وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أي انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات. ذكر الأحاديث الواردة في ذلك: رواية أنس بن مالك: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال: سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - آية ، فانشق القمر بمكة مرتين ، فقال: ( اقتربت الساعة وانشق القمر). ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق. وقال البخاري: حدثني عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك; أن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آية ، فأراهم القمر شقين ، حتى رأوا حراء بينهما. وأخرجاه أيضا من حديث يونس بن محمد المؤدب ، عن شيبان ، عن قتادة. ص316 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - سورة اقتربت الساعة وانشق القمر القمر - المكتبة الشاملة. ورواه مسلم أيضا من حديث أبي داود الطيالسي ، ويحيى القطان ، وغيرهما ، عن شعبة ، عن قتادة ، به. رواية جبير بن مطعم رضي الله عنه: قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار فرقتين: فرقة على هذا الجبل ، وفرقة على هذا الجبل ، فقالوا: سحرنا محمد.
- اقتربت الساعة وانشق القمر - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- ص316 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - سورة اقتربت الساعة وانشق القمر القمر - المكتبة الشاملة
- اقتربت الساعة وانشق القمر
اقتربت الساعة وانشق القمر - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, عن عطاء بن السائب, عن أبي عبد الرحمن قال: " كنت مع أبي بالمدائن, قال: فخطب أميرهم, وكان عطاء يروي أنه حُذيفة, فقال في هذه الآية: ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) قد اقتربت الساعة وانشقّ القمر, قد اقتربت الساعة وانشق القمر, اليوم المضمار, وغدا السباق, والسابق من سبق إلى الجنة, والغاية النار; قال: فقلت لأبي: غدا السباق, قال: فأخبره ". اقتربت الساعة وانشق القمر - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا ابن فضيل, عن حصين, عن محمد بن جبير بن مطعم, عن أبيه, قال: " انشقّ القمر, ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ". حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن خارجة, عن الحصين بن عبد الرحمن, عن ابن جُبَير, عن أبيه ( وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) قال: انشقّ ونحن بمكة. حدثنا محمد بن عسكر, قال: ثنا عثمان بن صالح وعبد الله بن عبد الحكم, قالا ثنا بكر بن مضر, عن جعفر بن ربيعة, عن عِرَاك, (5) عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة, عن ابن عباس, قال: " انشقّ القمر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ". حدثنا نصر بن عليّ, قال: ثنا عبد الأعلى, قال: ثنا داود بن أبي هند, عن عليّ بن أبي طلحة, عن ابن عباس, قال: " انشقّ القمر قبل الهجرة, أو قال: قد مضى ذاك ".
ص316 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - سورة اقتربت الساعة وانشق القمر القمر - المكتبة الشاملة
طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر فدعا ربه فشقه أمامهم فقالوا سحر أعيننا محمد, ولم يكتفوا بتكذيب أعينهم وما رأوا, بل لما تأكدوا من الركبان أنهم رأوا نفس الآية من مسافات بعيدة عن مكة, ادعوا أن محمداً سحر الدنيا بأسرها, كل هذا حتى لا يذعنوا لأمر الله ويؤمنوا بدينه ويطبقوا شريعته, لأنهم مدركون تماماً أن أوامر الله ستهذب شهواتهم وتهذب أهواءهم, وتنشر العدل والإحسان بينهم, فاختاروا حظوظ النفس واتباع الهوى ونيل الشهوات المحرمة بعيداً عن قيود شريعة أو إذعان لأوامر إلهية, وهو نفس فعل المشوهين للشريعة المعادين للرسالة في كل عصر قديماً وحديثاً. رغم أن القرآن أخبرهم عن أخبار الأمم السابقة وهلاك المكذبين, بل وتواترت تلك الأخبار بينهم كتاريخ متوارث في الأرض, ورغم ذلك لم يلتفتوا وغرتهم دنياهم وغرهم إمهال الله, فلم تغن عنهم النذر ولا الأخبار وهلكوا مع الهالكين. قال تعالى: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}.
اقتربت الساعة وانشق القمر
(١) رواه الطبري في "تفسيره" ١١/ ٥٦٧. (٢) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" ١٣/ ٣٠٣ من طريق أبي الربيع الزهراني، عن حماد به. ورواه الطبري في "تفسيره" ١١/ ٥٦٧ من طريق معمر عن أيوب، عن عكرمة أن عمر قال: فلما كان يوم بدر رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع ويقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥)}.
صحيح الجامع 3665 كل هذه النصوص تدل بمنطوقها الصريح على قرب قيام الساعة وعلى أن كثرة الذنوب والمعاصي من أشراطها ، والكفار يستبعدون قيام السّاعة ويستبطئون مجيئها ولكن الأمر كما قال الله تعالى: ( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) ، نسأل الله النجاة والسلامة والعافية في الدنيا والآخرة والحمد لله رب العالمين.