وفي حديث عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده طوبى للغرباء ، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال: ناس صالحون قليل في ناس كثير ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم. وقال أحمد: حدثنا الهيثم بن جميل ، حدثنا محمد بن مسلم ، حدثنا عثمان بن عبد الله ، عن سليمان بن هرمز ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: إن أحب شيء إلى الله الغرباء ، قيل: ومن الغرباء ؟ قال: الفرارون بدينهم ، يجتمعون إلى عيسى ابن مريم عليه السلام يوم القيامة. بدأ الاسلام غريبا وسيعود. وفي حديث آخر: بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء قيل: ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال: الذين يحيون سنتي ويعلمونها الناس. وقال نافع ، عن مالك: دخل عمر بن الخطاب المسجد ، فوجد معاذ بن جبل جالسا إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي ، فقال له عمر: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن ؟ هلك أخوك ؟ قال: لا ، ولكن حديثا حدثنيه حبيبي صلى الله عليه وسلم وأنا في هذا المسجد ، فقال: ما هو ؟ قال: إن الله يحب الأخفياء الأحفياء الأتقياء الأبرياء الذين إذا غابوا لم [ ص: 186] يفتقدوا ، وإذا حضروا لم يعرفوا ، قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل فتنة عمياء مظلمة.
قراءة في حديث الرسول ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) - Freethinker مفكر حرFreethinker مفكر حر
وهذا ما يؤكده قول
الإمام الصادق (ع): (الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء. فقلت: إشرح لي هذا أصلحك الله؟ فقال: مما يستأنف الداعي منا دعاء جديداً، كما دعا رسول الله (ص)). يستأنف، أي يبدأ من جديد، وكما واجه رسول الله (ص) أناساً يعكفون على أصنام لهم سيواجه القائم أناساً هذه يقلدون أصناماً بشرية تتأول عليه القرآن، وكما حدث مع رسول الله (ص) سيتعرض القائم لسخرية الناس وتكذيبهم، وسيتبعه منهم نفر قليل ينعتهم الناس بالقول: ما نراك اتبعك إلا أراذلنا. وبكلمة واحدة ستعاد دعوة الرسول الأكرم (ص) بكل تفاصيلها، وستكون نتيجة الدعوة خروج الكثير ممن ينتحلون الإسلام زوراً، ومثلهم الكثير ممن يدعون التشيع. عن أبي عبدالله (ع)، إنه قال: (مع القائم (ع) من العرب شئ يسير. فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير. قال: لابد للناس من أن يُميّزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير) (غيبة النعماني212). معنى قوله عليه الصلاة والسلام: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً». (( خبرني عن قول أمير المؤمنين ( عليه السلام): إن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود كما بدأ ، فطوبى للغرباء ؟ فقال: يا أبا محمد ، إذا قام القائم ( عليه السلام) استأنف دعاء جديدا كما دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله).
حديث (إنَّ الإسلامَ بدأَ غريبًا وسيعودُ غريبًا كمَا بدأَ فطوبَى للغرباءِ) | موقع سحنون
وسيعود الإسلام غريباً كما بدأ -كما هو حال زماننا هذا لقلة المتمسكين به-. وهذه الغربة تزداد شيئاً فشيئاً؛ بسبب دخول فتنة الشبهات والشهوات على الناس. أما فتنة الشبهات فقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة (انظر رواياته في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 204،205). وأما فتنة الشهوات فقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك حيث قال: « والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم » ( رواه البخاري في صحيحه). أما فتنة الشبهات فينجى منها الطائفة المنصورة المذكورة في الحديث « لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك » ( رواه البخاري في صحيحه) وهم الغرباء في آخر الزمان. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وقد تكون الغربة في بعض شرائعه، وقد يكون ذلك في بعض الأمكنة. بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا. ففي كثير من الأمكنة يخفى عليهم من شرائعه ما يصير به غريباً بينهم لا يعرفه منهم إلا الواحد بعد الواحد. ومع هذا فطوبى لمن تمسك بالشريعة كما أمر الله ورسوله".
