واعلم أن المعتمد عند القائلين بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: أن الواجب منها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقط دون الصلاة على آله وما بعدها، لكن ينبغي للمؤمن أن يأتي بها على الصفة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، ولا يترك منها شيئا؛ لأن ظاهر تعليمه لهم يقتضي وجوب ذلك، وقد فسر به النبي صلى الله عليه وسلم الأمر القرآني، فالسنة أن يأتي بها المصلي على الوجه الذي أرشد إليه عليه الصلاة والسلام؛ لأن ذلك أكمل في الاتباع وأحوط للدين. والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (29/ 297). والحاصل:
أن ما قمت به صحيح ، وهو لازم على مذهب الشافعية والحنابلة. حكم من نسي سجدة في صلاته - إسلام ويب - مركز الفتوى. والله أعلم.
حكم من نسي سجدة في صلاته - إسلام ويب - مركز الفتوى
من نسي سجود السهو هل يلزمه إعادة الصلاة - YouTube
إنْ سهَا المصلِّي في صلاتِه، ثم سلَّم ونسِي أنْ يأتيَ بسجودِ السهوِ، وطالَ الفصلُ، سقَطَ عنه السجودُ للسِّهوِ، وهو الأظهرُ عندَ الشَّافعيَّة [3031] ((المجموع)) للنووي (4/156)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/213). ، ومذهبُ الحنابلة [3032] ((الإنصاف)) للمرداوي (2/111)، وينظر: ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (1/673). ، وهو قولُ ابنِ باز [3033] قال ابن باز: (إنْ ذكَر بعدَ السَّلام سجَد للسَّهو، وإنْ طال الفصلُ سقَط عنه ذلك، في أصحِّ قولَيْ أهل العِلم) ((مجموع فتاوى ابن باز)) (11/281). ، وابنِ عُثيمين قال ابنُ عثيمين: (إذا طال الفصلُ فإنَّه يَسقُط؛ وذلك لأنَّه إمَّا واجب للصلاة، وإمَّا واجب فيها، فهو ملتصِق بها، وليس صلاةً مستقلَّةً حتى نقول: إنَّ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «من نامَ عن صلاةٍ أو نَسِيَها، فليصلِّها إذا ذكَرَها»، بل تابِعٌ لغيره، فإنْ ذكره في وقت قريبٍ سجَد، وإلَّا سقَط) ((الشرح الممتع)) (3/398). وذلك للآتي: أوَّلًا: لفواتِ المحلِّ بالسَّلامِ وتَعذُّر البناءِ بالطولِ [3035] ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/213). ثانيًا: لأنَّه يَفعَل لتكميلِ الصلاة، فلم يَفعَلْ بعدَ تطاوُلِ الفصلِ، كما لو نسي سجدةً من الصلاة فذَكَرها بعدَ السَّلامِ وبعدَ تطاوُلِ الفصلِ [3036] ((المجموع)) للنووي (4/153).
وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم من تتبع عورات الناس وفضح سِترهم، بل أنه صلوات ربي عليه وصفهم بأنهم آمنوا بلسانهم فقط، فقال: « يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عَورَاتهم، فإنَّه من اتَّبع عَوراتهم يتَّبع الله عَوْرته، ومن يتَّبع الله عَوْرته يفضحه في بيته » (مسند أحمد:420/4). فمن أراد أن لا يفضحه الله ولا يكشف سِتره فليلجم لسانه، ولا يتتبع زلات غيره، ويتوقف عن الخوض في أعراض الناس، فلا طاقة لمخلوق على وجه أرض بحرب الله له، نسأل الله أن يسترنا بستره الجميل.. ومن الستر أيضًا الستر في الأمور الخاصة من قضاء الحاجة وغيرها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «.. (8) خُلق الستر - شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم - أم سارة - طريق الإسلام. مَن أتى الغائطَ فلْيستتِرْ وإنْ لم يجِدْ إلَّا كثيبًا مِن رملٍ فإنَّ الشَّيطانَ يلعَبُ بمقاعدِ بني آدَمَ » (صحيح ابن حبان:1410). ومن الستر نهيه صلوات ربي عليه عن المجاهرة بالمعصية بعد أن سترها الله على فاعلها، وتوعد فاعلها فقال صلوات ربي عليه: « كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ، فيقولَ: يا فلانُ عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا وقد باتَ يسترُه ربُّهُ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ » (صحيح البخاري:6069).
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون شرح الحديث بالتفصيل
وقال ابن الأثير: (ومنه حديث ماعز ((ألَا سَتَرْته بثوبك يا هَزَّال)) إنما قال ذلك حبًّا لإخفاء الفضيحة، وكراهيةً لإشاعتها) [1576] ((النِّهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/341). انظر أيضا:
أولًا: التَّرغيب في السَّتْر في القرآن الكريم.
(8) خُلق الستر - شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم - أم سارة - طريق الإسلام
[ ص: 209] قوله: ( باب الخروج) أي: السفر ( في طلب العلم) لم يذكر فيه شيئا مرفوعا صريحا ، وقد أخرج مسلم حديث أبي هريرة رفعه: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ولم يخرجه المصنف لاختلاف فيه. قوله: ( ورحل جابر بن عبد الله) هو الأنصاري الصحابي المشهور ، وعبد الله بن أنيس بضم الهمزة مصغرا هو الجهني حليف الأنصار. قوله: ( في حديث واحد) هو حديث أخرجه المصنف في الأدب المفرد وأحمد وأبو يعلى في مسنديهما من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتريت بعيرا ثم شددت رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت الشام فإذا عبد الله بن أنيس ، فقلت للبواب: قل له جابر على الباب. فقال: ابن عبد الله ؟ قلت: نعم. فخرج فاعتنقني. فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فخشيت أن أموت قبل أن أسمعه. حديث الرسول عن الستر. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يحشر الله الناس يوم القيامة عراة فذكر الحديث. وله طريق أخرى أخرجها الطبراني في مسند الشاميين ، وتمام في فوائده من طريق الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان يبلغني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث في القصاص ، وكان صاحب الحديث بمصر فاشتريت بعيرا فسرت حتى وردت مصر فقصدت إلى باب الرجل.. فذكر نحوه.
غيرَ أنَّ حَدِيثَ أَبِي أُسَامَةَ ليسَ فيه ذِكْرُ التَّيْسِيرِ علَى المُعْسِرِ] ، [٣].