قبيل الرحيل
الظفرُ بالمحبوب واللقاءُ به هو غايةُ المنى، وكلما طال اللقاءُ زادت الأشواق إليه، واستبدَّ الوَلَهُ بصاحبه، وليل المحبين هو أشرف أزمانهم؛ ففيه تطيب المنادمة والمسامرة، ولا يعكر صفْوَ هذا المتعة إلا خوفُ الفِراق، وقديمًا قال الأول:
وَما في الأَرضِ أَشقى مِن مُحِبٍّ
وَإِن وَجَدَ الهَوى حُلْوَ المَذاقِ
تَراهُ باكِيًا في كُلِّ وَقتٍ
مَخافَةَ فُرقَةٍ أَوْ لاشتِياقِ
فَيَبكي إِن نَأى شَوقًا إِلَيهِم
وَيَبكي إِن دَنَوا خَوفَ الفِراقِ
فَتَسخنُ عَينُهُ عِندَ التَّنائي
وَتَسخنُ عَينُهُ عِندَ التَّلاقي
هذا في محبوب الدنيا فكيف بمحبوب يصل القلوب بسرِّ سعادتها في الدنيا والآخرة؟! كيف بمحبوب جاء يحمل إلينا الرحمة والبركات والعفو والمسرَّات والطمع في الجنة؟! كيف بمحبوب سلب قلوب الأتقياء والأصفياء فاستبشروا به وبشروا؟!
مرحباً بالضيف
كيف بمحبوب جاء يحمل إلينا الرحمة والبركات والعفو والمسرَّات والطمع في الجنة؟! كيف بمحبوب سلب قلوب الأتقياء والأصفياء فاستبشروا به وبشروا؟!
﴿ وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾ [مريم: ٤] - ماهر المعيقلي - YouTube
كف الأذى من حقوق الطريق كفّ الأذى، وعدم التعرّض للناس وإيذائهم في أعراضهم وأبدانهم، قال النبي صل الله عليه وسلم: (المسلمُ من سلِم المسلمون من لسانِه ويدِه) [صحيح البخاري]. رد السلام يعتبر إفشاء السلام واجب، وحق من حقوق الطريق، فالسلام يزيد المحبة، ويزرع الألفة، ويزيل الأحقاد، ويجلب رضا الله سبحانه وتعالى، وهو حقّ من حقوق المسلم على أخيه المسلم، قال رسول الله: (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ) [رواه مسلم]. حقوق أخرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له شأن عظيم في رفعة المجتمع، ونجاته من الهلاك والفساد، ففيه الحدّ من الرذيلة وترك المحرمات. ما هو حق الطريق - موضوع. إماطة الأذى عن الطريق: إنّ من الآداب المستحبة إزالة الأذى عن الطريق، الذي يعتبر من الإيمان بالله، وهو من الصدقات التي تكون سبباً في دخول الجنة. أثر احترام أهل الطريق في المجتمع نشر الأمن والطمأنينة بين أفراد المجتمع.
أعطوا الطريق حقه - طريق الإسلام
ذات صلة ما هو حق الطريق موضوع تعبير عن حق الطريق
حقّ الطريق
لخّص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حقّ الطريق في حديثٍ شريفٍ ذكره، فعدّد فيه الآداب التي يجب أن يتحلّى بها من جلس في الطرقات، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (فإذا أبيتم إلّا المجالسَ، فأعطوا الطريقَ حقَّها، قالوا: وما حقُّ الطريقِ؟ قال: غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى، وردُّ السلامِ، وأمرٌ بالمعروفِ، ونهيٌ عن المنكرِ) ، [١] وفي ما يأتي بيانٌ لحقوق الطريق التي أرشد إليها النبيّ عليه السّلام: [٢] [٣]
غضّ البصر ، وهو أمرٌ إلهيّ في القرآن الكريم كذلك. كفّ الأذى وإزالته عن طريق المسلمين. ردّ السلام على من يسلّم. الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ فإنّ أمّة الإسلام ما نالت الخيريّة إلّا بأمرها بالمعروف كما أورد القرطبيّ. أعطوا الطريق حقه - طريق الإسلام. حقوقٌ أخرى للطريق
من الحقوق الأخرى للطريق غير الواردة في الحديث الشريف السابق ما يأتي: [٢]
تقديم المعونة للناس في الطرقات، فمن أعان رجلاً فحمله في مركبته وأوصله، أو رفع متاعه معه، كان ذلك من أداء حقوق الطريق. هداية السائل ودلالته على الطريق؛ فذلك من حقّ الطريق. قيادة السيّارة بوقارٍ وهدوءٍ، فلا يتهوّر فيؤذي الناس، ولا يعوّق بها مرور الناس، ولا يُروّع أحداً أو يكون سبباً في وفاته جرّاء سوء قيادته واستهتاره في الطريق.
