أى: في هذا اليوم الهائل الشديد، يفزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، وترى الجبال الراسيات الشامخات، تَحْسَبُها جامِدَةً أى ثابتة في أماكنها، والحال أنها تمر في الجو مر السحاب، الذي تسيره الرياح سيرا حثيثا. وهكذا تصور الآيات الكريمة أهوال ذلك اليوم هذا التصوير البديع المعجز المؤثر، فالناس جميعا- إلا من شاء الله- فزعون وجلون، والجبال كذلك كأنها قد أصابها ما أصاب الناس، حتى لكأنها- وهي تسرع الخطا-. السحاب في خفته ومروقه وتناثره، ثم يعقب- سبحانه- على كل ذلك بقوله صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ. ولفظ صُنْعَ يجوز أن يكون منصوبا على الإغراء أى: انظروا صنع الله- تعالى- الذي أتقن كل شيء فقد أحسن- سبحانه- ما خلقه وأحكمه، وجعله في أدق صورة، وأكمل هيئة، وصدق الله- تعالى- إذ يقول وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً. قال صاحب فتح القدير: وانتصاب «صنع» على المصدرية، أى: صنع الله ذلك صنعا. وقيل هو مصدر مؤكد لقوله: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وقيل منصوب على الإغراء. وجملة: إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ تعليل لما قبله. فصل: إعراب الآية (81):|نداء الإيمان. أى: صنع الله ما خلقه على هذا الإحكام العجيب، والإتقان البديع، لأنه- سبحانه- خبير بما تفعلونه ومطلع على ما تخفونه وما تعلنونه.
فصل: إعراب الآية (81):|نداء الإيمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألوان الجبال لنتأمل معاً إحدى الأسرار في عالم الجبال ألا وهي ألوان الجبال، من أين جاءت وكيف تشكلت، إنها آية من آيات الخالق سبحانه وتعالى..... الجبال الجليدية عندما اكتشف الإنسان القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي شغلت باله تلك الجبال الشاهقة والكتل الضخمة من الجليد: ما هي أسرارها؟ بعد دراسة هذه المناطق المتجمدة تبين أن الجبل الجليدي يغوص في الماء أيضاً فكل جبل يرتفع (1000) متر عن سطح البحر نجد أن له جذراً يمتد لأكثر من (4000) متراً تحت سطح الماء. وصدق الله تعالى القائل: (والجبال أوتادا) [النبأ: 7]. تفسير قوله تعالى : وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب. وعندما يقول تعالى عن الجبال وحركتها: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مّر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون) [النمل: 88]. هذه الآية تتجلى أيضاً في الجبال الجليدية فهذه الجبال المتجمدة في القطبين تتحرك بحركة لا يمكن رؤيتها بالعين ولكن يمكن حسابها بالأرقام. لذلك نحسب هذه الجبال جامدة ولكنها تمرُّ وتتحرك بسبب الرياح والعواصف الدائمة وبسبب فروق درجات الحرارة. والعجيب جداً أن هذه الجبال تذوب بشكل مستمر وتتحول إلى مياه عذبة تسير كمياه جوفية وتتحرك من القطب الشمالي والجنوبي باتجاه خط الاستواء.
تفسير قوله تعالى : وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب
والحالة الثالثة أن تصير كالهباء وذلك أن تتقطع بعد أن كانت كالعهن. والحالة الرابعة أن تنسف لأنها مع الأحوال المتقدمة قارة في مواضعها والأرض تحتها غير بارزة فتنسف عنها لتبرز ، فإذا نسفت فبإرسال الرياح عليها. والحالة الخامسة أن الرياح ترفعها على وجه الأرض فتظهرها شعاعا في الهواء كأنها غبار ، فمن نظر إليها من بعد حسبها لتكاثفها أجسادا جامدة ، وهي بالحقيقة مارة ، إلا إن مرورها من وراء الرياح كأنها مندكة متفتتة. والحالة السادسة أن تكون سرابا. فمن نظر إلى مواضعها لم يجد فيها شيئا منها كالسراب قال مقاتل: تقع على الأرض فتسوى بها. ثم قيل هذا مثل ، قال الماوردي: وفيهما ضرب له ثلاثة أقوال:أحدها: أنه مثل ضربه الله تعالى للدنيا يظن الناظر إليها أنها واقفة كالجبال ، وهي آخذة بحظها من الزوال كالسحاب; قاله سهل بن عبد الله. الثاني: أنه مثل ضربه الله للإيمان تحسبه ثابتا في القلب وعمله صاعد إلى السماء. الثالث: أنه مثل ضربه الله للنفس عند خروج الروح والروح تسير إلى العرش. و ( ترى) من رؤية العين ولو كانت من رؤية القلب لتعدت إلى مفعولين. والأصل ترأى فألقيت حركة الهمزة على الراء فتحركت الراء وحذفت الهمزة ، وهذا سبيل تخفيف الهمزة إذا كان قبلها ساكن ، إلا أن التخفيف لازم ل ( ترى).
