كما أن اليوم الذي انتصر فيه الروم صادف اليوم الذي انتصر فيه المسلمون في بدر. وقوله تعالى { يَنصُرُ مَن يَشَآءُ... } [الروم: 5] الفرس أو الروم، ما دام أن له الأمر من قبل ومن بعد { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} [الروم: 5] الحق سبحانه وصف نفسه بهاتين الصفتين: العزيز الرحيم، مع أن العزيز هو الذي يغلب ولا يٌغْلب، فقاهريته سبحانه عالية في هذه الصفة - ومع ذلك أتبعها بصفة الرحمة ليُحِدث في نفس المؤمن هذا التوازن بين صفتي القهر والغلبة وبين صفة الرحمة. كما أننا نفهم من صفة العزة هنا أنه لا يحدث شيء إلا بمراده تعالى، فحين ينتصر طرف وينهزم طرف آخر حتى لو انتصر الباطل لا يتم ذلك إلا لمراده تعالى؛ لأن الله تعالى لا يُبقي الباطل ولا يُعلي الكفر إلا ليظهر الحق، فحين يُعَضُّ الناس بالباطل، ويشقَوْن بالكفر يفزعون إلى الإيمان ويتمسكون به. واقرأ قوله تعالى: { وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا... شرح حديث الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُونَ شُعْبَةً: فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إله إلا الله. } [التوبة: 40] ولم يقل: وجعل كلمة الله هي العليا؛ لأنها ليستْ جَعْلاً لأن الجَعْل تحويل شيء إلى شيء، أما كلمة الله فهي العليا بداية ودائماً، وإنْ علت كلمة الباطل إلى حين.
- شرح حديث الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُونَ شُعْبَةً: فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إله إلا الله
- من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو بيدات
- من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو را در
- من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو رش مبيدات
شرح حديث الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُونَ شُعْبَةً: فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إله إلا الله
شرح حديث أبي هريرة: الإيمان بضع وسبعون شعبة
عَنْ أبي هُريرةَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «الإيمانُ بِضْعٌ وسَبْعونَ أو بِضْعٌ وسِتُّونَ شُعبةً: فأفضلُها قولُ لا إِلهَ إلَّا اللهُ، وأدْناها إماطةُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ، والحياءُ شُعْبةٌ مِنَ الإيمانِ». متَّفقٌ عليه. (البِضْعُ) مِنْ ثلاثةٍ إلى تِسْعَةٍ، بكسرِ الباءِ، وقد تُفْتحُ. و(الشُّعْبةُ): القِطْعةُ. قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -:
هذا الحديث بيَّن فيه الرسوُل - عليه الصلاة والسلام - أن الإيمان ليس خصلةً واحدةً، أو شعبة واحدة، ولكنه شعبٌ كثيرة؛ بِضع وسبعون، يعني من ثلاثٍ وسبعين إلى تسع وسبعين، أو بضع وستون شعبة، ولكن أفضها كلمة واحدة: وهي «لا إله إلا الله»، هذه الكلمة لو وزنت بها السماوات والأرض لرجحت بها، لأنها كلمة الإخلاص، وكلمة التوحيد، الكلمة التي أسأل الله أن يختم لي ولكم بها، من كانت آخر كلامه من الدنيا دخلالجنة. هذه الكلمة هي أفضل شُعب الإيمان، (وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)، يعني إزالة الأذى عن الطريق، وهو كل ما يؤذي المارين، من حجر، أو شوك، أو زجاج، أو خرق، أو غير ذلك، كل ما يؤذي المارين إذا أزلته فإن ذلك من الإيمان.
أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم. لقد ورد لفظ بضع سنين مرتين في القرآن حيث جاء في. 4 معنى كلمة بضع 5 من هو الصحابي الذي كان أميرا 20 سنه و خليفة 20 سنه 6 عددي بعض طرق تحصيل العلم.
الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا؛ فَهُوَ رَدٌّ)
وفي لفظٍ [1]: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا؛ فَهُوَ رَدٌّ). بعض ما في قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ) من الفوائد:
الأولى: ترك الإحداث وهو قسمان:
الأول: إحداث بالقول: وهذا كالأذكار المبتدعة ونحوها. الثاني: إحداث بالفعل: وهو كالذبح عند الموت ونحوه. شرح حديث من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد - إسلام ويب - مركز الفتوى. الثانية: ترك العمل بالمحدثات؛ لأنها سبب لدخول النار، ففي حديث العرباض رضي الله عنه عند النسائي (1578)، وهي في "صحيح ابن ماجه" برقم (45)، عن جابر رضي الله عنه: (وكل ضلالة في النار). الثالثة: بيان أن الابتداع في الدين اتهام لهذا الدين بالنقص، وهذا يوافق زعمَ مَن قال من طوائف الضلال: إن القرآن ناقص، وإن الصحابة خونة كتَّامة للحق، والعياذ بالله تعالى. الرابعة: أن الابتداع اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة، ولربنا بعدم إتمام دينه، حتى يأتي مَن يزعم أنه أغيرُ على دين الله من الله، ومن رسوله صلى الله عليه وسلم. قال ابن الماجشون: سمعت مالكًا يقول: من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا قد خان الرسالة؛ لأن الله يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة:3]، فما لم يكن يومئذِ دينًا، فلا يكون اليوم دينًا؛ رواه الشاطبي في "الاعتصام" (1 /29)؛ اهـ.
