وقيل: فيه تقديم وتأخير ، تقديره: قتل أصحاب الأخدود والسماء ذات البروج. ابن كثير: يخبر تعالى عن عباده المؤمنين أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بخلاف ما أعـد لأعدائه من الحريق والجحيم ولهذا قال "ذلك الفوز الكبير". أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ۚ ذلك الفوز العظيم. القرطبى: إن الذين آمنوا أي هؤلاء الذين كانوا آمنوا بالله; أي صدقوا به وبرسله. وعملوا الصالحات لهم جنات أي بساتين. تجري من تحتها الأنهار من ماء غير آسن ، ومن لبن لم يتغير طعمه ، ومن خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى. ذلك الفوز الكبير أي العظيم ، الذي لا فوز يشبهه.
- أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ۚ ذلك الفوز العظيم
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - الآية 76
- إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ۚ ذلك الفوز الكبير
- “جناتٌ تجري من تحتها الأنهار” — التصوف 24/7 – ABDALA SMART
- جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ۚ وذلك جزاء من تزكى
أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ۚ ذلك الفوز العظيم
أو: " ما ذاك " ؟ (88) فقال: هو " جناتٌ تجري من تحتها الأنهار " ، الآية. * * * قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قولُ من جعل الاستفهام متناهيًا عند قوله: " بخير من ذلكم " ، والخبر بعده مبتدأ عمن له الجنات بقوله: " للذين اتقوا عند ربهم جنات " ، فيكون مخرج ذلك مخرج الخبر، وهو إبانة عن معنى " الخير " الذي قال: أؤنبئكم به؟ (89) فلا يكون بالكلام حينئذ حاجة إلى ضمير. قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: وأما قوله: " خالدين فيها " ، فمنصوب على القطع (90) * * * ومعنى قوله: " للذين اتقوا " ، للذين خافوا الله فأطاعوه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه. (91) = " عند ربهم " ، يعني بذلك: لهم جنات تجري من تحتها الأنهار عند ربهم. * * * " والجنات " ، البساتين، وقد بينا ذلك بالشواهد فيما مضى = وأنّ قوله: " تجري من تحتها الأنهار " ، يعني به: من تحت الأشجار، وأن " الخلود " فيها دوام البقاء فيها، وأن " الأزواج المطهرة " ، هن نساء الجنة اللواتي طُهِّرن من كل أذًى يكون بنساء أهل الدنيا، من الحيض والمنىّ والبوْل والنفاس وما أشبه ذَلك من الأذى = بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - الآية 76. (92) * * * وقوله: " ورِضْوَانٌ من الله " ، يعني: ورضى الله، وهو مصدر من قول القائل: " رَضي الله عن فلان فهو يَرْضى عنه رضًى " منقوص " ورِضْوانًا ورُضْوانًا ومَرْضاةً".
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - الآية 76
تاريخ الإضافة: 15/4/2017 ميلادي - 19/7/1438 هجري
الزيارات: 6308
تفسير: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها)
♦ الآية: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: النساء (57). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وندخلهم ظلًا ظليلًا ﴾ يعني: ظلَّ هواء الجنَّة وهو ظليلٌ أَيْ: دائمٌ لا تنسخه الشَّمس. جنات عدن تجري من تحتها الانهار. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَدًا لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾، كَنِينًا لَا تَنْسَخُهُ الشَّمْسُ وَلَا يُؤْذِيهِمْ حَرٌّ وَلَا بَرْدٌ. تفسير القرآن الكريم
مرحباً بالضيف
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ۚ ذلك الفوز الكبير
الجواب:
أولاً- لقد تكرر في القرآن الكريم قول الله تعالى: ﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ﴾ في مواضع كثيرة، أحدها ما جاء في البقرة:﴿ وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾(البقرة: 25). وجاء قوله تعالى:﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ﴾ في موضعين: أحدهما في الأعراف: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ﴾(الأعراف: 43). إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ۚ ذلك الفوز الكبير. والثاني في الأنعام:﴿ وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ ﴾(الأنعام: 6). وجاء قوله تعالى:﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِي ﴾ في موضع واحد في الزخرف:﴿ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾(الزخرف: 51). وجاء قوله تعالى:﴿ تَجْرِي تَحْتَهَا ﴾ في موضع واحد في التوبة:﴿ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ ﴾(التوبة: 100). ثانيًا- قال أبو حاتم:« وفي مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان إلى الشام في الأعراف:﴿ تَجْرِي تَحْتَهُمُ الأَنْهَارُ﴾(الأعراف: 43)، بغير ( مِنْ).. »
وفي آية التوبة قرأ الجمهور قوله تعالى:﴿ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ ﴾، بدون ( مِنْ)، وقرأ ابن كثير:﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾، بـ( مِنْ)، وكذلك هي في مصاحف أهل مكة.
