قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً، وسؤال
الملكين فيجب اعتقاد ذلك والإيمان به، ولا
نتكلم عن كيفيته ، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته؛ لكونه لا عهد
له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول، ولكن قد يأتي
بما تحار فيه العقول". أ. هـ... وأما يقي الإنسان من عذاب القبر:
فالعمل الصالح عموماً، ومن أهمه التعوذ بالله منه، فقد ثبت في أحاديث
يصعب حصرها أن النبي كان يتعوذ منه وأرشد الأمة إليه؛ فمن ذلك قوله
صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من عذاب
القبر "، قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر... الحديث (رواه
مسلم). هل يشعر الميت بالدود - إسألنا. وروى مسلم، وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: " إذا فرغ أحدكم من التشهد
الأخير فليقل: أعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن
فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ". وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان
يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من
عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا
والممات " (رواه مسلم وغيره).
- هل يشعر الميت بالدود - إسألنا
هل يشعر الميت بالدود - إسألنا
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت عليّ عجوز من عجائز
يهود المدينة، فقالت: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، قالت: فكذبتها
ولم أنعم أن أصدقها، قالت: فخرجت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقلت: يا رسول الله، عجوز من عجائز أهل المدينة دخلت عليّ فزعمت
أن أهل القبور يعذبون في قبورهم! فقال: " صدقت، إنهم يعذبون عذاباً يسمعه البهائم
كلها "، فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر... ومن تلك المنجيات أيضاً: قراءة سورة الملك كل ليلة؛ فعن أبي هريرة
رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى
غفر له: { تبارك الذي بيده
الملك} " (رواه أبو داود بإسناد صحيح)... ومن المنجيات أيضاً: الشهادة في سبيل الله؛ فعن راشد بن سعد عن رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال: يا رسول الله: ما
بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟! قال صلى الله عليه وسلم:
" كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة "
(رواه النسائي)، والله أعلم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نقلاً عن موقع الآلوكة. 4
2
43, 436
هل يأكل الدود جسد حافظ القرآن؟ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ، خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ)[٥]، فتبين من هذا الحديث الشريف أنَّ الأرض تأكل كلّ بني آدم، ولا يبقى منهم شيء إلا العظم الصغير الموجود في أسفل الظهر أو ما يعرف بعجب الذنب، ولم يذكر في القرآن الكريم ولا في السنِّة النبويَّة أنَّ هناك استثناءاتٍ لأحد من البشر إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فقد حرَّم الله عز وجل على الأرض أن تأكل أجسامهم، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ)[٦]. بالرغم من هذا فقد يمنع الله عز وجل أجساد بعض عباده الصالحين وأوليائه المقربين مثل الشهداء وحفظت كتاب الله من أن تأكل الأرض أجسادهم، كرامةً منه سبحانه وتعالى لصلاح حالهم وقربهم منه سبحانه، وهذا ليس إلزامي لكل عبد صالح وولي قريب، لأنَّه كما هو ثابت في الأحاديث النبويَّة أنَّ الأرض تأكل أجساد جميع بني آدم، لكن الذي ينبغي للمسلم أن يسعى ويجتهد في العبادة وفي ابتغاء مرضاة الله، حتى إذا دخل قبره وجد نعيمًا كبيرًا، ولا يهمُّه بقاء جسده أو فناءه، ثم بعدها ينتقل إلى نعيم الجنَّة الأكبر[٧].