من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو بيدات
على قوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدثنا في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
قال المُصَنِّفُ: وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها [1] قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدٌّ)؛ أخرجاه [2]. منزلة هذا الحديث من الدين:
قال الإمام النووي في " شرح مسلم " (6/ 276): هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم. قال الإمام النووي: هذا الحديث مما ينبغي حفظه وإشهاره في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به لذلك؛ اهـ. وقال الحافظ العسقلاني: هذا الحديث معدود من أصول الدين وقاعدة من قواعده؛ اهـ. وقال الطوفي: هذا الحديث يصح أن يسمى نصف أدلة الشرع؛ اهـ. نقلها عنهم صاحب "دليل الفالحين" (2/ 126). من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو رش مبيدات. وقال ابن رجب في " جامع العلوم " (1/ 176): وهذا الحديث أصلٌ عظيم من أصول الإسلام؛ كما أن حديث: (الأعمال بالنيَّات) ميزان للأعمال في باطنها، وهو ميزان للأعمال في ظاهرها. فكما أن كل عمل لا يُراد به وجهُ الله تعالى، فليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله، فهو مردودٌ على عامله. وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله، فليس من الدين في شيء؛ اهـ.
من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو را در
نطاق البحث
جميع الأحاديث
الأحاديث المرفوعة
الأحاديث القدسية
آثار الصحابة
شروح الأحاديث
درجة الحديث
أحاديث حكم المحدثون عليها بالصحة، ونحو ذلك
أحاديث حكم المحدثون على أسانيدها بالصحة، ونحو ذلك
أحاديث حكم المحدثون عليها بالضعف، ونحو ذلك
أحاديث حكم المحدثون على أسانيدها بالضعف، ونحو ذلك
المحدث
الكتاب
الراوي:
تثبيت خيارات البحث
من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو رش مبيدات
غريب الحديث:
♦ من أحدث: أنشأ واخترع من قِبل نفسه وهواه. ♦ في أمرنا: في ديننا وشرعنا الذي ارتضاه الله لنا. ♦ ما ليس منه: مما ينافيه ويناقضه. ♦ فهو ردٌّ: مردود على فاعله؛ لبطلانه وعدم الاعتداد به. من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو رد؟ - سؤالك. منزلة الحديث:
قال ابن حجر العسقلاني - رحمه الله -: هذا الحديث معدود من أصول الإسلام، وقاعدة من قواعده، وقال: يصلح أن يسمى نصف أدلة الشرع[2]. قال النووي - رحمه الله -: إنه قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وإنه من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم؛ فإنه صريح في رد البدع والمختَرَعات، وهو مما يعتنى بحفظه واستعماله في إبطال المنكرات[3]. قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله -: هو قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، بل من أعظمها وأعمها نفعًا من جهة منطوقه؛ لأنه مقدمة كلية في كل دليل يستنتج منه حكم شرعي[4]. قال ابن دقيق العيد - رحمه الله -: هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين، وهو من جوامع الكلم التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه صريح في رد كل بدعة وكل مخترع، واستدل به بعض الأصوليين على أن النهي يقتضي الفساد[5]. قال السعدي - رحمه الله -: هذان الحديثان العظيمان يدخل فيهما الدين كله، أصوله وفروعه، ظاهره وباطنه، فحديث عمر ((إنما الأعمال بالنيات... )) ميزان للأعمال الباطنة، وحديث عائشة ميزان للأعمال الظاهرة، ففيهما الإخلاص للمعبود، والمتابعة للرسول، اللذان هما شرط لكل قول وعمل، ظاهر وباطن[6].
أهمية الحديث:
هذا الحديث أصل في رد البدع؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "هذا الحديث معدود من أصول الإسلام، وقاعدة من قواعد الدين"، وقال الطرقي رحمه الله: "هذا الحديث يصلح أن يُسمَّى نصف أدلة الشرع". قال النووي رحمه الله: "هذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به"، وقال الشيخ الألباني: "هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كَلِمِهِ صلى الله عليه وسلم، فإنه صريح في رد إبطال كل البدع والمحدثات". مفردات الحديث:
((من أحدث)): أنشأ واخترع من قِبَل نفسه وهواه، وهذا يشمل كل ما لم يوافق الشريعة. من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو را در. ((في أمرنا)): في ديننا وشرعنا الذي ارتضاه الله لنا؛ كما قال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]. ((ما ليس منه - وفي رواية: فيه - فهو رد)): مردود على فاعله؛ لبطلانه وعدم الاعتداد به. يفيد الحديث:
1- أن من ابتدع في الدين بدعة لا توافق الشرع فإثمها عليه، وعمله مردود عليه، وأنه يستحق الوعيد. 2- أن من عمِل عملًا ولو كان أصله مشروعًا، ولكن عمله على غير الوجه الذي أمر به، فإنه يكون مردودًا بناءً على الرواية الثانية في مسلم، وعلى هذا فمن باع بيعًا محرمًا فبيعه باطل، ومن صلى صلاة تطوع لغير سبب في وقت النهي فصلاته باطلة، ومن صام يوم العيد فصومه باطل، وهلمَّ جرًّا؛ لأن هذه كلها ليس عليها أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فتكون باطلة مردودة.