تفسير ابن كثير 4/15 والله أعلم.
يابُني إني أرى في المنام أني أذبحك - تلاوة باكية للشيخ ياسر الدوسري تزامنا مع العيد الأضحي - Youtube
ولا يصح أن يقال: إن البشارة في الموضع الثاني كانت بالنبوة, وأن الله جازى إبراهيم وإسحاق على صبرهما فجعله نبياً. فإن الآية صريح بالبشارة بذات إسحاق وبكونه نبياً, فوقعت البشارة بمجموعهما ذاته ووجوده، وكونه نبياً. يابُني إني أرى في المنام أني أذبحك - تلاوة باكية للشيخ ياسر الدوسري تزامنا مع العيد الأضحي - YouTube. ومنها: أن الله تعالى بشر إبراهيم وامرأته بإسحاق ومن ورائه يعقوب, فقال: (فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ
فكيف يمتحنه ويأمره بذبحه وهو قد بشره به وبابنه يعقوب من ورائه, فلو كان الأمر كذلك لم يكن ثم ابتلاء, لعلم إبراهيم أنه لن يتم أمر الذبح, فإن الله قد أخبره أنه يكبر ويولد له يعقوب, فأين الابتلاء إذاً. ومنها: أن الله تعالى ذكر عن إبراهيم أنه قال: (إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ) ثم طلب من الله تعالى ولداً فقال: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ), وهذا السؤال إنما يحسن قبل أن يحصل له الولد، فثبت أن هذا السؤال إنما وقع حال طلب الولد الأول، ومن المعلوم والمجمع عليه أن إسماعيل متقدم في الوجود على إسحاق، فتبين أن المطلوب بهذا الدعاء إنما هو إسماعيل، ثم إن الله تعالى ذكر عقيبه قصة الذبيح, فيلزم من هذا أن يكون الذبيح هو إسماعيل. ومنها: أن إسماعيل كان هو الولد الوحيد البكر.
فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا - قرآن تفسره السنة رمضان 1435 هـ - مصطفى العدوي - طريق الإسلام
إعراب الآية 102 من سورة الصافات - إعراب القرآن الكريم - سورة الصافات: عدد الآيات 182 - - الصفحة 449 - الجزء 23.
قصة الذبيح - الإسلام سؤال وجواب
أما قوله: ( إني أرى في المنام أني أذبحك) ففيه مسائل:
المسألة الأولى: في تفسير هذه اللفظة وجهان:
الأول: قال السدي: كان إبراهيم حين بشر بإسحاق قبل أن يولد له قال: هو إذن لله ذبيح فقيل لإبراهيم: قد نذرت نذرا فف بنذرك فلما أصبح ( قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك). وروي من طريق آخر أنه رأى ليلة التروية في منامه ، كأن قائلا يقول له: إن الله يأمرك بذبح ابنك هذا ، فلما أصبح تروى في ذلك من الصباح إلى الرواح ، أمن الله هذا الحلم أم من الشيطان ؟ فمن ثم سمي يوم التروية ، فلما أمسى رأى مثل ذلك ، فعرف أنه من الله فسمي يوم عرفة ، ثم رأى مثله في الليلة الثالثة فهم بنحره فسمي يوم النحر ، وهذا هو قول أهل التفسير. وهو يدل على أنه رأى في المنام ما يوجب أن يذبح ابنه في اليقظة ، وعلى هذا فتقدير اللفظ: إني أرى في المنام ما يوجب أن أذبحك.
الحجة الثانية: نقل عن الأصمعي أنه قال: سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح ، فقال: يا أصمعي أين عقلك ، ومتى كان إسحاق بمكة ، وإنما كان إسماعيل بمكة ، وهو الذي بنى البيت مع أبيه والمنحر بمكة ؟. الحجة الثالثة: أن الله تعالى وصف إسماعيل بالصبر دون إسحاق في قوله: ( وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين) [ الأنبياء: 85] وهو صبره على الذبح ، ووصفه أيضا بصدق الوعد في قوله: ( إنه كان صادق الوعد) [ مريم: 54] ؛ لأنه وعد أباه من نفسه الصبر على الذبح فوفى به. الحجة الرابعة: قوله تعالى: ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) [ هود: 71] فنقول: لو كان الذبيح إسحاق لكان الأمر بذبحه إما أن يقع قبل ظهور يعقوب منه أو بعد ذلك ، فالأول باطل ؛ لأنه تعالى لما بشرها بإسحاق ، وبشرها معه بأنه يحصل منه يعقوب فقبل ظهور يعقوب منه لم يجز الأمر بذبحه ، وإلا حصل الخلف في قوله: ( ومن وراء إسحاق) والثاني باطل ؛ لأن قوله: ( فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك) يدل على أن ذلك الابن لما قدر على السعي ووصل إلى حد القدرة على الفعل أمر الله تعالى إبراهيم بذبحه ، وذلك ينافي وقوع هذه القصة في زمان آخر ، فثبت أنه لا يجوز أن يكون الذبيح هو إسحاق.
قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الغاشية: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ* وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ* وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ* وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ* فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ* لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ). في تلك الآيات الكريمة اختص الله سبحانه وتعالى الإبل دون غيرها من جميع المخلوقات الحية، وجعل النظر إلى طريقة خلقها يسبق التأمل في كيفية رفع الله للسماوات ونصبه للجبال وتسطيحه للأرض، كما أنه يدعونا إلى النظر والتأمل في تلك المخلوقات وجعلها مدخل للإيمان الخالص ببديع صنع الله وقدرة خلقه. في تلك الآية الكريمة حضنا الله جل وعلى بأسرار الخلق بشكل جميل ورفيق على التأمل والتفكير وفي خلق الجمال أو الإبل كما قال الله سبحانه وتعالى، باعتبار ذلك دليل على عظمة خلق الله سبحانه وتعالى وحسن تدبيره وكمال قدرته، ولقد كشف لنا العلم الحديث عن العديد من الحقائق المبهرة في كيفية خلق الإبل كدليل على حصول القرآن الكريم على السبق في أن يشير إلى تلك المخلوق المعجزة الذي يوضح لنا عظمة الخالق سبحانه وتعالى. إعراب قوله تعالى: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت الآية 17 سورة الغاشية. الإعجاز العلمي في خلق الإبل
– أول الأشياء التي تقوم بلفت النظر إلى الإبل هو شكلها الخارجي الذي يعد تكوينه مليء بالآيات البيانية الآخذة بالألباب، فعند النظر إلى أذني الإبل نجد أنهما صغيرتان ذات بروز قليل، بالإضافة إلى أن الشعر يغطيهما من كل النواحي، حتى يحميها من الرمال التي تأتي مع الرياح ، بالإضافة إلى قدرتها على أن تلتصق بالرأس في حالة هبوب عاصفة رملية أو تنثني إلى الخلف.
تفسير افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت طليقا
إنتاج الإبل للمياه
تقوم الإبل بإنتاج المياه التي تساعدها على تحمل العطش و الجوع من خلال الشحوم المحملة في سنامه بشكل كيماوي لا يستطيع الإنسان مضاداتها، فمن المتعارف عليه أن المواد الكربوهيدراتية والشحوم عندما تحترق في الجسم ينتج عنها الماء وثاني أكسيد الكربون. حليب الإبل
يعد الحليب الناتج من الإبل إحدى الأعاجيب التي جعلها الله سبحانه وتعالى مقتصرة على الإبل، حيث أن الناقة تحلب في المتوسط لمدة عام بأكمله بمعدل مرتين في اليوم الواحد بتوسط إنتاج يومي قدره من 5: 10 كيلو جرام من الحليب، ويبلغ متوسط إنتاجها السنوي من 230: 260 كيلو جرام.
تفسير افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت الافلاک
فهي آية، مخلوق عظيم فيه منافع كثيرة، الله يقول: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ [الغاشية:17]، ينظرون ما فيها من المنافع العظيمة والعبر في خلقتها وفي منافعها.
وعن الحسن أنها خصت بالذكر لأنها تأكل النوى والقت وتخرج اللبن، وقيل له: الفيل أعظم في الأعجوبة، فقال: العرب بعيدة العهد بالفيل ثم هو خنزير لا يؤكل لحمه ولا يركب ظهره؛ أي: على نحو ما يركب ظهر البعير من غير مشقة في تربيضه ولا يحلب دره. وقال أبو العباس المبرد: الإبل هنا السحاب؛ لأن العرب قد تسميها بذلك إذ تأتي أرسالا كالإبل وتزجى كما تزجى الإبل وهي في هيئاتها أحيانا تشبه الإبل؛ يعني أن إرادته منها هنا على طريق التشبيه والمجاز وكأنه كما قال الزمخشري: لم يدع القائل بذلك إلا طلب المناسبة بين المتعاطفات على ما يقتضيه قانون البلاغة وهي حاصلة مع بقاء الإبل في عطنها. قال الإمام: التناسب فيها أن الكلام مع العرب وهم أهل أسفار على الإبل في البراري فربما انفردوا فيها، والمنفرد يتفكر لعدم رفيق يحادثه وشاغل يشغله فيتفكر فيما يقع عليه طرفه فإذا نظر لما معه رأى الإبل، وإذا نظر لما فوقه رأى السماء، وإذا نظر يمينا وشمالا رأى الجبال، وإذا نظر لأسفل رأى الأرض فأمر بالنظر في خلوته لما يتعلق به النظر من هذه الأمور فبينها مناسبة بهذا الاعتبار. تفسير افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت طليقا. وقال عصام الدين: إن خيال العرب جامع بين الأربعة؛ لأن مالهم النفيس الإبل، ومدار السقي لهم على السماء، ورعيهم في الأرض، وحفظ مالهم بالجبال، وما ألطف ذكر الإبل بعد ذكر الضريع، فإن خطورها بعده على طرف الثمام، وإذا صح ما روي من كلام قريش عند نزول تلك الآية كان ذكرها ألطف وألطف.