وسبب هذا الاختلاف أن نسبة المواد الداخلة في تركيب الغلاف الجوي تختلف أيضاً من مكان لآخر على سطح الأرض. وهذا يؤثر على الغيوم المتشكلة وبالنتيجة نجد بالتحليل الكيميائي أن الماء الذي يَنْزل على شكل أمطار وثلوج غير متشابه في جميع مناطق العالم، إن هذا الاختلاف يؤدي إلى اختلاف لون البيئة ومنها الجبال التي يهطل عليها هذا المطر ولون الكائنات الحية فيها. هذه عظمة كتاب الله دائماً يسبق العلم في جميع ميادينه، سبحانه وتعالى عما يشركون. حقائق جديدة عن الجبال الجبال هي أوتاد، هل هذا الكلام دقيق علمياً؟ لولا الجبال لاضطربت بنا الأرض، هل يقر علماء الغرب بهذه الحقائق اليوم؟ لنقرأ هذه الحقائق الجديدة عن الجبال. بحث رائع: الجبال تتحرك أثبت العلماء أن الجبال ليست جامدة كما نراها، بل هي تتحرك، وهذا ما أشار إليه القرآن في آية معجزة، فمن كان يعلم زمن نزول القرآن بأن الجبال تتحرك حركة خفية فتمر مروراً لا نحس به؟. الجبال والتوازن الأرضي ما أجمل العلم عندما يلتقي بالإيمان! وما أجمل المؤمن عندما يبني إيمانه على أسس علمية متينة! وفي هذه المقالة سوف نلقي الضوء على حقيقة علمية لم تُكتشف إلا في السنوات القليلة الماضية، وهي أهمية الجبال في حفظ التوازن الأرضي.
أين أن يكون ظاهر الحديث أن الرب جل وعلا يظلهم من الشمس؟! فإن هذا يقتضي أن تكون الشمس فوق الله عز وجل، وهذا شيء منكر، لا أحد يقول به من أهل السنة، لكن مشكلات الناس ولاسيما في هذا العصر، أن الإنسان إذا فهم، لم يعرف التطبيق، وإذا فهم مسألة ظن أنه أحاط بكل شيء علماً. والواجب أن الإنسان يعرف قدر نفسه، وألا يتكلم لا سيما في باب الصفات إلا بما يعلم مِن كتاب الله وسنة رسوله وكلام الأئمة. فمعنى: ( يوم لا ظل إلا ظله) أو ( يظلهم الله في ظله): يعني الظل الذي لا يقدر أحد عليه في ذلك الوقت، لأنه في ذلك الوقت لا بناء يبنى، ولا شجر يغرس، ولا رمال تُقام، ولا أحجار تصفف، ما في شيء ، قال الله عز وجل: (( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفا ً* لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً)). ولا يظل الخلائق من الشمس شيء، لا بناء، ولا شجر، ولا حجر، ولا غير ذلك. لكن الله عز وجل يخلق شيئاً يظلل به من شاء من عباده، يوم لا ظل إلا ظله، هذا هو معنى الحديث، ولا يجوز أن يكون له معنى سوى هذا. والشاهد من هذا الحديث لهذا الباب قوله: ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه): يعني أنهما جرت بينهما محبة، لكنها محبة في الله، لا في مال، ولا جاه، ولا نَسب، ولا أي شيء، إنما هو محبة الله عز وجل، رآه قائماً بطاعة الله، متجنباً لمحارم الله، فأحبه من أجل ذلك، فهذا هو الذي يَدخل في هذا الحديث: ( تحابا في الله).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين-رياض الصالحين-39A-12
ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجلان تحابا في الله و معناه أن كلا منهمايحب الآخر لأنه رأى في أخيه التقوى و الإيمان. لايحبه لأمر دنيوي أو لمصلحة وإذا أحب المسلم أخاه فليعلمه. اذا قال المسلم لأخيه المسلم إني أحبك في الله يرد عليه قائلا أحبك الله الذي أحببتني فيه. و الحب في الله لآ يزيد مع الصفاء و لا ينقص مع الجفاء. معنى تحابا في الله اي سبب الحب هو مظلة الدين وهي كلمة لا اله الا الله وهذا مقصود الاديان هو تجمع الناس والتفاتهم تحت راية واحدة هي راية الله والعبادات اصلا ليست هي الهدف بل هي وسيلة وطريق توصل لغاية وهي اجتماعية القلوب فأي شخصين التقيا تحت هذا المعنى وهذا والمفهوم وكانت علاقتهما مبينة على هذا الاساس كان لهم الثواب وهو ظل عرش الرحمان
الرجلان المتحابان في الله هم من الناس المبشرون في الجنة ،ويقصد بهذان الرجلان هما الرجلان الذين يحبون بعض ويهتمون لامور البعض ويخافون على بعض ويشعرون بالأخوة الشديدة بدون اي هدف مادي او معنوي ،فيكن حبهما لبعض طاعة لله وكل افعالهم خير ولا يسعون لشيئ غير مرضاة الله. الحب في الله هو من اسمى معاني الحب وهو احد السبعه الذين يضلهم الله في.
