فلا شفاعة إلا بإذنه ورضاه فالأمر أمره والحكم حكم الله ، والشفاعة هي طلب الخير للغير من الغير وأصلها من الشفع ، والشفع كما ورد في لسان العرب: خلاف الوتر وهو الزوج ، تقول كان وترا فشفعته شفعا أي صيرته زوجا ، وشفع لي يشفع شفاعة وتشفع: طلب ، والشفيع: الشافع ، والجمع: شفعاء … والشفاعة: كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره. قال الإمام الراغب في المفردات [ والشفاعة من الشفع وهو ضـم الشىء إلى مثله ، والشفاعة والانضمام إلى آخر ناصر له وسائل عنه وأكثر ما يستعمل في انضمام ما هو أعلى مرتبة وحرمة إلى ما هو أدنى ومنه الشفاعة في القيامة] [1]. في معنى قولِهِ تعالى “مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ” – التصوف 24/7. وقال الحرالي [وحقيقة الشفاعة: وصلة بين الشفيع والمشفوع له لمزية وصلة بين الشفيع والمشفوع عنده] [2]. والشفاعة قسمان: الشفاعة في الدنيا: وهي اتخاذ الوسائط عند أصحاب الجاه والسلطان في قضاء الحوائج ورد الحقوق لأصحابها وهي جائزة ما دامت تلك الحاجة مشروعة. قال تعالى { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيئ مقيتا} سورة النساء 85. وفي الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل، أو طلبت إليه حاجة، قال: اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-67A-3
- الملاحظ في الآية أنها تذكر من كل الأشياء اثنين اثنين، بدأها بصفتين من صفات الله تعالى (الحي القيوم) وذكر اثنين من النوم(سنة ونوم) وكرّر (لا) مرتين (لا تأخذه سنة ولا نوم) وذكر اثنين في الملكية (السموات والأرض) وكرر (ما) مرتين وذكر اثنين من علمه في (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) وذكر اثنين مما وسعه الكرسي (وسع كرسيه السموات والأرض) وختم الآية باثنين من صفاته (العليّ العظيم). وقد ورد اسمين من أسماء الله الحسنى مرتين في القرآن: في سورة البقرة (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ومرة في سورة (آل عمران) في الأية الثانية (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (لاحظ الرقم ٢). والعلي العظيم وردت مرتين أيضاً في القرآن مرة في سورة البقرة في آية الكرسيّ ومرة في سورة الشورى في الآية الرابعة.
التفسير التحليلي لآية الكرسي ( مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) | معرفة الله | علم وعَمل
* الخطوط التعبيرية في الآية:
- الملاحظ في آية الكرسي أنها ذكرت في بدايتها صفتين من صفات الله تعالى (الحيّ القيّوم) وانتهت بصفتين (العليّ العظيم) وكل جملة في الآية المباركة تدل على أنه الحيّ القيّوم والعليّ العظيم سبحانه تقدست صفاته.
في معنى قولِهِ تعالى “مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ” – التصوف 24/7
- دلَّ على شرف ومكانة الشافع عند الله تعالى وهو محمد صلى الله عليه وسلم. - قال (إِلاَّ بِإِذْنِهِ) فلا أحد يشفع عند الله بحق الله ولكن يشفع من خصّه الله تعالى بهذا الإذن وهذه كرامة ما بعدها كرامة. - الفرق بين (مَن ذَا الَّذِي) و (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ) في سورة الملك (٢٠):
(هَذَا) مكون من (هـ) للتنبيه والتوكيد و(ذا) اسم الإشارة فإذا كان الأمر لا يدعو إليها لا يأتي بها. الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-67a-3. سياق الآيات في سورة الملك في خطاب الكافرين في مقام تحدّي الندّ وليس مقام شفاعة ولذلك جاء بـ(هـ) التنبيه للإستخفاف بالشخص الذي ينصر من دون الرحمن فهو أشد وأقوى من سياق آية الكرسي التي هي في سياق المؤمنين والشفاعة والشفيع هو طالب حاجة يرجو قضاءها ويعلم أن الأمر ليس بيده وإنما بيد من هو أعلى منه. كما أن التعبير في آية الكرسي اكتسب معنيين: قوة الإستفهام والإشارة ولو قال (من الذي) لفاتت قوة الإشارة بينما آية الملك دلت على الإشارة فقط. ولا يوجد تعبير آخر أقوى من (مَن ذَا) لكسب المعنيين معاً بمعنى (من الذي يشفع ومن هذا الذي يشفع). * (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ):
في سورة مريم (لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ) ولم ترد على هذا الاسلوب في آية الكرسي:
ففي سورة مريم سياق الآيات عن الملك (ولهم رزقهم فيها، تلك الجنة التي نورث من عبادنا، رب السموات والآرض.. ) الذي يرزق هو الذي يورّث فهو مالك، وقوله رب السموات فهو مالكهم، أما في آية الكرسي فالسياق في العلم (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) وبعدها (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء).
باب: التحريض على الصدقة والشفاعة فيها. الحديث رقم 1365 –وقوله (اشفعوا) توسلوا في قضاء حاجة من طلب أو سأل. (تؤجروا) يكن لكم مثل أجر قضاء حاجته]. رد صريح على ما ذهب إليه عبد الصبور شاهين هداه الله من أن أدم ليس أبا البشر ، وشغل بهذا الرأي الشاذ العلماء والعامة وشتت أفكار الأمة بهذا الرأي السخيف ولا أملك إلا أن أقول له ولكل من سار على نهجه حسبنا الله ونعم الوكيل. رواه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء. باب: قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم} /نوح: 1/. إلى آخر السورة. الحديث رقم: 3162 ورواه مسلم في صحيحه ك/ الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم: 194. ورواه الترمذي في السنن ك/ صفة القيامة والرقائق باب ما جاء في الشفاعة ح 2481 وقال هذا حديث حسن صحيح ، ونَهَـِسَ اللَّحْمَ، كمنَعَ وسَمِعَ: أخَذَهُ بِمُقَدَّمِ أسْنانِهِ، ونَتَفَهُ (دعوة) واحدة محققة الإجابة، وقد استوفيتها عندما دعوت على قومي بالهلاك فأغرقهم الله تعالى. (قتلت نفسا) وهو القبطي الذي قتله خطأ. (المهد) ما يمهد للصبي من مضجع وهو حديث الولادة. (يفتح الله علي) يلهمني. (محامده) كلمات فيها ما يليق به من الحمد.