سورة النبأ
عَمَّ
يَتَسَاءَلُونَ ( 1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ( 2)
الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ( 3)
عن أيِّ
شيء يسأل بعض كفار قريش بعضا؟ يتساءلون عن الخبر العظيم الشأن، وهو القرآن العظيم
الذي ينبئ عن البعث الذي شك فيه كفار قريش وكذَّبوا به. كَلا سَيَعْلَمُونَ
( 4) ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ ( 5)
ما الأمر
كما يزعم هؤلاء المشركون, سيعلم هؤلاء المشركون عاقبة تكذيبهم، ويظهر لهم ما الله
فاعل بهم يوم القيامة, ثم سيتأكد لهم ذلك, ويتأكد لهم صدق ما جاء به محمد صلى الله
عليه وسلم, من القرآن والبعث. وهذا تهديد ووعيد لهم.
- سورة النبأ
- سورة النبأ بلغة الإشارة (PDF)
- قوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مبِينٌ} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
- حـول كلمـة منـة الله ولا منة خلقـه
سورة النبأ
الجزء الثلاثون | الآيات من ١: ٥ | سورة النبأ | كتابة بالقلم العادي - YouTube
سورة النبأ بلغة الإشارة (Pdf)
النعم التي يذكر بها الله -عز وجل- عباده
ثم يبين الله نعمه على خلقه ليقر هذا النعيم عليهم فيلزمهم بالشكر، فقال (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) أي أنه مهدها للمشي عليها والانتفاع بها في ليست بالصلبة أو الوعرة التي سيكون هناك مصاعب في الاستفادة منها علي حسب مصالحهم أو المشي عليها، ( وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) أي أن الله جعلها وتد للأرض لكي لا تهتز ولكي تكون ثابتة ، حيث غن الجبال لها أوتاد في الأرض مثل أوتاد الخيمة التي تثبتها من أي رياح. (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا) أي من أصناف ذكور وإناث. ( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) أي قاطعاً للتعب والمشقة التي يشدها الإنسان فيكون النوم له راحة هدوء ليكمل باقي نشاطه في الأيام التالية. سورة النبأ بلغة الإشارة (PDF). (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) حيث شبه الله الليل كاللباس الذي ترتديه الأرض. (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) أي أن النهار خلق ليكون معاشاً للناس يخرجون فيه طالبين الرزق على حسب أحوالهم ودرجاتهم. (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) وهي السماوات السبع حيث أن الله وصفها بالشدة والقوة. (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا) ويعني بهذا الشمس، وهي أيضاً ذات حرارة عالية وهي بعيدة كل البعد عنا فما بلك ممن يقرب منها، ورغم هذا فهي مفيدة جدًا ومن النعم التي أنعم الله بها على الإنسان حيث إنها تساعد في الإنارة في النهار وتساعد على إنضاج الثمار ويستخرج منها الإنسان العديد من أنواع الطاقة وغير هذا من أنواع الطاقات العظيمة التي يمدنا بها هذا السراج الوهاج الذي أنعم الله به علينا.
(وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا) و هذه الجبال العظيمة التي تعتبر أوتاد للأرض تسير كالسراب. (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا) أي أنها مترصدة للكافرين الذين يكذبون بالله وآياته. (لِلطَّاغِينَ مَآَبًا) والطاغي هو من يتعدى الحدود في حق الله عز وجل وفي حق عباده. (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) أي أنهم سيبقون فيها مدداً طويلة. ( لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا) حيث أن الله منع عنهم البرد الذي قد يبرر عنهم بقائهم ولا حتى الشراب. (إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا) أي أنهم ليس لهم إلا الحميم وهو الماء شديد الحرارة والغساق هو الشراب النتن. (جَزَاءً وِفَاقًا، إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا، وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا) أي أن كل هذا جزاء لما كانوا يقومون به، وأنهم لا يخافون ولا يعتقدون بالحساب في الآخرة، وكانوا يكذبون بآيات الله ورسله. (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا) أي انه إنه يتم كتابة أي فعل او قول يتم. (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا) وهذا توبيخ وإهانة الكافرين. جزاء الله للفائزين من عباده
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ، وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ، وَكَأْسًا دِهَاقًا ، لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا) ودائما بعد آيات العذاب تأتي آيات النعيم حيث يبشر الله هنا عباده الفائزين بالحدائق والأعناب، وكواعب أترابا وهي وصف للحور العين والكاُس الممتلئة التي يقصد بها هنا الخمر ولكن خمر الجنة الذي يختلف عن خمر الدنيا، ولا يسمعون فيها الكذب ولا الكلام الذي لا معنى له، فهذا جزاء من ربك.
