آخر تحديث: نوفمبر 12, 2021
تفسير: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
تفسير: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، وهي آية من الآيات العظيمة، والتي تنتمي إلى سورة الحج، أفضل السور القرآنية التي تحتوي على العديد من الآيات القرآنية التي لها الكثير من الفضائل والمعاني الطيبة. حيث أن نزل القرآن الكريم هدى وتذكرة للناس لعلهم يتفكرون، وتعتبر هذه الآية الكريمة تحتوي على الكثير من المعاني والتي نتعرف على تفسيرها ومعناها سويا. ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب وهو ما يدل على تعظيم لحرمات الله عز وجل وأوامره، حيث أن كلمات الآية الكريمة يكون لكل منهم معنى، والتي تكون كالتالي:
حيث أن كلمة من يعظم، تعني أي من يقيم ما أمر الله به، وينصح به ويرشد به الناس. ويقصد بالشعائر، هو أعلام الدين الظاهرة والبارزة، وهو ما يدل على مناسك الحج بكاملها. وإذا شرحنا كلمة تعظيم الشعائر أن يستحسن العبد إقامة مناسك الحج وأن يؤديها على أكمل وجه دون تقصير أو استهانة. وتعد الصفا والمروة من شعائر الحج الهامة، حيث قال الله تعالى (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ). كما يجب على الإنسان أن يحترم كافة شعائر الله في أيام الحج، حيث أن الآية جاءت في آيات الحج التي تم ذكرها في سورة الحج.
ذلك ومن يعظم شعائر الله
ذات صلة ومن يعظم شعائر الله حرمات الله
أنواع شعائر الله
أمر الله عباده المؤمنين بتعظيم شعائره، والشعائر جمعُ شعيرةٍ وهي العلامة، مأخوذةٌ من الإشعار (الإعلام)، وَشعائر الله: هي "أَعْلاَمُ دِينِهِ ومظاهره الَّتِي شَرَعَهَا، وأمر عبادَه بها"، مثل الصلاة، والحجِّ، والأذان، والإحسان للناس والمخلوقات، وغيرها من أمور الدين. [١] وتأتي على عدّة أنواعٍ، منها:
الشعائر الزمانيّة
يُقصد بها الشعائر التي ترتبط بزمانٍ مُعيّنٍ، فقد شرَّف الله -عزَّ وجلَّ- بعض الأزمنة على بعض؛ لما يحصل فيها من الهداية والخير، ومن الأزمنة التي شرَّفها الله:
شهر رمضان
أنزل الله في رمضان القرآن ، لقوله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) ، [٢] وجعل فيه ليلة القدر وهي خيرٌ من ألف شهر، وجعله الله شهراً للمغفرة والعتق من النار، تُفتَّح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفَّد الشياطين. [٣] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ) ، [٤] وهذا الحديث يدلُّ على عِظَم فضل الصيام، وكرامة الصائمين عند الله، فصيامهم خالص لله -تعالى- لا يعلم ثوابَهم إلا الله، ولمَّا كان ثواب الصيام بغير تقدير؛ وجَب على الصائم حفظُ صومِه من كلِّ ما قد يفسده لينالَ الأجرَ كلَّه.
ومن يعظم شعائر الله فَإِنَّهَا من تقوى القلوب
وإن من تعظيم شعائر الله تعالى: أداء المناسك على الوجه الموافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد.. قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيد} [المائدة:1]. في هذه الآية الكريمة ينهي عز وجل عباده المؤمنين عن استحلال شعائر الله التي حرمها، وقد تضمن هذا النهي الأمر بتعظيمها وذلك بفعل ما يجب لله تعالى فيها. وقد وردت الآيات الكريمات مصرحة بتعظيمها، قال تعالى: { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [ الحج:30]. كما بين تعالى أن من علامات صلاح القلوب واستقامتها تعظيم تلك الشعائر، قال تعالى: { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} [الحج:32]. وشعائر الله هي أوامره ونواهيه، وتعظيمها يكون بفعل ما أمر الله به، وترك ما نهى عنه، وبإجلالها بالقلب ومحبتها، وتكميل العبودية فيها غير متهاون، ولا متكاسل، ولا متثاقل.
ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
والحكمة فيه تمييزها، وليردَّها من أخذها ومن التقطها، وليعرفها
صاحبها؛ فلا يشتريها إذا تصدَّق بها - مثلاً - لئلا يعود في صدقته) ا. هـ[1]. كلا فذلك منطق من ابتلوا بكثافة الطبع، وانشغلوا بحفظ الناموس،
وبعضهم الموت أهون عليه من أن يُرَى وهو يزاول مثل تلك الأعمال
البعيدة عمَّا ينبغي أن ينشغل به العباقرة وأصحاب الثقافة العالية
(الحضارية)، أو تلك التي ينبغي أن يترفع عنها أهل العلم والفضل الذين
يجب أن يكونوا بمنأىً عن ممارسة أي عمل من أعمال المهنة كذلك
العمل. أما من رزقهم الله حياة القلب وصفاء النفس فإنهم يجدون في ذلك من
اللذة ومعاني العبودية وصلاح القلب ما لا يدركه أولئك المصونون، أو
الذين يصونون أنفسهم عن ذلك؛ وهم على مكاتبهم، أو في قصورهم، أو على
مِنَصَّة التوجيه. إن إبل الصدقة هي الزكاة المأخوذة من أصحاب الإبل. والزكاة هي الركن
الثالث من أركان الإسلام وشعيرة عظيمة من شعائر الدين. والاهتمام بالزكاة والمحافظة عليها أكثر من المال الشخصي إنما يصدر
عن تعظيم أمر الله - عز وجل - وذلك من تقوى القلوب: {
وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإنَّهَا
مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [ الحج:
23]. ثم إن ممارسة هذا العمل (أعني: وَسْمَ الإبل) من نبيِّ هذه الأمة
وقائدها إنما يدل على التواضع والبساطة وعدم التكلف، ويمثل عملية
تربوية للأتباع والمتبوعين.
ومن يعظم شعائر الله فانها
فصفوا النخل قبلة المسجد ، وجعلوا عِضَادَتَيْه
الحجارة ، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون ، والنبي - صلى الله عليه وسلم – معهم وهو
يقول: « اللهم لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة » [7]. وفي حديث آخر عن أبي سعيد الخدري - رضي الله
عنه - وهو يذكر بناء المسجد قال: « كنا نحمل لَبِنَة لَبِنَة وعمَّار يحمل لبِنَتين
لبِنَتين. فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فينفض التراب
عنه ويقول: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار. قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن » [8]. فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس بعيداً عن
الأحجار والصخور والأتربة وما إلى ذلك مما يكون في البناء ؛ فعمله بيده - صلى الله
عليه وسلم - ووجوده مع أصحابه في بناء المسجد لهُوَ أيضاً من تعظيم شعائر الله مع ما
فيه كذلك من مخالطة القائد للرعية في أمور المهنة والأعمال اليدوية ، وإكرامهم والإحسان
إليهم ، ومشاركتهم في إنشادهم أو ارتجازهم في بساطة وحنوٍّ...
وتأمَّل أخي القارئ تلك
المسحة الحانية للتراب عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - ليزيل عنه غبار اللَّبِن الذي
ينقله. وختاماً هذا مشهد آخر في شعيرة عظيمة من شعائر
الإسلام هي ذروة سَنامه ؛ألا وهي الجهاد ، وهو مشهد قريب في طبيعته ومعناه ، بل بعض
عباراته من مشهد مشاركته - صلى الله عليه وسلم - في بناء المسجد ؛ فقد روى البخاري
في صحيحه عن البراء بن مالك - رضي الله عنه - قال: « رأيت رسول الله – صلى الله عليه
وسلم - يوم الأحزاب ينقل التراب - وقد وارى التراب بياض إبطيه - وهو يقول: لولا أنت
ما اهتدينا ، ولا تصدقنا ولا صلينا ، فأنزل السكينة علينا ،وثبت الأقدام إن لاقينا
، إن الأُلَى قد بغوا علينا ، إذا أرادوا فتنة أبينا » [9].
وقد يتساءل بعض الناس: ألم يكن هنالك من يكفي
رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الأمر حتى يتفرغ لما هو أهم من أمور الأمة ،
وإكراماً له أن ينالَه من هذا العمل وَسَخُ اليدين وتغير رائحتها فضلاً عن التعب والنصب
في أمر يستطيعه أي فرد من عموم المسلمين ؟ كلا فذلك منطق من ابتلوا بكثافة الطبع ،
وانشغلوا بحفظ الناموس ، وبعضهم الموت أهون عليه من أن يُرَى وهو يزاول مثل تلك الأعمال
البعيدة عمَّا ينبغي أن ينشغل به العباقرة وأصحاب الثقافة العالية ( الحضارية) ، أو
تلك التي ينبغي أن يترفع عنها أهل العلم والفضل الذين يجب أن يكونوا بمنأىً عن ممارسة
أي عمل من أعمال المهنة كذلك العمل. أما من رزقهم الله حياة القلب وصفاء النفس فإنهم
يجدون في ذلك من اللذة ومعاني العبودية وصلاح القلب ما لا يدركه أولئك المصونون ، أو
الذين يصونون أنفسهم عن ذلك ؛ وهم على مكاتبهم أو في قصورهم ، أو على مِنَصَّة التوجيه. إن إبل الصدقة هي الزكاة المأخوذة من أصحاب الإبل. والزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وشعيرة
عظيمة من شعائر الدين. والاهتمام بالزكاة والمحافظة عليها أكثر من المال
الشخصي إنما يصدر عن تعظيم أمر الله - عز وجل - وذلك من تقوى القلوب: { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ} (
الحج: 32).