من عين طفلة دُمّر كوخ أسرتها وأضرمت النار في أثاثه. من عين فتاة اغتُصبت فاستصرخت أفئدة المسلمين المريضة وقرعت أسماعهم المخنوقة واستنطقت ألسنتهم المربوطة، ثم إذا بها تردّد:
لقد أسمعْتَ لو ناديتَ حياً
ولكنْ لا حياة لمن تنادِي
ولو نارٌ نفخْتَ بها أضاءتْ
ولكنْ أنتَ تنفخ في رمادِ
هذه الكلمات يراد منها:
ـ أن تحيي في النفوس أمجاد بدر وفتح مكة، أمجاد القادسية ويرموك، أمجاد فتح الأندلس وحطين. ـ أن تعيد إلى الأذهان وقفة أبي بكر في الغار، ووقفة علي وهو ينتزع باب خيبر، ووقفة هارون الرشيد عندما قرأ رسالة نقفور، ووقفة المعتصم حين زلزلت كيانه صرخة امرأة، ووقفة عبد الحميد في وجه هرتزل. ـ أن تُسقِط من حسابات المسلمين:
ـ الخوف من المقصلة والكرسي الكهربائي وأقبية الموت البطيء. معنى ” أن تلد الأمة ربتها ” - منتديات برق. ـ التعلق بحطام الدنيا الذليلة والمذلّة. ـ الانخداع بأنصاف الحلول لا بل قل بأعشارها. ـ الانبهار بحضارة الإيدز والمومسات والمخدرات والمافيات. ـ وتُسقِط أي اعتبار إلا مرضاة الله وإظهار دينه وإعلاء كلمته. ـ وتُسقِط كل مقولة كفر، وكل نظام كفر، وكل معسكر كفر. إنها كلمات غرضها تحرير الأمة من رجس الأهواء وتحرير أبنائها من عبادة كل حاكم طاغوت إلى عبادة رب الجبروت.
إلى القلـوب الظـمـأى – مجلة الوعي
الأربعاء 16ربيع الآخر 1439هـ - 3 يناير 2018م -13 برج الجدي
جذور
مواصلة لما أطرحه كل أربعاء في هذه الزاوية حول ألفاظنا العامية وأصولها الفصيحة والتي كانت كلمة تعب آخر ما نشرت الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع بدايتنا مع:
"تعز"
معنى "تعز" في معجم المعاني الجامع مأخوذ من العز وعكسه الذل.
الراوي: عمر بن الخطاب – المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم:53 – خلاصة حكم المحدث: صحيح فتحى عطــا fathy - atta
معنى ” أن تلد الأمة ربتها ” - منتديات برق
غرضها أن يدخل الإسلام إلى كل بيت مدر ووبر بعزّ عزيز أو بذل ذليل. غرضها أن يظهر الإسلام على الدين كله. غرضها إعادة الخلافة الإسلامية… قضية المسلمين الأولى… قضية المسلمين المصيرية:
يا أخا الإسلام في كل مكانْ
قم نفك القيد قد آن الأوانْ
واصعد الربوة واصدح بالأذانْ
وارفع القرآن دستور الزمانْ
لا تسلْ «كيف؟» فإنا مسلمون. أخي الكريم ،
إنك تنتمي إلى خير أمة أخرجت للناس، أمة نهضت بعبء الدعوة إلى وحدانية الله قروناً طويلة، وكانت الشهيدة على سائر الأمم، بالمصحف قبل السيف، وبالكلمة قبل الرمح، وبالهداية قبل الجباية. إنها أمة تحدّت الكفر في داره وجندلت الطاغوت في معقله، حين صدّ هذا أو ذاك عن الهدى واستكبر. إنها أمة فرضت نفسها وأرغمت العدو على احترامها، فالعقيدة التي استودعها الله صدور المسلمين أوقدت العزم فيهم وحطمت كل السدود. وانطلقت كتائب الإسلام شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً تزرع الشوق إلى الجنة في كل صدر؛ وترفع المئذنة في كل أرض؛ وتعلي راية التوحيد فوق كل رابية؛ وتقيم حكم الله، الله وحده، في كل دار. أ. د. عادل الأسطة - الطفولة الفلسطينية المنتهكة | الأنطولوجيا. إنه الإسلام الذي أراده الله. إنه الإسلام الذي ينقذ البشرية. ألا يحرّك فيك هذا الماضي المجيد شيئاً من العنفوان؟ ألا يبعث فيك آمال التمكين الواعدة؟ ألا يبعث فيك روح الجهاد والتوق إلى العزة؟
لا تقلْ: «لقد قتل الحكام أحلام اليقظة».