ومن أسمائه تعالى (الحسيب) وهو العليم بعباده ومن يجازيهم بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه الدقيق لأعمالهم وجليِّها، وهو الكافي عباده رزقهم وما ألمَّ بهم من هم ونصب فهو حسيبهم وكافيهم، وإيمان القلب أن الله كافيه يسوقه إلى الإخلاص والخوف والرجاء فيه سبحانه فلا يشرك به أحدًا ولا يخاف من أحد مهما بدت الظواهر والوقائع، فهو الكافي عباده أمنهم ورزقهم بحسب علمه بما يصلح دنياهم وآخرتهم، والحسيب أي المحاسب الذي أحصى كل شيء فيجازيهم على أعمالهم يوم القيامة، مما يجعل القلب دائم الوجل خشية سخطه وعقابه. و(العزيز) هو الذي لا يعجزه شيء، الشديد في انتقامه من أعدائه، ذلَّت لعزته الصعاب، ولانت لقوَّته الشدائد، وهب العزة لرسوله وللمؤمنين، فمن أراد العزة فليطلبها بطاعته سبحانه، وكمال عزته يستلزم تنزيهه من كل شر ونقص، واليقين بنفاذ حكمه في عباده وتصريف قلوبهم إلى ما يشاء، مما يورث في القلب الخوف من الله والاعتصام به. الفكرة من كتاب ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها العلم بأسماء الله وصفاته هو أجلُّ العلوم وأنفعها وأشرفها بما تورث في القلوب من محبة الله وخشيته وتعظيمه، ومن رحمة الله بعباده أن جعل توحيده ومعرفته أمرًا راسخًا في الفطرة والعقل إجمالًا إلا أن يطرأ عليهما ما يفسدهما من محدثات الأمور والنفوس، فلا سعادة للعباد ولا صلاح لهم إلا بمعرفة خالقهم، فهو سبحانه غاية مطالبهم وتعرفهم عليه قرة أعينهم كما قال الإمام ابن القيم، وبحسب معرفة العبد بربه يكون إيمانه، ولا تتحصَّل المعرفة إلا بتلاوة كتابه وتدبُّر أسمائه وصفاته.
قوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مبِينٌ} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
وبمعنى أنَّ الله تعالى خلق المخلوقات من نوع معين من الماء، وهو النطفة، ثم خلق منها المخلوقات المختلفة باختلاف نُطفها، فمنها الإنسان والبهائم، وجاء بعض المفسرين، وقالوا بأنّ الحيوانات قد خُلقت في الجنة، ثم أنزلها الله تعالى على الأرض، استناداً لقوله تعالى: "وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج"، إلا أنّ هذا القول لم يُثبت بحديث صحيح من الرسول -عليه الصلاة والسلام-. في خلْق الإبل
لقد ورد في بعض الأحاديث النبوية الشريفة، عن أنَّ الإبل قد خُلقت من الجن، وذلك لنهي الرسول -عليه الصلاة والسلام- من الصلاة في الأماكن التي تتواجد فيها الإبل، لأنها من الجن، فلا يأمن الإنسان على نفسه بالصلاة، لأنها تنفر لكونها من طباع الجن، فالبعير إذا نفر كان نفاره كنفار الجن، فتقطع الصلاة على الإنسان، أما الصلاة في الأماكن التي تتواجد فيها الأغنام تكون آمنة لكون الأغنام مسالمة ولا تؤذي الإنسان، ولا تقطع عليه صلاته. خلْق الحيوانات من تُراب
وقال بعضُ المفسرين، ومنهم المُفسر المعروف السيوطي، بأنَّ الحيوانات وجميع الخلائق قد خُلقت من تراب، وذلك لأن يوم القيامة يُحشر الخلق كلهم، من إنس، وبهائم، ودواب، وطير، وتراب، ونبات، فيقول الله سبحانه وتعالى لها كوني تراباً، فإذا كان الله تعالى يُحولُ الخلقَ كله إلى تراب، فذلك دليل قاطع على أنّ الحيوانات هي أيضاً خُلقت من تراب، استناداً لقوله تعالى: "كما بدأنا أول خلق نُعيده".
