ابن كثير: وقوله: ( قرءانا عربيا غير ذي عوج) أي: هو قرآن بلسان عربي مبين ، لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا لبس ، بل هو بيان ووضوح وبرهان ، وإنما جعله الله [ عز وجل] كذلك ، وأنزله بذلك ( لعلهم يتقون) أي: يحذرون ما فيه من الوعيد ، ويعملون بما فيه من الوعد. القرطبى: " قرآنا عربيا " نصب على الحال. قال الأخفش: لأن قوله - جل وعز -: " في هذا القرآن " معرفة. وقال علي بن سليمان: " عربيا " نصب على الحال و " قرآنا " توطئة للحال ، كما تقول: مررت بزيد رجلا صالحا ، فقولك صالحا هو المنصوب على الحال. وقال الزجاج: " عربيا " منصوب على الحال و " قرآنا " توكيد. غير ذي عوج النحاس: أحسن ما قيل فيه قول الضحاك ، قال: غير مختلف. وهو قول ابن عباس ، ذكره الثعلبي. وعن ابن عباس أيضا: غير مخلوق ، ذكره المهدوي وقاله السدي فيما ذكره الثعلبي. وقال عثمان بن عفان: غير متضاد. وقال مجاهد: غير ذي لبس. وقال بكر بن عبد الله المزني: غير ذي لحن. قُرآناً عربياً غير ذي عِوَجٍ. وقيل: غير ذي شك. قال السدي فيما ذكره الماوردي. قال: وقد أتاك يقين غير ذي عوج من الإله وقول غير مكذوب " لعلهم يتقون " الكفر والكذب. الطبرى: وقوله: ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا) يقول تعالى ذكره: لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل قرآنا عربيا ( غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) يعني: ذي لبس.
- قُرآناً عربياً غير ذي عِوَجٍ
- منتديات ستارويت العرب
- قرأناً
- إعراب قوله تعالى: قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون الآية 28 سورة الزمر
قُرآناً عربياً غير ذي عِوَجٍ
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( قرءانا عربيا غير ذي عوج) أي: هو قرآن بلسان عربي مبين ، لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا لبس ، بل هو بيان ووضوح وبرهان ، وإنما جعله الله [ عز وجل] كذلك ، وأنزله بذلك ( لعلهم يتقون) أي: يحذرون ما فيه من الوعيد ، ويعملون بما فيه من الوعد. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
" قرآنا عربيا " نصب على الحال. قال الأخفش: لأن قوله - جل وعز -: " في هذا القرآن " معرفة. وقال علي بن سليمان: " عربيا " نصب على الحال و " قرآنا " توطئة للحال ، كما تقول: مررت بزيد رجلا صالحا ، فقولك صالحا هو المنصوب على الحال. وقال الزجاج: " عربيا " منصوب على الحال و " قرآنا " توكيد. غير ذي عوج النحاس: أحسن ما قيل فيه قول الضحاك ، قال: غير مختلف. وهو قول ابن عباس ، ذكره الثعلبي. وعن ابن عباس أيضا: غير مخلوق ، ذكره المهدوي وقاله السدي فيما ذكره الثعلبي. وقال عثمان بن عفان: غير متضاد. وقال مجاهد: غير ذي لبس. وقال بكر بن عبد الله المزني: غير ذي لحن. وقيل: غير ذي شك. قرأناً. قال السدي فيما ذكره الماوردي. قال:وقد أتاك يقين غير ذي عوج من الإله وقول غير مكذوب" لعلهم يتقون " الكفر والكذب. ﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا) يقول تعالى ذكره: لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل قرآنا عربيا( غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) يعني: ذي لبس.
