وكان محمد بن نايف يعتقد حينها أنه يتمتع بما يكفي من المساندة داخل ما يسمى مجلس الوزراء لكي يحصل على دعم في إحداث تغيير في نظام الحكم. كوشنر وراء اعتقال محمد بن نايف
لو أنه نجح في مسعاه لتمكن من الإطاحة بالملك سلمان وبمحمد بن سلمان (الذي كان حينها نائباً لولي العهد) ولكان محمد بن نايف قد حل محلهما. وحسب بعض المصادر الخاصة فإن كوشنر وحلفاءه في البيت الأبيض هم الذين وشوا لمحمد بن سلمان وأطلعوه على خطط ابن نايف، فتم التدخل على عجل لإحباط المخطط. (مسبقاً نفى متحدث باسم كوشنر أن يكون هو الذي باح بالمعلومات الاستخباراتية إلى السعوديين). ولكن وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة، فقد كان ذلك التدخل في شؤون العائلة الملكية السعودية هو الذي أسخط المسؤولين في المخابرات الأمريكية، وجعلهم يحظرون على كوشنر الحصول على تصريح أمني يتيح له الاطلاع على الأسرار العليا. لا يوجد أي أخبار عن محمد بن نايف منذ إلقاء القبض عليه في آذار/ مارس 2020، عندما سجن في مكان ما داخل السعودية. وما يرد من حين لآخر من تقارير حول وضعه الصحي لا يبشر بخير، في أقل تقدير. وطبقاً لما يقوله بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية والزميل المخضرم في بروكنغز المتخصص في شؤون المخابرات وفي سياسة الشرق الأوسط والذي كان يعرف محمد بن نايف، من الوارد جداً أن يكون كوشنر قد حصل على المبلغ مكافأة له على دوره في إزاحة محمد بن نايف من الطريق.
توقعات علماء الفلك للملك سلمان 2022 - شبكة الصحراء
صورة سيلفي الملك سلمان وابنه الامير سعود.
سر لقاء المديفر ومحمد بن سلمان التلفزيوني
(وكان ستريك قد قدم كشفاً بالمعلومات امتثالاً لأحكام قانون فارا – قانون تسجيل حقوق الأجانب). كان ذلك فقط بعد أسابيع قليلة من قيام محمد بن سلمان – والذي كان حينها مجرد نائب لولي العهد – بزيارة إلى البيت الأبيض في مارس، حيث التقى كما ورد حينها مع ترامب، ثم بشكل منفصل مع كوشنر. وكان ذلك قبل أسابيع فقط من إقدام الملك سلمان على تجريد محمد بن نايف من منصب ولي العهد ومنحه بدلاً من ذلك لابنه محمد بن سلمان. الاستخبارات الأمريكية تخلت عن محمد بن نايف في اللحظات الأخيرة
ولكن ما لم ينشر آنذاك أنه خلال تلك الفترة من الزمن أبلغ محمد بن نايف بعض الناس أنه يعتقد بأن كوشنر ومحمد بن سلمان شكلا تحالفاً من نوع ما يهدف إلى التخلص منه. ويقال بأن محمد بن نايف شعر بالحاجة لأن يستبق الحدث، وأنه كان يريد التأكد من أنه مازال يحظى بدعم الحكومة الأمريكية على أعلى المستويات فيما لو أقدم على انقلاب لانتزاع الحكم من الملك سلمان، الذي كان يعتقد بأنه فاقد للأهلية من الناحية العقلية، ومحمد بن سلمان، الذي كان يعتقد بأنه شخص بالغ الخطورة. وطبقاً لشخص مطلع على تفكير محمد بن نايف "كان في الأساس يريد من الولايات المتحدة أن تقول للسعوديين إنهم فيما لو عبثوا معه فإنهم بذلك يعبثون بجميع الاتفاقيات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية. "
وهذا الرأي كذلك كان يتردد من قبل ثلاثة مصادر أخرى داخل قطاع المخابرات تتمتع بخبرة جيدة في شؤون المنطقة وتعاملت هي ذاتها مع كوشنر. محمد بن نايف بطل قومي في نظر الأمريكيين
يقول ريدل: "على الرغم من أنه يقبع في السجن منذ ثلاث سنين إلا أن محمد بن نايف يبقى الخليفة المحتمل فيما لو أزيح محمد بن سلمان من الطريق. فهو بطل قومي حقيقي، إذ خاطر بحياته أكثر من مرة في الحرب ضد القاعدة، وحقق إنجازات. وأظن أنه كان يعارض الحرب في اليمن. وبالطبع تعتبر حرب اليمن بصمة السياسة الخارجية لمحمد بن سلمان. لطالما تساءلت لماذا كانت الوكالة مترددة في منح جاريد تصريحاً أمنياً يمكنه من الاطلاع على الأسرار العليا. كان السبب هو الخشية من أن يسرب المعلومات الاستخباراتية {حول محمد بن نايف} إلى السعوديين. " ما هو معروف حالياً من السجلات والتقارير المتاحة للعموم أن وزارة الداخلية السعودية (التي كان يحمل حقيبتها محمد بن نايف) قامت في أيار/ مايو من عام 2017 بتكليف شركة في واشنطن يملكها روبرت ستريك، لتعمل مقابل رسم قدره 5. 4 ملايين دولار لصالح محمد بن نايف وتقدم "خدمات استشارية واسعة بما في ذلك العلاقات العامة والتواصل مع الإعلام والاستشارات الخاصة بالشؤون العامة والتسويق والتواصل داخل الولايات المتحدة".