وقيل: في الأنبياء إذ لم يبعث بعده نبي إلا أمر بالاقتداء به ، قال الله تعالى: " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً " [ الشورى: 13] وقال سعيد بن المسيب: وبلغني أنه من قاله حين يمسي " سلام على نوح في العالمين " لم تلدغه عقرب. ذكره أبو عمر في التمهيد. تفسير سورة الصافات الآية 79 تفسير ابن كثير - القران للجميع. وفي الموطأ " عن خولة بن حكيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أن رجلاً من أسلم قال: ما نمت هذه الليلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أي شيء فقال: لدغتني عقرب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك ".
" من نزل منزلاً فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لن يضره شيء حتى يرتحل " وفيه عن أبي هريرة. لما ذكر تعالى عن أكثر الأولين أنهم ضلوا عن سبيل النجاة شرع يبين ذلك مفصلاً فذكر نوحاً عليه الصلاة والسلام وما لقي من قومه من التكذيب, وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول المدة لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فلما طال عليه ذلك واشتد عليه تكذيبهم, وكلما دعاهم ازدادوا نفرة فدعا ربه أني مغلوب فانتصر, فغضب الله تعالى لغضبه عليهم, ولهذا قال عز وجل: "ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون" أي فلنعم المجيبون له "ونجيناه وأهله من الكرب العظيم" وهو التكذيب والأذى "وجعلنا ذريته هم الباقين" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول: لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام.
تفسير سورة الصافات الآية 79 تفسير ابن كثير - القران للجميع
[الصافات: 79] سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ
الجلالين
الطبري
ابن كثير
القرطبي
البيضاوي
البغوي
فتح القدير
السيوطي
En1
En2
79 - (سلام) منا (على نوح في العالمين)
وقوله "سلام على نوح في العالمين" يقول: أمنة من الله لنوح في العالمين أن يذكره أحد بسوء، وسلام مرفوع بعلى. وقد كان بعض أهل العربية من أهل الكوفة يقول: معناه: وتركنا عليه في الآخرين ، "سلام على نوح" أي تركنا عليه هذه الكلمة، كما تقول قرأت من القرآن الحمد لله رب العالمين فتكون الجملة في معنى نصب ، وترفعها باللام ، كذلك سلام على نوح ترفعه بعلى، وهو في تأويل نصب ، قال: ولو كان: تركنا عليه سلاماً، كان صواباً. يقال: < سلام على نوح > أي تركنا عليه هذا الثناء الحسن. وهذا مذهب أبي العباس المبرد. أي تركنا عليه هذه الكلمة باقية ، يعني يسلمون عليه تسليماً ويدعون له ، وهو من الكلام المحكي ، كقوله تعالى: " سورة أنزلناها " [ النور: 1] والقول الآخر أن يكون المعنى وأبقينا عليه ، وتم الكلام ثم ابتدأ فقال: < سلام على نوح > أي سلامة له من أن يذكر بسوء < في الآخرين > قال الكسائي: وفي قراءة ابن مسعود < سلاماً > منصوب بـ < تركنا > أي تركنا عليه ثناء حسناً سلاماً ، وقيل: < في الآخرين > أي في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
الآيــات
{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ* وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ* وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرينَ* سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخرينَ} (75ـ82). * * *
معاني المفردات
{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ}: أبقينا عليه ذكراً جميلاً. سلامٌ على نوحٍ في العالمين
وهذا عبدٌ من عباد الله المخلصين، الذين أنجاهم الله سبحانه بفضله ومنّه وكرمه، من القوم الكافرين، فقد لبث في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً، ولم يستطع أن يصل إلى أيّة نتيجةٍ إيجابيّةٍ في ما يتصل بإيمانهم، وعاش في كربٍ شديدٍ من خلال ذلك، فهو لا يريد التراجع في رسالته ولا يريد قضاء عمره في فراغ فاشلٍ، وربّما كان يعيش في أجواء الاضطهاد النفسي والاجتماعي، وهكذا كان ككل عبد مخلصٍ لربه، يرفع الأمر إلى الله سبحانه، لأنه ـ وحده ـ الرب الرحيم الذي يستجيب لعباده.
زيارة النبي صلّى الله عليه وآله
وأمّا كيفيّة زيارة النبي صلّى الله عليه وآله: فهي كما يلي: إذا وردت إن شاء الله تعالى مدينة النبي صلّى الله عليه وآله فاغتسل للزيارة فإذا أردت دخول مسجده صلّى الله عليه وآله فقف على الباب واستأذن بالإستئذان الأوّل ممّا ذكرناه وادخل من باب جبرائيل عليه السلام وقدم رجلك اليمنى عند الدخول ثمّ قل: الله أَكْبَرُ مائة مرّة ، ثمّ صلّ ركعتين تحيّة المسجد ثمّ امض الى الحجرة الشريفة. فإذا بلغتها فاستلمها بيدك وقبّلها وقل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيِّينَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ فَصَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ (1).
زيارة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم على
الهوامش
1. مصباح الزائر لابن طاووس: ٤٥ ، الفصل ٣. 2. في المصدر وخ: وأنّ محمّداً. 3. في المقنعة: وعبدت الله مخلصاً حتّى أتاك اليقين ودعوت الى سبيل ربّك بالحكمة. 4. النساء: ٤ / ٦٤. 5. مصباح المتهجّد: ٧٠٩ ، ومن لا يحضره الفقيه ٢ / ٥٦٦. 6. الاحزاب: ٣٣ / ٥٦. 7. كامل الزيارات: ٥٣ ، باب ٣ ، ح ٤. 8. أي باب من أبواب. 9. مصباح المتهجّد: ٧١٠. مقتبس من كتاب: [ مفاتيح الجنان] / الصفحة: 405 ـ 407
حبيب الزهراء
عضو مجتهد
رقم العضوية: 210
الإنتساب: Jun 2007
المشاركات: 88
بمعدل: 0.