نتوقف في هذا المقام لدراسة ثلاث آيات من سورة الأنعام حول الحلال والحرام في بيان الله جل شأنه. «قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألاَّ تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياكم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون» (سورة الأنعام، الآية 151). تفسير قوله تعالى قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا - إسلام ويب - مركز الفتوى. «قل» لهم يا محمد «تعالوا أتل» أقرأ لكم «ما حرم ربكم عليكم»، فقد أوحى إلي: «ألا تشركوا به شيئاً». فلا شيء البتة يمكن له أن يكون عدلاً مع الله، لأن كل شيء إنما هو خالقه، وقد جاء الشرك أولاً لأنه أكبر الكبائر: «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيدا». بر الوالدين
بعد النهي عن الشرك الذي جاء في المرتبة الأولى، أوصى الله تبارك وتعالى الأبناء بأن يحسنوا إلى والديهم «وبالوالدين إحسانا» أي أن الخالق سبحانه أوصى «بالوالدين»، وليس بالأبوين. فالكمة تذكرك بالولادة، فأنت ولدهما، ووليدهما، وقد ولدتَ منهما نتيجة تلاقح بين هذا الرجل وهذه المرأة. ولذلك هو والدك، لأنك لم تكن لتولد لولاه، ثم هي والدتك، لأنك لم تكن لتولد لولا أنها ولدتك.
- تفسير قوله تعالى قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا - إسلام ويب - مركز الفتوى
- خروج الإمام الحسين من مكة المكرمة
- خروج الإمام الحسين من مكة تخرج من المستطيل
- خروج الإمام الحسين من مكة يسجلون زيارة وفاء
تفسير قوله تعالى قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا - إسلام ويب - مركز الفتوى
١٤١٣٧- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: ﴿ولا تقتلوا أولادكم من إملاق﴾ ، قال:"الإملاق"، الفقر. ١٤١٣٨- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج قوله: ﴿من إملاق﴾ ، قال: شياطينهم، يأمرونهم أن يئِدوا أولادهم خيفة العَيْلة. ١٤١٣٩- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، حدثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك في قوله: ﴿من إملاق﴾ ، يعني: من خشية فقر. القول في تأويل قوله: ﴿وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولا تقربوا الظاهرَ من الأشياء المحرّمة عليكم، [[انظر تفسير ((الفواحش)) فيما سلف ٨: ٢٠٣، تعليق: ٢، والمراجع هناك. ]] التي هي علانية بينكم لا تناكرون ركوبها، والباطنَ منها الذي تأتونه سرًّا في خفاء لا تجاهرون به، فإن كل ذلك حرام. [[انظر تفسير ((ظهر)) ، و ((بطن)) فيما سلف ص ٧٢ - ٧٥، ثم انظر الأثر رقم: ٩٠٧٥. ]] وقد قيل: إنما قيل: لا تقربوا ما ظهر من الفواحش وما بطن، لأنهم كانوا يستقبحون من معاني الزنى بعضًا [دون بعض]. وليس ما قالوا من ذلك بمدفوع، غير أن دليل الظاهر من التنزيل على النهي عن ظاهر كل فاحشة وباطنها، ولا خبر يقطع العذرَ، بأنه عنى به بعض دون جميع.
فحرّم الله السر منه والعلانية = (ما ظهر منها) ، يعني: العلانية = (وما بطن) ، يعني: السر. (23) 14142- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) ، قال: كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنى بأسًا في السر، ويستقبحونه في العلانية, فحرَّم الله الزنى في السرّ والعلانية. * * * وقال آخرون في ذلك بمثل الذي قلنا فيه. * ذكر من قال ذلك: 14143- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) ، سرَّها وعلانيتها. 14144- حدثني محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة, نحوه. * * * وقال آخرون: " ما ظهر " ، نكاح الأمهات وحلائل الآباء = " وما بطن " ، الزنى. * ذكر من قال ذلك: 14145- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن أبيه, عن خصيف, عن مجاهد: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) ، قال: " ما ظهر " ، جمعٌ بين الأختين, وتزويج الرجل امرأة أبيه من بعده = " وما بطن " ، الزنى. (24) * * * وقال آخرون في ذلك بما:- 14146- حدثني إسحاق بن زياد العطار النصري قال، حدثنا محمد بن إسحاق البلخي قال، حدثنا تميم بن شاكر الباهلي, عن عيسى بن أبي حفصة قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) ، قال: " ما ظهر " ، الخمر = " وما بطن " ، الزنى.
فذلك هو المستظهَر من تمثلُّه (ع) بالآية الشريفة، فلم يكن خوفُه بمعنى رهبته من الموت أو بطش الظالمين -معاذ الله- فهو ابنُ أبيه (ع) الذي قال: "واللَّه لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلَى قِتَالِي لَمَا وَلَّيْتُ عَنْهَا" ( [4]). وهو القائل قُبيل خروجه من المدينة: "وَاللهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنيا مَلْجَأٌ وَلا مَأْوىً لَمَا بايَعْتُ يَزيدَ أَبَدًا" ( [5]). لم يخرج الحسين (ع) مُتكتِّمًا:
وأمَّا قول الشاعر(رحمه الله): "يتكتمُ" فليس دقيقاً فخروج الحسين (ع) من المدينة إلى مكَّة لم يكن كخروج عبد الله بن الزبير، فابنُ الزبير خرج بصحبةِ أخيه جعفر متنكباً الطريق الأعظم وسلك غير الجادَّة وأمَّا الإمام الحسين (ع) فخرج في قافلةٍ تضمُّ بنيه وإخوته وبني إخوته ونسائه وجُلَّ أهل بيته ومواليه، ولم يتخلَّف عنه سوى محمد بن الحنفيَّة -كما في أنساب الأشراف وغيره ( [6]) - وسلك الطريق الأعظم ( [7]). خروج الإمام الحسين من مكة تخرج من المستطيل. يقول عقبةُ بن سمعان -مولى الرباب ابنة امرئ القيس الكلبية امرأة الحسين- كما في تاريخ الطبري: "خرجنا فلزمنا الطريق الأعظم، فقال للحسين أهل بيته: لو تنكبت الطريق الأعظم كما فعل ابن الزبير لا يلحقك الطلب، قال: لا والله لا أفارقه حتى يقضى الله ما هو أحب إليه" ( [8]).