معنى قوله عليه الصلاة والسلام: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً»
ومعنى هذا أنه لن يأكل من ثمر هذا الغرس ولا أحد من بعده ما دامت الساعة قد قامت، أو توشك أن تقوم. فإذا كان هذا مطلوبًا في أمر الدنيا، فأمر الدين أعظم وأجل، ولا بد من العمل من أجله إلى آخر رمق في هذه الحياة. أما معنى كلمة "غريبًا" فالمتبادر أنها من "الغربة" لا من "الغرابة" بدليل آخر الحديث "فطوبى للغرباء" فالغرباء هنا جمع "غريب" والمراد به المتصف بالغربة لا الغرابة. غربة الإسلام - عبد الله بن جار الله الجار الله - طريق الإسلام. وإنما كانت غربتهم من غربة الإسلام الذي يؤمنون به ويدعون إليه، وهذا هو المعنى المفهوم من كلمة "غريب" في أكثر من حديث مثل "كن في الدنيا كأنك غريب" رواه البخاري. كما جاءت جملة أحاديث وروايات فيها زيادات في هذا الحديث، في وصف "الغرباء" مما يؤكد أن المقصود هو الغربة لا الغرابة. هذا إلى أن الواقع اليوم وفي عصور خلت، يدل على غربة الإسلام في دياره ذاتها، وبين أهله أنفسهم. ولكن هل هذه الغربة عامة وشاملة ودائمة أو غربة جزئية ومؤقتة؟ فقد تكون في بلد دون آخر، وفي زمن دون آخر، وبين قوم دون غيرهم، كما ذكر ذلك المحقق ابن القيم رضي الله عنه. والذي أراه أن الحديث يتحدث عن "دورات" أو "موجات" تأتي وتذهب وأن الإسلام يعرض له ما يعرض لكل الدعوات والرسالات من القوة والضعف، والامتداد والانكماش، والازدهار والذبول، وفق سنن الله التي لا تتبدل.
غربة الإسلام - عبد الله بن جار الله الجار الله - طريق الإسلام
العلوم الشرعية الحديث وعلومه صحة الحديث
بدأ الإِسلام غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون في الناس بعد فسادهم هل هذا الحديث صحيح أم ضعيف؟
أصل الحديث في [صحيح مسلم]، فقد أخرجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « بدأ الإِسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء » [1]. وأما زيادة (قيل: ومن الغرباء؟... قراءة في حديث الرسول ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) - Freethinker مفكر حرFreethinker مفكر حر. إلخ)، فقد أخرجها الإِمام أحمد في [المسند]؛ فروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الإِسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء قيل: ومن الغرباء؟ قال: النزَّاع من القبائل » [2] 1 398، وأخرج أيضًا عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده: « طوبى للغرباء، فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: أناس صالحون في أناس سوءٍ كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم » [3] الحديث 2 177. وأخرج أيضًا عن عبد الرحمن بن سنة (بالنون المفردة) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « بدأ الإِسلام غريبًا، ثم يعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء قيل: يا رسول الله، من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس... » [4] الحديث، وبهذا يعلم أن الحديث صحيح.
لا يكتفي فيه بالدفاع المتراخي الذي لا يصمد أمام الأسلحة المُدمرة بحدَّيْها المادي والأدبي. ومهما يكن من شيء فإن النصر سيكون للحق في النهاية؛ لأن الله هو الحق، ولأن الإسلام دين الحق، والنصر إن لم يكن عاجلاً في الدنيا ـ كما ندعو إليه ـ فسيكون آجلاً في الآخرة كما نثق به؛ لأن ذلك مُقتضى عدل الله سبحانه والإيمان بصدق وعده حيث قال: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم: 47) وقال: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُه إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزَيْزٌ) ( الحج: 40) وقد تحقق النصر في العصور الأولى؛ لأن المسلمين نصروا دين الله بالتمسك به تمسكًا صحيحًا شاملاً خالصًا، وقرار الله باقٍ وصادق إن حقق المسلمون اليوم نصر الدين تحقق نصر الله لهم (إِنَّ اللهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ). إن العدو متربص يخشى عودة الإسلام مرة أخرى دولة قوية، فهو يحاربه في كل مكان وبكل سلاح، فلنتسلح بكل سلاح تنفس عنه الابتكار والتطور، دون جمود على الأساليب القديمة التي كانت تناسب عصرها، فلكل مقام مقال، ولكل ميدان سلاح، وذلك كلُّه في ظل الإيمان بالله القوي الذي لا يُغْلَب (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ) (آل عمران: 126) (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 249).
ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي صلى الله عليه وسلم: التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس، وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم، وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس، وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة، بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالاتباع لما جاء به وحده، وهؤلاء على الجمر حقاً، وأكثر الناس بل كلهم لائم لهم، فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم" [مدارج السالكين 3/ 195- 198]. مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)