قال الحسن – رحمه الله -: إنما أقسم الله بهذا الوقت تنبيها على أن الأسواق قد
دنا وقت انقطاعها، وانتهاء التجارة والكسب فيها، فإذا لم تكتسب ودخلت الدار وطاف
العيال عليك يسألك كل أحد ما هو حقه فحينئذ تخجل فتكون من الخاسرين فكذا نقول
والعصر أي عصر الدنيا قد دنت القيامة و أنت بعد لم تعتد وتعلم أنك تسأل غداً عن
النعيم الذى كنت فيه في دنياك ، وتسأل في معاملتك مع الخلق وكل أحد من المظلومين
يدعى ما عليك فـإذا أنت خاسر ، ونظيره {
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ} 7
8. {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ}
يعنى بالإنسان هنا جميع الناس فالتعريف هنا تعريف الجنس، فهو لفظ يفيد العموم بدليل
الاستثناء منه، والإنسان لا ينفك عن الخسران؛ لأن الخسران هو تضييع عمره، وذلك لأن
أي ساعة تمر من عمر الإنسان إما أن تكون في طاعة أو في معصية، فإذا كانت في طاعة
فلعل غيرها أفضل منها وهو قادر على الإتيان بها فكان فعل غير الأفضل تضييعاً
وخسرانا، وإن كانت في معصية فالخسران بّين، فبان بذلك أنه لا ينفك أحد عن الخسران. قال صاحب لسان العرب:
" الخسر
هو النقصان والاضمحلال وذهاب رأس المال، والغبن والضلال خَسِرَ خَسْراً وخَسًرا
وخُسرانا وخَسارة وخَسارا، فهو خاسر وخَسِر: أي ضل، والخَسار والخَسارة: الضلال
والهلاك، والخَسر والخُسران: النقص، وأخسرته أنقصته، قال تعـالـى في سورة المطففين:
{ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} 9
10
وكل هذه المعاني محتملة، فالهلاك والخسران والشر والضلال والنقصان، كلها من مظاهر
الخسر وعواقبه الأليمة.
سورة العصر كتابة
أحلى ما فى الحياة تقوى الله أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى عزيزى الزائر مرحبا بك فى منتدى حسام خداش نتمنى لكم قضاء وقت طيب حسام خداش القران الكريم 103- العصر hossam Admin عدد المساهمات: 125 تاريخ التسجيل: 29/01/2012 ( العصر) ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ مواضيع مماثلة
ليس لهذا جلسنا). وقال أحد الصالحين لتلاميذه: (إذا خرجتم من المسجد فتفرّقوا لعلكم تقرؤون القرآن، فإنكم إذا اجتمعتم في الطريق، تكلمتم وضاعت أوقاتكم)
فحفظ الوقت أصل كل خير، وضياعه منشأ كل شر، بل إن ضياع الوقت داء عضال، ومرضٌ قَتَّال، بل هو بحر من ركبه غرق؛ فإنه لا ساحل له، ولا نجاة منه، متناهٍ في القبح والبشاعة، غاية في الخسة والشناعة. {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قال: إلا الذين صدقوا الله ووحّدوه، وأقرُّوا له بالوحدانية والطاعة، وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان، لأن الإنسان بمعنى الجمع، لا بمعنى الواحد. والإيمان مقرون بالعمل الصالح في القرآن، قال محمد بن الحسين: (ميّزوا رحمكم الله قول مولاكم الكريم: هل ذُكر الإيمان في موضع واحد من القرآن إلا وقد قرن إليه العمل الصالح؟ وقال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10] فأخبر تعالى بأن الكلم الطيب حقيقة أن يرفع إلى الله تعالى بالعمل، إن لم يكن عمل بطل الكلام من قائله، وردّ عليه، ولا كلام طيب أجل من التوحيد ولا عمل من أعمال الصالحات أجل من أداء الفرائض)
وكرر سبحانه التواصي ليتضمن الأول الدعاء إلى الله، والثاني الثبات عليه، وخصص التواصي بالحق والصبر، مع اندراجهما في الأعمال الصالحة، لإبراز كمال الاعتناء بهما.