عندما هجر كنفاني وأهله من يافا كان في الثانية عشرة، وقد أتى في قصصه على ما ألم بأبيه وهو في الطريق إلى المنفى، وصور فيها أيضا حياة الأطفال الذين علمهم في مدارس اللاجئين، بل وركز على ذلك في بعض المقابلات. إلى القلـوب الظـمـأى – مجلة الوعي. كان غسان يطلب من الأطفال أن يرسموا تفاحة أو موزة فيرسموا الخيمة، وكان في الحصص يلاحظ أنهم نائمون، وحين يسألهم عن السبب يعرف أنهم يسهرون لساعة متأخرة، ليبيعوا الكعك أو الترمس لرواد السينما في دمشق. وكان عمر درويش حين هجر أهله إلى لبنان سبع سنوات، وقد أتى على طفولته وعودة أهله متسللين إلى فلسطين في كتابيه «يوميات الحزن العادي» (١٩٧٣) و»في حضرة الغياب» (٢٠٠٦)، بل وكتب عن معنى أن يكون المرء لاجئا في وطنه، ولطالما توقفت أمام سطره:
«نحن أدرى بالشياطين التي تجعل من طفل نبيا» ورد حبيبي عليه في «المتشائل»: «ولم يدر شاعر البروة أن تلك الشياطين قد تجعل من طفل آخر نسيا منسيا». ولم يقف في الكتابة أمام طفولته وحسب، فكتب قصيدة «محمد» عن الطفل محمد الدرة الذي استشهد في بداية انتفاضة الأقصى ٢٠٠٠ في حضن أبيه، وكتب في يومياته «أثر الفراشة» (٢٠٠٦) عن هدى أبو غالية التي كانت تتنزه وعائلتها على شاطئ غزة فقصفت قذيفة إسرائيلية العائلة التي استشهد أفرادها باستثنائها «الطفلة/ الصرخة».
أ. د. عادل الأسطة - الطفولة الفلسطينية المنتهكة | الأنطولوجيا
بل وجعلني أنظر في طفولة بعض الكتاب الذين دافعوا عن القضية ودفعوا حياتهم وأجمل سني عمرهم في سبيلها. عندما هجر كنفاني وأهله من يافا كان في الثانية عشرة، وقد أتى في قصصه على ما ألم بأبيه وهو في الطريق إلى المنفى، وصور فيها أيضا حياة الأطفال الذين علمهم في مدارس اللاجئين، بل وركز على ذلك في بعض المقابلات. كان غسان يطلب من الأطفال أن يرسموا تفاحة أو موزة فيرسموا الخيمة، وكان في الحصص يلاحظ أنهم نائمون، وحين يسألهم عن السبب يعرف أنهم يسهرون لساعة متأخرة، ليبيعوا الكعك أو الترمس لرواد السينما في دمشق. وكان عمر درويش حين هجر أهله إلى لبنان سبع سنوات، وقد أتى على طفولته وعودة أهله متسللين إلى فلسطين في كتابيه «يوميات الحزن العادي» (١٩٧٣) و»في حضرة الغياب» (٢٠٠٦)، بل وكتب عن معنى أن يكون المرء لاجئا في وطنه، ولطالما توقفت أمام سطره:
«نحن أدرى بالشياطين التي تجعل من طفل نبيا» ورد حبيبي عليه في «المتشائل»: «ولم يدر شاعر البروة أن تلك الشياطين قد تجعل من طفل آخر نسيا منسيا». ولم يقف في الكتابة أمام طفولته وحسب، فكتب قصيدة «محمد» عن الطفل محمد الدرة الذي استشهد في بداية انتفاضة الأقصى ٢٠٠٠ في حضن أبيه، وكتب في يومياته «أثر الفراشة» (٢٠٠٦) عن هدى أبو غالية التي كانت تتنزه وعائلتها على شاطئ غزة فقصفت قذيفة إسرائيلية العائلة التي استشهد أفرادها باستثنائها «الطفلة/ الصرخة».
». الصيغتان جعلتاني أتأمل المعنى في ضوء القصيدة، وأبحث عن طفولة بعض الأدباء الفلسطينيين وما كتبوه عنها وعن طفولة الأطفال الفلسطينيين، وكنت في كتابي «أرض القصيدة: جدارية محمود درويش وصلتها بأشعاره»(٢٠٠١) كتبت تحت عنوان «الطفولة: لم أكن ولدا سعيدا» كتابة مطولة تتبعت فيها ما كتبه درويش عن طفولته. في تأمل سطر مظفر، ذهبت إلى أن الصيغتين يمكن أن تكونا صحيحتين، فماذا يتوقع من أطفال يولدون في بيئات طارئة تعاني من اللجوء والفقر والظلم والاضطهاد والغربة وبأن وطنهم الذي طردوا منه يحتله قادمون من بلاد بعيدة ويمنعون أصحابه من العودة إليه؟ وهذه الصيغة ترجحها روح القصيدة، فالشاعر يقول، «سحبوا رحما يتكون فيها في الليل فدائي». إن أعداء الفلسطينيين الذين سلبوا وطنهم منهم - هنا إسرائيل - وأعداءهم الذين لا يريدونهم في بلادهم - هنا الكتائبيون- ينظرون إلى كل طفل فلسطيني يولد على أنه مشروع فدائي (في نظرهم إرهابي). وفيما يخص الصيغة الثانية فإن هناك استغرابا مقترنا بالدهشة سببه قتل الأطفال، فهل هؤلاء الأطفال جيش ليتم قتلهم؟
وعموما فإن للطفولة في قصيدة «تل الزعتر» مساحة لافتة. ما قرأته وشاهدته أعادني إلى أربع رسائل كتبتها ونشرت ثلاثا منها في نهاية ٧٠ القرن ٢٠ في جريدة «الفجر» باسم (عادل الراوي وأحمد الزعتر) أتيت فيها على طفولتنا في المخيم، واقتبست مقطعا من أشعار درويش هو «ملوثة يا كؤوس الطفولة/ بطعم الكهولة/ شربنا، شربنا/ على غفلة من شفاه الظمأ».