خروج الإمام الحسين من مكة المكرمة
وفي السابع والعشرين من رجب 60 هـ ، اتَّجَه ركب الحسين ( عليه السلام) نحو مَكَّة ، وسَارَت الكوكبة الرائدة في طريق الجهاد والشهادة تغذ السير ، وتقطع الفيافي والقفار. وسار الإمام ( عليه السلام) ومعه نفرٌ مِن أهلِ بيته وأصحابه ، وبرفقته نساؤه وأبناؤه ، وأخته زينب الكبرى ( عليها السلام) ، يخترقون قلب الصحراء ، ويجتازون كثبان الرمال. خروج الإمام الحسين(عليه السلام) من مكة إلى العراق. ويتجهون شطر المسجد الحرام ، لينهي الركبَ بأرض الطفوف ، مثوى الخالدين. فكان يقودهم الإمام الحسين ( عليه السلام) ، متحدِّيا بهم السلطة والقوة والمطاردة ، مُذكِّراً ( عليه السلام) بهجرة أبيه الإمام علي ( عليه السلام) من مكة إلى المدينة ، يوم خَرَج ضُحىً بَرَكبِ الفواطم ، متحدِّياً كبرياءَ قريشٍ وصلْفِها ، خلافاً لمَا اعتاده المُهاجرون من سُلوك المنعطفات بين أجنحة الظلام.
خروج الإمام الحسين من مكة تخرج من المستطيل
وجاءه عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وغيرهما، والحسين(عليه السلام) يقول لهم: «وأيم الله لو كنت في جحر هامّة من هذه الهوام لاستخرجوني حتّى يقتلوني، والله ليعتدن عليَّ كما اعتدت اليهود في السبت، والله لا يدعونّي حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا ذلك سلّط الله عليهم مَن يذلّهم، حتّى يكونوا أذلّ من فَرام المرأة»(۲). كيفية الخروج
روى عبد الله بن سنان الكوفي عن أبيه، عن جدّه، أنّه قال: خرجت بكتابٍ من أهل الكوفة إلى الحسين(عليه السلام)، وهو يومئذٍ بالمدينة، فأتيته فقرأه فعرف معناه فقال: «اُنظرني إلى ثلاثة أيّام»، فبقيت في المدينة ثمّ تبعته إلى أن صار عزمه بالتوجّه إلى العراق، فقلت في نفسي أمضي وأنظر إلى ملك الحجاز كيف يركب، وكيف جلالة شأنه؟ فأتيت إلى باب داره فرأيت الخيل مسرّجة والرجال واقفين، والحسين(عليه السلام) جالس على كرسي وبنو هاشم حافّون به، وهو بينهم كأنّه البدر ليلة تمامه وكماله، ورأيت نحواً من أربعين محملاً، وقد زُيّنت المحامل بملابس الحرير والديباج. قال: فعند ذلك أمر الحسين(عليه السلام) بني هاشم بأن يركبوا محارمهم على المحامل، فبينما أنا أنظر وإذا بشاب قد خرج من دار الحسين(عليه السلام) وهو طويل القامة وعلى خدّه علامة ووجهه كالقمر الطالع، وهو يقول: «تنحّوا يا بني هاشم»!
خروج الإمام الحسين من مكة يسجلون زيارة وفاء
وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ.. ). (سورة المائدة / الآية 2). وقال تعالى: ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ... (سورة إبراهيم / الآية 37). وقد من الله على عباده بأن جعل لهم الكعبة حرماً آمنا فقال تعالى: ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً... (سورة البقرة / الآية 125). وقال تعالى: (أو لم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ، ويتخطف الناس من حولهم). (العنكبوت / 67) ، فكان الرجل يلقى قاتل أبيه وأخيه في الحرم فلا يعرض له. وأكد هذا المعنى قوله تعالى: ( ومن دخله كان آمناً). خروج الامام الحسين (ع) من مكة ، ومحافظته على حرمة الكعبة ... - منتدى الكفيل. (آل عمران / 97). فالكعبة المشرفة هي مكان أمين لايجوز فيه القتل والقتال فلا يجوز قتل الحيوان في داخل حدود حرم الكعبة المقدسة فضلا عن قتل الانسان فيها.
هذه وصيتي يا أخي إليك، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ( [5]). ولما فصل متوجهاً دعا بقرطاس وكتب فيه لسائر بني هاشم:
من الحسين بن علي بن أبي طالب، إلى بني هاشم: أما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلّف لم يبلغ مبلغ الفتح، والسلام ( [6]). ثم ودّع (ع): قبر جدّه وأمه وأخيه، وسار بركبه تلقاء مكة المكرمة. ([1]) في مقتل الحسين للخوارزمي: فخذ الحسين... بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه والسلام، 262. ([2]) مقتل الحسين لأخطب خوارزم: 267. ([3]) الإرشاد للشيخ المفيد: 183. ([4]) مقتل الحسين لأخطب خوارزم: 269. خروج الإمام الحسين(ع) من مكة إلى العراق – الشیعة. ([5]) نفس المهموم: 75. ([6]) الملهوف: 57.