منتديات ستارويت العرب
قرآنا عربيا حال من هذا، والاعتماد فيها على الصفة أعني عربيا، وإلا فقرآنا جامدا لا يصلح للحالية، وهو أيضا عين ذي الحال، فلا يظهر حاله فالحال في الحقيقة عربيا وقرآنا للتمهيد، ونظيره: جاء زيد رجلا صالحا، قيل: وذلك بمنزلة عربيا محققا. وجوز أن يكون منصوبا بمقدر تقديره: أعني، أو أخص، أو أمدح، ونحوه، وأن يكون مفعول يتذكرون وهو كما ترى، غير ذي عوج لا اختلال فيه بوجه من الوجوه، وهو أبلغ من مستقيم، لأن عوجا نكرة، وقعت في سياق النفي لما في غير من معناه، والاستقامة يجوز أن تكون من وجه دون وجه، ونفي مصاحبة العوج عنه يقتضي نفي اتصافه به بالطريق الأولى، فهو أبلغ من غير معوج، والعوج بالكسر يقال فيما يدرك بفكر وبصيرة، والعوج بالفتح يقال فيما يدرك بالحس، وعبر بالأول ليدل على أنه بلغ إلى حد لا يدرك العقل فيه عوجا فضلا عن الحس، وتمام الكلام مر في الكهف. وقيل: المراد بالعوج الشك واللبس، وروي ذلك عن مجاهد ، وأنشدوا قول الشاعر: [ ص: 262] وقد أتاك يقين غير ذي عوج من الإله وقول غير مكذوب
ولا استدلال به، على أن العوج بمعنى الشك، لأن عوج اليقين هو الشك لا محالة، والقول في وجه الاستدلال أن الشاعر فهم هذا المعنى من الآية، لأنه اقتباس، وإذا فهمه الفصيح مع صحة التجوز كان محملا تعسفا ظاهرا، لأنه لم يتبين أنه اقتبسه منها، ولو سلم يكون محتملا لما يحتمله العوج في النظم الذي لا عوج فيه، وقد يقال: مراد من قال: أي لا لبس فيه، ولا شك نفي بعض أنواع الاختلال، وعلى ذلك ما روي عن عثمان بن عفان من أنه قال: أي غير مضطرب ولا متناقض، وما قيل: أي غير ذي لحن.
قرأناً
وهكذا تأتي قِيَميَّتُه واستقامتُه التي تمثَّلت في نفي التناقض عن ألفاظه ومعانيها من جميع الوجوه؛ حيث إن التناقض من عيوب كلام البشر؛ إخبارًا مباشرًا من الله تعالى: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾ [الزمر: 28]، ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]؛ ليكون القرآن الكريم بهذه الاستقامة التامة كاملًا عدلًا وقسطًا وصدقًا في كل ما أخبر به؛ حيث لا مناص عندئذ من أن تطمئن له القلوب: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، وتزداد به إيمانًا وتصديقًا.
إعراب قوله تعالى: قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون الآية 28 سورة الزمر
الثانية: المؤكدة نحو: (وَلَّى مُدْبِراً) وقولك (هو الحق صادقا) لأن الصدق من لوازم الحق وصفاته. الثالثة: التي دل عاملها على تجدد صاحبها، نحو: (خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) وقولهم (خلق اللّه الزرافة يديها أطول من رجليها). 2- الثاني: انقسامها بحسب قصدها لذاتها، وللتوطئة بها، إلى قسمين: مقصودة وهو الغالب، وموطئة وهي الجامعة الموصوفة، نحو: (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) إنما ذكر بشرا توطئة لذكر سويا، وتقول: (جاءني زيد رجلا محسنا) وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (قُرْآناً عَرَبِيًّا) و(قرآنا) حال من كلمة (القرآن) في الآية السابقة وهي حال موطئة، فذكر (قرآنا) توطئة لذكر (عربيا). ورأينا في هذا المثل كيف أن الحال في المعنى هو الصفة التي جاءت بعد الحال الموطئة، فكلمة (عربيا) هي الحال من ناحية المعنى لا الإعراب. 3- الثالث: انقسامها بحسب الزمان إلى ثلاثة: مقارنة: وهو الغالب، كقوله تعالى: (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)، ومقدرة كقوله تعالى: (فَادْخُلُوها خالِدِينَ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ) أي مقدرا ذلك في المستقبل، ومحكية، وهي الماضية نحو: جاء زيد أمس راكبا.
قال: «نعم». فقال: إن الأمر إذن لشديد. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وقال ابن عمر رضي اللّه عنهما: ما عشنا برهة من الدهر، وكنا نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتابين، قلنا: كيف نختصم، وديننا واحد، وكتابنا واحد، حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف، فعرفت بأنها فينا نزلت. عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن النبي، صلى اللّه عليه وسلم قال: «أتدرون من المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار». رواه مسلم. الجزء الرّابع والعشرون:. إعراب الآية رقم (32): {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (32)}. الإعراب: الفاء استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره أظلم (ممّن) متعلّق بأظلم (على اللّه) متعلّق ب (كذب)، الواو عاطفة (بالصّدق) متعلّق ب (كذّب)، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (كذّب)، الهمزة للاستفهام التقريريّ (في جهنّم) متعلّق بمحذوف خبر ليس (مثوى) اسم ليس مؤخّر مرفوع (للكافرين) متعلّق بمثوى.