“جناتٌ تجري من تحتها الأنهار” — التصوف 24/7 – Abdala Smart
ونحوه قولنا "طاف الحجاج من حول الكعبة" تدل على أنهم ساروا بمحاذاة بعض أو كل مدارها ثم ربما أكملوا طوافهم إلى ما اتسع حولها أو ربما انتهى طوافهم عندها. فمدارهم هنا إما محدود بالكعبة أو أنها جزء منه
أما حذف "من" فيقتضي كما أرى -خلافا لما ذكرت- أن مدار الجريان محدود بالموضع المذكور في الجملة. فقوله "تجري تحتها الأنهار" يقتضي لغويا (دون تكلم في غيبيات الجنة وصفاتها) أن الأنهار في هذه الجنة محدودة بأقطارها، والجريان تحتها يعني جريانا داخل أقطارها، فلا ابتداء ولا انتهاء، ولكن جريان دائم في مدار أقطارها. ومثله قولنا "تجري الينابيع تحت الأرض" ، "ويتحرك النفط تحت الأرض" يقتضي أن مدار جريانهما وتحركهما محدود بمدار باطنها، ونحوه قولنا "تعيش الأسماك تحت الماء" يعني أنها لا تعيش في غيره. هذا والله أعلم
المشاركات: 208
تأتي هذه الآية من سورة التوبة وقد سبقها وتلاها ذكر الأعراب كثيرا. والواحد من الأعراب لا يحب أن يشاركه أحد في الكلأ والمرعى. فدل على أن هذه الأنهار لا تجاوز جنانها وهي خاصة بها فلكل واحد منهم جنته وأنهاره التي لا يشاركه فيها أحد غيره مراعاة لطبائع الأعراب وأهل البادية بخاصة. وقد تكون هذه الجنات هي التي جاء ذكرها في الموضع الثاني من سورة الرحمن التي فيها عينان نضاختان وأن المياه لا تجاوز أماكنها وتجرى داخل حدود هذه الجنات ولا تفيض على غيرها من أماكن الجنة الأخرى ، والجنات الأخرى هي المذكورة بقوله تعالى فيهما عينان تجريان التي فيها حرف الابتداء من للدلالة على الجنات الأخرى المذكورة في غالب الآيات هي الجنات التي تجري من تحتها الأنهار ، وأما الجنات في هذا الموضع فعيون أنهارها نضاختان فتكون أنهارها لا تبرح في جريانها أسوارها المدهامتان ولذلك لم يستعمل معها حرف من الدال على الابتداء لأماكن جريان هذه الأنهار.
جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ۚ وذلك جزاء من تزكى
فكيف تتركون العمل بما وعدكم على العمل به ربكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا، وتكفرون به وتخالفون أمره، وأنتم تعلمون أنه لا أحد أصدق منه قيلا وتعملون بما يأمركم به الشيطان رجاءً لإدراك ما يعدُكم من عداته الكاذبة وأمانيه الباطلة، وقد علمتم أن عداته غرورٌ لا صحة لها ولا حقيقة، وتتخذونه وليًّا من دون الله، وتتركون أن تطيعوا الله فيما يأمركم به وينهاكم عنه، فتكونوا له أولياء؟ * * * ومعنى " القيل " و " القول " واحدٌ. -------------- الهوامش: (1) انظر تفسير "عملوا الصالحات" فيما سلف: 8: 488. (2) انظر تفسير "جنات" في مادة (جنن) فيما سلف من فهارس اللغة. (3) انظر تفسير "الخلود" فيما سلف من فهارس اللغة. (4) انظر تفسير "الحق" فيما سلف 7: 97. (5) في المطبوعة: "ولكن عدة... " ، وأثبت ما في المخطوطة. (6) في المطبوعة: "والعطب" ، وهي صواب ، وفي المخطوطة: "والعطبة" ، فآثرت كتابتها كما رجحت قراءتها ، والمعطب والمعطبة ، جمعها معاطب.
أي: من تحت قصري. ويكمن ملاحظة الفرق بين التعبيرين بتأمل الآية الكريمة:﴿ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً﴾(مريم: 24)، حيث قال: ﴿ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا ﴾. أي: جبريل، وكان أسفل منها، ثم قال:﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ ﴾. أي: نهر ماء كان قد انقطع، فأتى بـ( مِنْ) في الأول، وأسقطها من الثاني. ولو عكس، لاختل نظم الكلام، وفسد معناه. والغريب أن من المفسرين من ذكر أن ( مِنْ) هنا صلة. أي: زائدة، دخولها وخروجها سواء. قال الفخر الرازي:« ذكرنا مرارًا أن ( مِنْ) في قوله:﴿مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾ يحتمل أن يكون صلة، معناه: تجري تحتها الأنهار. ويحتمل أن يكون المراد أن ماءها منها، لا يجري إليها من موضع آخر، فيقال: هذا النهر منبعه من أين ؟ يقال من عين كذا، من تحت جبل كذا ».. ولا شك أن المعنى الثاني هو الصواب، وهو الموافق لما ذكرنا.. والله تعالى أعلم. محمد إسماعيل عتوك
باحث إسلامي في الإعجاز البياني القرآني
يستقبل الأستاذ إسماعيل عتوك ملاحظاتكم
واقتراحاتكم على الإيميل:
[email protected]