حـول كلمـة منـة الله ولا منة خلقـه
اذ الواجب على العبد ان يجعل حبه وبغضه لله وفي الله لا لدنيا او شيء من متاعها الفاني، في الحديث: ( « أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عزوجل ») " [صحيح": انظر حديث رقم: 2539 في صحيح الجامع]. فعلى العبد ان يتجنب كل سبب يجره الى ما فيه شيء من هذه الأدران، فلا يتعلق قلبه الا بربه، ولا يخضع او يذل الا لخالقه، وليحذر كل الحذر من أذية اخوانه او منازعتهم، بأي أمر يوقعه في القطيعة والبغضاء، صغر هذا الأمر ام كبر، حتى لا تتسلل الشحناء الى صدره فيحرم نفحات ربه في هذه الليلة العظيمة. وكما يجب على العبد الحذر من الشرك والشحناء في هذه الليلة، فإن الواجب أن يحذر منهما في جميع اوقاته وساعاته، في الحديث الصحيح: ( « تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين و يوم الخميس فيغفر فيها لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه و بين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا »)"صحيح": انظر حديث رقم: (2970) في صحيح الجامع. الثانية: ومن مسائل هذا الحديث؛ كرم الله وواسع فضله على عباده في مغفرة ذنوبهم والتجاوز عنها. واللافت للإنتباه في هذا الحديث؛ ان الله يغفر في هذه الليلة لعباده ذنوبهم وان لم يصيبوا عملا صالحا فيها، وكفاهم منها سلامة صدورهم من الشرك، والضغينة او معاداة إخوانهم، فمتى ما سلم قلب المسلم من هذه الأدران في هذه الليلة، وطهر منها؛ استحق المغفرة وصار أهلا لها عند الله.
ماهو الشي الذي خلقه الله ثم سأل عنه ؟ حيث أنه يوجد العديد من المعجزات على مر العصور والتي كانت تحدث مع الأنبياء، والكثير من الأشخاص يرغب معرفة الشيء الذي خلقه الله تبارك وتعالى وسأل عنه، نظرًا لكثرة البحث على هذا السؤال فإننا سوف نعرض لكم الإجابة الصحيحة في الأسطر القادمة. ماهو الشي الذي خلقه الله ثم سأل عنه
إن الشي الذي قد خلقه الله تبارك وتعالى هو عصا نبي الله موسى عليه السلام وذلك ما جاء في سورة طه في قوله جل في علاه: (( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى *قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)) صدق الله العظيم. حدث هذا عند عودة سيدنا موسى إلى مصر بعد أن كان قد غادر منها، وعندما كان عائد فرأى نار وأقترب منها فناداه الله تبارك وتعالى، وأمره أن يقوم بإلقاء عصاه على الأرض التي تحولت إلى ثعبان تتحرك، مما أصاب قلبه بالخوف، ولقد أخبره الله جل في علاه ألا يخاف وأن هذا الثعبان هي معجزة لينتصر على فرعون ورجاله، ويثبت صدق رسالته.