11-البحث عن الفقراء الأخفياء والأتقياء، أصحاب العيال الصالحين المستورين المتعففين، فهم أولى الناس بالصدقة. قال تعالى:{ للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا} البقرة 273. وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي" رواه أحمد والنسائي وأبو داود. اداب اخراج الزكاه. 12-الإنفاق على الفقراء بوجه طلق مستبشر، وبنفس راضية متواضعة، وتجنب رؤية النفس أن لها فضلا على أحد، بل إن الفضل للفقير إن قبل منك صدقتك فقد خلصك من رذيلة الشح، وأخذ منك ما هو طهرة لك وقربة عند الله سبحانه وتعالى. 13-اغتنام الأوقات المباركة، والمناسبات والأعياد والجمعات لإدخال السرور على قلوب الفقراء، فما عبد الله سبحانه بأحب من جبر الخواطر وقضاء الحوائج. عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أيما مسلم كسا مسلما على عري كساه الله من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقى مسلما على ظمأ سقاه الله عز وجل من الرحيق المختوم" رواه أبو داود.
- ص119 - كتاب موسوعة الفقه الإسلامي التويجري - آداب اللباس والزينة - المكتبة الشاملة
- الصومُ عن الكلام | القدس العربي
ص119 - كتاب موسوعة الفقه الإسلامي التويجري - آداب اللباس والزينة - المكتبة الشاملة
الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد اقترنت بإقامة الصلاة في أكثر مواضعها التي ذكرت في القرآن الكريم. قال تعالى:{ إن الذين آمنوا وعلموا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. سورة البقرة 277. ولئن كانت الصلاة هي العبادة الروحية التي تقام بأركان الجسد، فإن الزكاة عبادة روحية أيضا ولكنها تؤدى من حرّ الأموال. ص119 - كتاب موسوعة الفقه الإسلامي التويجري - آداب اللباس والزينة - المكتبة الشاملة. وقد بيّن الفقهاء شرووطها ونصابها وتوزيعها بما يكفل كفاية الفقراء من أموال الأغنياء فيما لو قام الأغنياء بأدائها كاملة غير منقوصة. ولئن حث الإسلام أتباعه على إقامة أركان الإسلام ومنها أداء الزكاة، فإنما يحثهم على العمل الشريف، والسعي الحلال الذي يجمعون منه الأموال ليتمكنوا من القيام بهذا الركن على أفضل الوجوه.. وبمعنى آخر فإن الإسلام يحث أتباعه على محاربة الفقر، والسعي نحو الغنى، ولكنه الغنى المصحوب بالإنفاق والعطاء والسخاء... وقد أمر الإسلام بالصدقة فضلا عن الزكاة، وحفز الهمم للإنفاق في وجوه البر والخير، وجعل الأسلوب في ذلك بعث كوامن النفس لتخلص من البخل، بمخاطبة الغني أنه إنما يقرض ربه من ماله، والله أغنى الأغنياء، وأكرم الأكرمين، فكيف سيرد له دينه، ويوفيه أجره.
قال تعالى:{ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} البقرة 262. قال تعالى:{ قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم} البقرة 263. قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى} البقرة 264. وقد ورد في الحديث:" لا يدخل الجنة خب ولا بخيل ولا منان" الترمذي عن أبي بكر. 10-تقديم الأقرباء والأرحام في الصدقة والإنفاق وإن كانوا بحاجة إليهما فالأقربون أولى بالمعروف. قال تعالى:{ وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله. إن الله بكل شيء عليم} الأنفال 75. عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح". رواه الطبراني والحاكم. والكاشح: هو الذي يضمر العداوة لقريبه الغني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي القربى اثنتان، صلة، وصدقة" رواه أحمد والنسائي والترمذي. قال السيوطي:" صدقة بعشرة على الفقير القوي وصدقة بسبعين على الأعمى والعاجز وصدقة بألف على الأرحام، وصدقة بمائة ألف على الوالدين، وصدقة بألف ألف على العلم والعالم".
الصوم عن الكلام.. فضيلة غائبة
2017/05/29
الساعة 09:58 صباحاً
أحمد عبدالظاهر
الصيام فريضة عرفتها الأمم السابقة، ولكن بكيفيات مغايرة. وللتدليل على ذلك، يكفى أن نشير إلى قول الله عز وجل فى سورة البقرة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. الصومُ عن الكلام | القدس العربي. فهذه الآية القرآنية تدل بجلاء على أن الأمم السابقة على ظهور الإسلام قد عرفت الصيام، بمعنى الامتناع عن أمر معين مباح فى الأصل. ومن أشكال الصيام التى عرفتها الأمم السابقة، نذكر الصوم عن الكلام. ويمكن الاستدلال على هذه الصورة للصيام من القرآن الكريم، حيث يقول الله عز وجل مخاطباً زكريا عليه السلام: ﴿قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِياً﴾. وفى سورة آل عمران، يقول الله عز وجل ﴿قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً، وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾. ويقول الله عز وجل فى سورة مريم: ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِى إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِياً﴾.
الصومُ عن الكلام | القدس العربي
وإذا كان الصيام فى الشرع الإسلامى هو إمساك وامتناع إرادى عن الطعام والشراب والشهوة الجنسية، فإن هذه العبادة لا تخلو من معنى الصوم عن الكلام. والدليل على ذلك أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه». والزور هو الميل، وقول الزور هو كل قول مائل عن الحق، فالكذب زور، والشهادة بالباطل زور، وادعاء الإنسان ما ليس له نوع من الزور. وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: «ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد، أو جهل عليك، فقل: إنى صائم، إنى صائم». وروى عن أبى هريرة أيضاً أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر». وهكذا، فإن الصيام فى الشرع الإسلامى ليس ترك الطعام والشراب فحسب، ولكن الصيام، كما أراده الله عز وجل، هو ترك الطعام والشراب، توصلاً إلى ترك المعاصى والمنكرات؛ فهذا الذى يدع طعامه وشرابه، وهما قد أُحلا له، فلأن يدع المعصية من باب أولى. لذلك، فإن الإمام الغزالى «فى إحياء علوم الدين» يصنف الصيام على ثلاث مراتب؛ المرتبة الأولى، صيام العامة، هؤلاء الذين يقيمون على ما كانوا عليه قبل رمضان، من تجاوزات ومعاصٍ، ويأتى رمضان، ويدعون الطعام والشراب أثناء النهار، وينصرفون إلى شهواتهم وملذاتهم بعد الإفطار وكأن شيئاً لم يكن، هؤلاء العامة صيامهم جوع وعطش.
قال النووي رحمه الله:
في هذا الحديث حث على حفظ اللسان فينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق، فإن ظهرت فيه مصلحة تكلم، وإلا أمسك عنه؛ لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء. اهـ. لذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كما عند الترمذي: "وأعوذ بك من شر لساني". صححه الألباني في صحيح الترمذي: 2775). وكان الحسن يقول: "ما عقل دينه مَن لم يحفظ لسانه". أحبتي في الله...
المسلم الحق هو الذي يسلم المسلمون من لسانه. فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري أيضاً من حديث عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما -: "المسلمُ مَن سلمَ المسلمونَ من لسانهِ ويدهِ، والمهاجر من هَجَرَ ما نهي اللهُ عنه"
• بل حفظ اللسان علامة من علامات الإيمان:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه -:
"مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه". بُشرى:
من حفظ لسانه وفرجه ضمن له النبي - صلى الله عليه وسلم - الجنة.