أعمال القلوب وأمراضها
اليوم العلمي في أعمال القلوب يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "اليوم العلمي في أعمال القلوب" أضف اقتباس من "اليوم العلمي في أعمال القلوب" المؤلف: سلطان بن عبد الله العمري الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "اليوم العلمي في أعمال القلوب" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
تحميل كتاب اليوم العلمي في أعمال القلوب Pdf - مكتبة نور
الثانية: أن يقصِدَ العبدُ بالعمل وجهَ الله عز وجل، ولكنَّه يلتفتُ إلى معنًى يجوز الالتفاتُ إليه، كالذي يحجُّ يريدُ وجه الله ويريدُ التِّجارة أيضًا، ونحو ذلك؛ فهو أمر يجوز الالتفاتُ إليه، لكن هو في إخلاصِه وعمَلِه دون مَن لم يلتفِتْ إلى شيءٍ غيرِ الله عزَّ وجلَّ. ثم أطال المؤلِّف في ذكرِ ثمرات الإخلاص ، وقسَّمها إلى آثار معجَّلة في الدنيا، ومؤجَّلة يجدُها العبد في آخرته، فممَّا ذكره من الآثار المعجَّلة للإخلاص:
- أنَّ الإخلاصَ هو الطريق إلى محبة الله عزَّ وجلَّ ونَصرِه ورعايته؛ لقوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18]. أعمال القلوب. - بالإخلاصِ يكثُر العملُ ويتعاظم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ما تصدَّق أحدٌ بصدقةٍ من طيِّبٍ- ولا يقبَلُ اللهُ إلَّا الطيِّبَ- إلا أخذَها الرحمنُ بيمينه، وإن كانت تمرةً، فتربو في كفِّ الرحمنِ حتى تكونَ أعظمَ من الجبلِ، كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه». - أنَّ العبدَ المخلِصَ يُكفى الغِلَّ والضغائنَ، والحسد والغشَّ لإخوانه المسلمين، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثُ خصالٍ لا يَغِلُّ عليهنَّ قلبُ مُسلمٍ أبدًا: إخلاصُ العمل ِلله... ).
أعمال القلوب
فالمعادلة معكوسةٌ إِذَنْ؛ صَلاحُ القلْبِ يُورِّثُ العملَ الصالح، لكنَّ العملَ الصَّالحَ لا يُورِّث القلبَ السليمَ، بل العملُ من ثمرات صلاح القلب، قال ابن مسعود لأصحابه من التابعين: " أنتم أكثرُ صلاةً وصيامًا مِن أصحاب محمدٍ، وهُمْ كانوا خيرًا مِنْكم " قالوا: وَلِمَ؟ قال: " كانوا أزهدَ مِنْكُمْ في الدنيا، وَأَرْغَبَ في الآخرةِ " (رواه البخاري ومسلم). وَقال بكر الْمُزَنِيُّ: " ما سَبَقَهم أبو بكرٍ بكَثْرَةِ صِيامٍ ولا صلاةٍ، ولَكِنْ بشيءٍ وَقَرَ فِي صَدْرِه "، قال بعض العلماء المتقدمين: الذي وَقر في صدرِه هُوَ حُبُّ الله، والنَّصِيحةُ لِخَلْقِه. وَسُئِلَتْ فاطِمةُ بِنْتُ عَبْدِ الملك زَوْجَةُ عُمَرَ بْنِ عبدِ العزيز بعد وفاته عن عمله؟ فقالت: "وَاللهِ ما كَان بِأَكْثَرِ الناسِ صلاةً، ولا بِأَكْثَرِهِمْ صِيامًا، وَلَكِنْ واللهِ مَا رأيتُ أحدًا أَخْوَفَ للهِ مِن عُمَرَ، لَقَدْ كَانَ يَذْكُر اللهَ في فراشِهِ فينتفِضُ انْتِفاضَ الْعُصفورِ مِن شدَّة الخوْفِ، حتَّى نقولَ: " لَيُصْبِحَنَّ الناسُ وَلا خَلِيفَةَ لهم " قال بعض السلف: " ما بَلَغ مَنْ بَلَغ عندنا بكثرة صلاةٍ، ولا صيامٍ، ولَكِنْ بِسخاوَةِ النُّفوسِ، وَسلامَةِ الصُّدُورِ، والنُّصْحِ للأمَّةِ، واحْتِقارِ أنْفُسِهِم ".
أعمال ليلة القدر pdf، مع اقتراب ظهور هلال شهر رمضان الكريم تبدأ القلوب بترتيب الأمنيات؛ ليدعو كل شخص بما يرجوه من الله ويكون كثير الإلحاح في مطلبه؛ لعل الله يستجيب له وتتحقق أمنياته الصغيرة، وكذلك أيضاً غفران الذنوب والقرب من المولي عز وجل بالصلاة والذكر والقرآن والبعد عن الشهوات، وصغائر الذنوب التي تدنس القلب واحدة تلو الأخرى؛ لنخرج من هذا الشهر الفضيل بقلوب نضرة لا تحمل إلا الخير والرحمة، ولكن تختص العشر الأواخر من شهر البركة والرحمة باحتضان ليلة القدر.
- أنَّ أعمالَ القلوبِ هي الأصلُ، وأعمالَ الجوارحِ فرعٌ عنها، ونقل قَولَ ابنِ تيميَّةَ: ((والدِّينُ القائمُ بالقلبِ مِن الإيمانِ عِلمًا وحالًا، هو الأصلُ، والأعمالُ الظَّاهرةُ هي الفروعُ، وهي كمالُ الإيمان)).. وغير ذلك من الأمور. وأشار المؤلِّفُ إلى التلازُم بين أعمال القلوبِ وأعمالِ الجوارح، ذاكرًا قولَ ابنِ تيميةَ: (... الظَّاهِرُ والباطِنُ متلازمان، لا يكونُ الظَّاهِرُ مستقيمًا إلَّا مع استقامةِ الباطن، وإذا استقام الباطِنُ فلا بدَّ أن يستقيمَ الظَّاهِرُ؛ ولهذا قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "ألا إنَّ في الجسَدِ مُضغةً إذا صلَحت صلَحَ لها سائِرُ الجسَدِ، وإذا فسَدَت فسدَ لها سائرُ الجسَدِ، ألا وهي القَلبُ). ثم بدأ المؤلِّفُ بذكرِ أعمالِ القلوب ، والتي بدأها بالإخلاص، ونقل في تعريفِه عددًا من العباراتِ، منها أنَّه: توحيدُ الإرادة والقصد حتى يكونَ اللهُ هو مُرادَك وحده، فلا تلتَفِت إلى شيءٍ معه سبحانه. وتناوَلَ في موضوع الإخلاص أمورًا عديدةً مرتبطة به، منها:
الحديثُ عن مراتب الإخلاص، وأشار إلى أنَّ العملَ الذي يكونُ خالصًا مقبولًا، على مرتبتين إحداهما أعلى من الأخرى:
الأولى: أن يتمحَّضَ القصدُ لإرادة وجه الله عزَّ وجلَّ وما عنده من الثَّوابِ والجزاء، فلا يشوبه شيءٌ آخرُ وإن كان مباحًا.