حقوق الطريق
الخطبة الثانية
أيها الإخوةُ في الله:
إننا في حاجة ماسَّة إلى مراجعة آداب الطريق وحقوقه، إنّنا و الله في حاجة إلى أن نصونَ طُرُقنا ونرتقي بها وفق ما يتناسبُ مع إسلامنا وإيماننا وشريعتنا التي جاءت لتتمَّ مكارم الأخلاق..! دعوةٌ صادقة إلى مراجعة هذا الموضُوع في الواقع والممارسة:
علينا أن نراجعَ جُلوسنا في الطرقات أمام بيوت الناس نراقبُ الطالعَ والنازل..! علينا أن نضبطَ إطلاق الصبيان خارجَ البيت حفاظًا على الجار والطريق..! علينا أن نبادرَ بإصلاح ما أمكنَ من الحُفر في الطريق بأنفسنا و بالتنسيق مع المسؤولين..! علينا أن نتعلَّمَ كيف نتوحَّدُ بطريقة حضارية للمطالبة بحقوقنا وإيصال أصواتنا إلى المسؤولين..! حقوق الطريق. علينا أن نراجعَ أنفسنا في الأوساخ التي تُرمى في الشارع.. علينا أن نترُكَ الرصيف للنساء والناس ونترُكَ الطريقَ للسيارات.. ومع ذلك: علينا أن نعيدَ قراءةَ قانون المُرور في اليوم عشرَ مرَّات، لنتعلَّمَ كيف نتوقَّفُ ومتى و أين! ، كيف نتجاوزُ ومتى وأين! ، كيفَ نقودُ هذه الوسيلةَ وفق ما يتناسبُ مع إسلامنا وإيماننا وشريعتنا و أخلاقنا،وإلاَّ فالسيرُ على القدمين أرفقُ و أسلم..! نسأل الله التوفيق إلى ما يحب و يرضى، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
ما هو حق الطريق - موضوع
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً يا عليم يا حكيم. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. التحذير من تتبع العورات في الطرق والأسواق
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. عباد الله! إن من الناس من يتخذون من الطرق وأماكن البيع والمحلات مقاعد ليتتبعوا العورات، وينظروا إلى ما يحرم عليهم من نساء المسلمين، وقد يحاولون التعرض لهن، وهذا كله محرم ولا يجوز، فليتق الله أولئك، وليتوقعوا عقوبة الله عز وجل عليهم، إنهم يتناولون السابلة غمزاً بالأبصار، وطعناً باللسان، هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ [القلم:11-14]. إنه لا يحل لهؤلاء أن يجعلوا أماكنهم وأماكن بيعهم أوكاراً تمتد منها النظرات المحرمة، وطريقاً إلى الرذيلة، وقد جاء في صفة قوم لوط في قوله تعالى: وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ [العنكبوت:29].
ففي مسند أحمد وغيره (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلاَّ قَالَ « لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ ». والناس شركاء في طرقهم التي يسيرون فيها، فكان لهذه الطرق حقوق تحفظ على الناس أخلاقهم، وتديم الألفة والمودة بينهم، وهذه الحقوق جاء ذكرها في الحديث المتقدم «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ» متفق عليه. فهذا الحديث أصل عظيم في أن للطرق حقوقا ولو لم يملكها أحد، وكانت مشاعا بين الناس.