المستظلون بظل العرش (4) ورجلان تحابا في الله - ملتقى الخطباء
وشاب نشأ في عبادة الله ، وهكذا لأن قوة الداعي إلى المعصية والنزوات والغرائز عند الشباب متوقدة، فإذا وجد معه الخوف من الله ، وزمُّ النفس بطاعة ربها ومليكها فإن هذا أيضاً يدل على تمكن الإيمان في القلب. ورجل قلبه معلق بالمساجد ؛ لأن البقاء في المسجد كثير من الناس يشعر أنه محبوس، ولذلك تجد الإنسان لربما حتى وهو يسمع كلمة لبضع دقائق كأنه طائر في قفص ينتظر متى يخرج، وكثير من الناس لا يأتي المساجد أصلاً، وإذا جاء فهو يحسب متى يأتي إليها، في وقت الإقامة إن أفلح، وإلا فهو يأتي في آخر الصلاة، ثم بمجرد أن يسلم الإمام وإذا بالزحام على الأبواب، فتعليق القلب بالمسجد الذي هو أحب البقاع إلى الله -تبارك وتعالى- هذا يدل على محبة الله، وعلى عدم الاشتغال بالدنيا، وتعلق القلب بها، وما إلى ذلك. قال: ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ؛ لأن أكثر علائق الناس إنما هي بسبب المصالح، والمنافع التي يتبادلونها، وقلّ أن توجد العلاقة التي تكون خالصة لله ليس للإنسان فيها مصلحة، إلى آخر ما ذكر. وللحديث بقية -إن شاء الله تعالى، وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
كتب ظلة صحافة - مكتبة نور
376 – عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: (سبْعَةٌ يُظِلُّهُم اللَّه في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وَشَابٌ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجلَّ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مَعلَّقٌ بِالمَسَاجِدِ ورَجُلان تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقال: إِنِّي أَخافُ اللَّه، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ، فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) متفقٌ عَلَيهِ.
أيها المبارك: تلفَّتْ من حولك تجد أناساً كثيراً كلهم يقول إنه صديق لك, محب، يبحث عن مصلحتك, وفي الرخاء ما أكثر الأصدقاء! ولكن يوم أن تأتي الشدة تلتفت فلا ترى إلا الندرة! وما أكثرَ الأصحابَ حين تعدُّهُمْ *** ولكنَّهُمْ في النائباتِ قليلُ
فمن هو الأخ حقاً يا ترى؟ إن الأخ والصاحب ليس من جمعك معه عمل أو دراسة، ولا من دعاك لعشاء أو مناسبة، وليس المراد بالصاحب ذلك القرين الذي يصحبك كما يصحبك الشيطان, يعينك على المعصية, فذاك ممن لا خير لك إلا في مباعدته, إنما الأخ والصاحب هو الذي يدعوك إلى الخير, ويعينك على أمر الدين والدنيا. إنه الصاحب الذي قال فيه الحسن: " إخواننا أحب إلينا من أهالينا وأولادنا, لأن أهلنا يذكِّروننا بالدنيا, وإخواننا يذكروننا بالآخرة ". أيها الفضلاء: إن كل صداقة في الدنيا ستؤول إلى عداوة في الآخرة, إلا الصداقة التي وثق الدين بين أصحابها: ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف:67]. وكم من صاحب سيتبرأ من صاحبه يوم القيامة، وآخر سيندم على أنه صاحب أهل الشر, ويقول: ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) [الفرقان:28].