُندها ، وفَرِغ اللّه في
اليوم السابع مِن عملِه الذي عَمل ، فاستراح في اليوم السابع من
جميع عمله الذي عمل) (15).
وما الذي يبسطه الله تعالى للتائبين في الليل والنهار قدرته أم نعمته؟ أم يده الكريمة الحقيقية؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها))، [مسلم (2759) عن أبي موسى رضي الله عنه]. الوقفة الرابعة
أما قوله ((هو مذهب غالب علماء الأمة))، فهذا كذب افتراء وتلبيس على الناس وقد سبق أن ذكرت في مقالي السابق أن القرون الثلاثة من عُمْرِ هذه الأمة التي احتضنت أكبر قدر وعدد من علماء الأمة ليس منهم من حرّف هذه التحريفات أو قال بهذه العقائد الكلامية فليس في علماء الصحابة ولا التابعين ولا المحدثين ولا الفقهاء حتى جاءت القرون المتأخرة وظهر فيها من يقول بهذه العقائد الكلامية. الوقفة الخامسة
قوله: ((فمن الظلم من الظلم وطبعا ناتج عن جهل وعدم إلمام بهذا المذهب أن يقال عن الأشاعرة إنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة))، أقول: انظر أيها القارئ يَظْلم ويُجهِلُ ويَتَّهِمُ الآخرين بما هو واقع فيه حقا، كما قيل: (رمتني بدائها وانسلت)، فسبحان الله كيف يكون الأشاعرة الذين ابتدعوا عقيدتهم في آخر القرن الثالث أو أول القرن الرابع من أهل السنة والجماعة؟!
لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم فيه تأويلان: أحدهما: أنه أراد التوسعة عليهم كما يقال هو في الخير من قرنه إلى قدمه. والثاني: لأكلوا من فوقهم بإنزال المطر ، ومن تحت أرجلهم بإنبات الثمر. قاله ابن عباس. [ ص: 53] منهم أمة مقتصدة فيه تأويلان: أحدهما: مقتصدة على أمر الله تعالى ، قاله قتادة. الثاني: عادلة ، قاله الكلبي.
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا..
هذا أمر الله كما ورد في الحديث القدسي، وإن الظالم ليقصمن الله ظهره في الدنيا قبل الآخرة، هذا وعد الله حقاً لا مراء فيه، ومن استقرأ تاريخ الظلم رأى أبشع النهايات، وكلما زاد الظلم زادت العقوبة، فكيف إن اجتمع القتل مع الظلم كما شاهدنا ونشاهد في كثير من أقطار المسلمين اليوم.
ايات من الكتاب المقدس عن الظلم
معلومات الموضوع
ايات تتحدث عن الظلم
والمراد من الكلام أنَّ الله تعالى لا يظلم قليلًا ولا كثيرًا) [6108] ((الجامع لأحكام القرآن)) (5/195). - آيات تتحدث عن إهلاك الله تعالى للظالمين، وتوعدهم بعقوبات في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102] ، (يقول تعالى: وكما أهلكنا أولئك القرون الظالمة المكذبة لرسلنا كذلك نفعل بنظائرهم وأشباههم وأمثالهم، إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [6109] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (4/349). - وقوله تعالى: وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ [سبأ: 42] ، وقال الله تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر: 18] (أي: ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك بالله من قريب منهم ينفعهم، ولا شفيع يشفع فيهم، بل قد تقطعت بهم الأسباب من كلِّ خير) [6110] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (7/137).
قال تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)} سورة الزخرف. إليك من هنا كل ما تحتاجه عن الدعاء المستجاب لقضاء الحاجة عبر موضوع: الدعاء المستجاب لقضاء الحاجة
أحاديث قدسية عن الظلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ. ايات واحاديث عن الظلم. رواه الترمذي. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ رواه البخاري. قال صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار، (رواه مسلم).