الرئيسية
صور إسلامية
من ثمرات محبة الله تعالى
06-ديسمبر-2018 06:30:28 م
التاريخ
النصائح والإرشادات
النوع
الوصف
من ثمرات محبة الله تعالى عن عامر بن عبد قيس رحمه الله تعالى، أنه كان يقول: أَحْببتُ الله عزّ وجلّ حبًّا سهّل عليّ كلّ مصيبة ورضاني في كل قضيّة فما أبالي مع حبّي إياه ما أصبحتُ عليه وما أمسيتُ (حلية الأولياء:٢/٨٩)
تعليقات
ثمرات محبة الله على
- النجاة من عذاب الله والفوز بجنته ورضاه:
إن أكبر فوز يحصل عليه العبدُ يوم القيامة وأكبر سعادة يهنأ بها، هو نجاتُه من عذاب الله وغضبه وعقابه، وفوزُه بجنته ورضاه ورحمته؛ قال الله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آلعمران: 185]، وكفى والله بهذا الفوز نصرًا، وبحصول العبد عليه نعمةً وشهادةً وجائزةً. وهذا الفوز العظيم إنما هو ثمرة من ثمرات محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولو لم يكن لهذه المحبة العظيمة سوى هذه الثمرة لكفت العبدَ المؤمن المحب سعادةً وفَرَحًا، ولكفت العاقل أيضًا حرصًا عليها وعملًا بمقتضاها وموجباتها، وحرصًا على التمسك بها والعضِّ عليها بالنواجذ، وعدم تعويضها بأي بَدَلٍ أو عوض مهما كان. كيف وإن ثمار هذه المحبة المباركة لا يزال يَنْعَمُ بها المحبون الصادقون ويرتعون فيها ويسعدون في دنياهم وأخراهم بسبب تحقيقهم لها، فهنيئًا لهم من فوزٍ عظيمٍ وسرورٍ دائم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ منْ كُنَّ فيه حُرِّمَ على النارِ وحَرُمَت عليه النار: إيمانٌ باللهِ، وحبُّ اللهِ، وأن يُلقى في النارِ فيُحْرَق أحبُّ إليه من أنْ يرجعَ في الكُفْرِ)) ( [5]).
ثمرات محبة الله العظمى السيد
- مرافقة المحبين من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة:
لا تقتصر ثمرات محبة العبد لربه ولرسوله على ما ذكرنا، بل إن من أعظمها وأحبها إلى قلب المحب الصادق فوزٌ يوم القيامة بمرافقة المحبين الصادقين وخير خلق الله أجمعين: الأنبياء والمرسلين وفي مقدمتهم حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والصديقين والشهداء والصالحين من سلف المؤمنين من أتباع الأنبياء، وفي مقدمتهم صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم. ولقد بشَّرَ اللهُ عز وجل في كتابه العزيز كما بَشَّر رسولُه الكريم صلى الله عليه وسلم بهذه المعية الطيبة والمرافقة الحبيبة للمحبين الصادقين المطيعين لله ورسوله؛ فقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} [النساء: 69-70]. وقد جاء في سبب نزول هذه الآية، أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه يومًا وقد تغيَّر لونُه، والحزن يُعَرَفُ في وجهِه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما غَيَّرَ لونَك؟!
ثمرات محبة الله عليه وسلم
4) جبر النَّقص الحاصل في الفرائض، فالنوافل تجبر ما يحصل في الفرائض من خَلَل. ويدلّ عليه: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسر، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شيءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ" [3]. 5) حياة القلب كما تقدّم، فالعبد إذا كان محافظاً على السُّنَّة كان لِمَا هو أهم منها أحفظ، فيصعب عليه أن يفرِّط بالواجبات أو يقصر فيها، وينال بذلك فضيلة أخرى، وهي: تعظيم شعائر الله - تعالى -، فيحيا قلبه بطاعة ربه، ومن تهاون بالسُّنَن عوقب بحرمان الفرائض. 6) البعد والعصمة من الوقوع في البدعة؛ لأنَّ العبد كلما كان متبعاً لِمَا جاء في السُّنَّة كان حريصاً ألَّا يتعبد بشـيء إلا وفي السُّنَّة له دليل يُتَّبع، وبهذا ينجو من طريق البدعة. وللحفاظ على السُّنَّة ثمرات كثيرة، قال ابن تيمية رحمه الله: "فكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فالله كافيه، وهاديه، وناصره، ورازقه" [4] ، وقال تلميذه ابن القيِّم رحمه الله: "فمن صحب الكتاب والسُّنة، وتغرَّب عن نفسه وعن الخلق، وهاجر بقلبه إلى الله فهو الصادق المصيب" [5].
ثمرات محبة الله الرقمية جامعة أم
5 - [المائدة: 54]
ثمرات محبة الله والذاكرات
فقال: يا رسول اللهِ، ما بي من مرضٍ ولا وجعٍ، غيرَ أني إن لم أرَك استوحشتُ وحشةً شديدةً حتى ألقاك، ثم ذكرتُ الآخرةَ فأخافُ أن لا أراكَ، لأنك تُرْفَعُ مع النبيين، وإني إنْ دخلتُ الجنةَ في منزلةٍ أدنى من منزلتِك، وإن لم أدخلْ الجنةَ لا أراكَ أبدًا))؛ فنزلت هذه الآية، وقال قتادة - رحمه الله -: (قال بعضُ أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم له: كيف يكون الحال في الجنةِ وأنتَ في الدرجاتِ العُلى ونحنُ أسفلَ منك، وكَيْفَ نراك؟! فأنزلَ اللهُ هذه الآية) ( [6]). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( (جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسول اللهِ، كيف تقول في رجلٍ أحب قومًا ولم يَلْحَق بهم؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: المرءُ مَعْ مَنْ أَحَبَّ))( [7]). الهوامش:
( [1]) حياة الصحابة، الكاندهلوي، (1/ 400). ( [2]) المحبة لله سبحانه، الجنيد، ص(84). ( [3]) مجموع فتاوى ابن تيمية، (10/205- 206)، والعبودية، له، ص(126). ( [4]) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب حب الرسول r من الإيمان، (15). ( [5]) رواه أحمد في مسنده، (3/114)، بسند جيد. ( [6]) تفسير ابن كثير، (1/522- 523)، وتفسير البغوي، (1/450).
و عنه أيضاً قال: قال رسول له صلى الله عليه و سلم: (( إذا أحب الله تعالى العبد ، نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض))
و قال تعالى: { و قالت اليهود و النصارى نحن أبناء الله و أحباؤه قل فلم يُعَذِّبكُم بذنوبكم}
قلت: في الآية إشارة إلى أن الله تعالى لا يعذب من يحب. و قال صلى الله عليه و سلم: (( المرء مع من أحب))
قال بعض السلف: ذهب المحبون بشرف الدنيا و الآخرة ، لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (( المرء مع من أحب)) فهم مع الله في الدنيا و الآخرة.