ت + ت - الحجم الطبيعي
تفرض البيئة سطوتها في اختيار نمط الحياة لساكنيها، فالبيت لا بد وأن يتلاءم مع المناخ العام لتلك الأجواء، ففي البيئة الصحراوية اتخذ الإنسان البدوي من بيت الشعر مسكناً يأويه ويقيه تقلبات المناخ.. ذلك البيت المصنوع بطريقة مبتكرة تمكّن ساكنيه من الانتقال بسهولة ويسر من مكان إلى آخر بسبب خفة الوزن التي يتمتع بها. ويمتاز بيت الشعر بمجموعة خصائص، منها القدرة على تدفئة السكان من البرد القارس في الشتاء، وحمايتهم صيفاً من أشعة الشمس الحارة، كما يضم في تكوينه مسميات عدة اشتهرت بين البدو في الماضي، وتستخدم في عملية البناء والتنظيف والغزل، مثل «المطرق» وهو عبارة عن عصا تستخدم لتنظيف الشعر المغزول أخشابها مستمدة من شجرة السدرة، و«التغزالة» وهي كذلك قطعة خشبية تساعد المرأة في عملية الغزل. بَيت الشّعر البدوي…دليلٌ لرفعتهِ، ومرافقه في حِلّهِ وترحالهِ – صحيفة روناهي. عناصر أساسية
الصوف وشعر الحيوانات، عناصر أساسية تدخل في تركيبة بيت الشعر المغزول بطريقة محكمة على يد النساء، ونتيجة هذا الغزل اليدوي واستخدام المواد الطبيعية، لا يمكن لمياه الأمطار أن تتسرب إلى الداخل في الشتاء، السبب يعود إلى انتفاخ خيوط الشعر عندما تسقط عليها قطرات المطر، لتضيق الخناق على الفتحات الصغيرة وتمنع بهذه الخاصية تسرب المياه إلى الداخل، لكنها في المقابل تسمح بخروج الدخان المتصاعد من نار التدفئة المشتعلة في الداخل، في حين تبقى الخيوط منكمشة في الصيف نتيجة تأثرها بالمناخ الحار، مما يجعل الثغرات بين الخيوط تبدو متسعة كي تسمح للهواء بالمرور إلى الداخل.
- بَيت الشّعر البدوي…دليلٌ لرفعتهِ، ومرافقه في حِلّهِ وترحالهِ – صحيفة روناهي
بَيت الشّعر البدوي…دليلٌ لرفعتهِ، ومرافقه في حِلّهِ وترحالهِ – صحيفة روناهي
أرفقوا مع الرسم العوامل التي أخذت
بالحسبان في اختيار موقع المضرب، البناء ووظائف كل واحدة من هذه الخيام. ومن يرغب منكم بإمكانه أن يبني مجسمًا
مصغّرًا للمضرب. فعالية رقم 2
قارنوا بين القرية المعترف بها التي
تسكنونها وبين المضرب، من حيث وظيفة كل بناية في قريتكم مقارنة مع ما يوازيها
بالمضرب. هل يقوم المضرب والقرية بتأدية نفس الاحتياجات؟
بالنجاح!
يعيش البدو في الصحراء السورية منذ آلاف السنين، وقد تأقلموا مع شح الموارد الطبيعية في صحراء وأصبحوا يستخدمون كل ما أتيح
لهم من هذه موارد بشكل فعّال. فقد إستخدموا وبر الماعز لصنع خيام كبيرة وفرت لهم الحماية من حرارة الشمس الحادة في الصيف وبرد الشتاء القارس. وقد إنتشرت اليوم صناعة هذه الخيام في مدينة دمشق حيث تنتج بواسطة آلات الغزل والنسيج الحديثة لتستخدم في القطاع السياحي ولتصدر إلى البلدان العربية المختلفة. ولكن لاتزال هنالك بعض من الورش في مدينة دمشق القديمة التي تستخدم النول اليدوي التقليدي لتصنيع هذه الخيام.