قال الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم. استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك - عروس الامارات. ثانيا:
من استودع الله حاجة من حاجاته ، كأن يستودعه أهلا له أو مالا أو ولدا ؛ فإنما هو -
في حقيقة أمره - قد دعا ربه أن يحفظ له ذلك الذي استودعه. قال الخطابي رحمه الله: " قلت الأمانة هاهنا أهله ومن يخلفه منهم وماله الذي يودعه
ويستحفظه أمينه ووكيله ومن في معناهما وجرى ذكر الدين مع الودائع لأن السفر موضع
خوف وخطر وقد تصيبه فيه المشقة والتعب فيكون سببا لإهمال بعض الأمور المتعلقة
بالدين فدعا له بالمعونة والتوفيق. " انتهى من "معالم السنن" (2/258).
استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك - عروس الامارات
والأمر الثاني: أن الدعاء عبادة يحبها الله -تبارك وتعالى، وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]. فيتقرب العبد إلى ربه -تبارك وتعالى- بهذه العبودية، ولا يطلب ذلك من غيره، يعني: أن يدعو غيره له. إضافة إلى أمر ثالث، وهو أن ذلك لا يخلو من نوع افتقار إلى المخلوق، فالنبي ﷺ بايع بعض أصحابه أن لا يسألوا أحدًا من الناس شيئاً، فكان السوط يسقط من أحدهم، ولا يقول لصاحبه: ناولنيه [2]. الاستغناء الكامل عن المخلوقين، ما يطلب منهم شيئاً، وإنما يكون فقره وحاجته إلى الله وحده لا شريك له، وهذا من كمال العبودية، لكن لو أن أحداً من الناس طلب من آخر أن يدعو له، هل يقال: إنك قد ارتكبت شيئًا محرماً، أو يلحقك فيه حرج في الآخرة؟ الجواب: لا، لكن غاية ما هنالك أن هذا خلاف الأولى، والله تعالى أعلم. ثم ذكر الحديث الآخر وهو:
حديث عن سالم بن عبد الله بن عمر: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، كان يقول للرجل إذا أراد سفرا: ادن مني حتى أودعك كما كان رسول الله ﷺ يودعنا، فيقول: أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك. رواه الترمذي
سالم بن عبد الله بن عمر -رحمه الله ورضي عن أبيه وجده- وسالم هو أحد الفقهاء السبعة من التابعين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين
روى النسائي وغيرُه من حديث عبد الله بنِ عمرَ قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم " كانَ لقمانُ الحكيم يقولُ إنّ اللهَ إذا استُودِعَ شَيئًا حَفِظَه " وروى الطبرانيّ والبيهقيّ عن ابنِ عمرَ أنّه قال سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ " إذا استُودِعَ اللهُ شَيئًا حَفِظَهُ ". وروى الطحاويُّ وغيرُه عن عبد الله بنِ عمرَ أنّه لما كانَ يُودِّعُ بعضَهُم يقولُ مكانَكَ حتى أُودِّعَكَ كما وَدَّعَني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثم أخذَ بيَدِه وصَافَحَهُ ثم قال: أَستَودِعُ اللهَ دِينَكَ وأمَانَتَكَ وخَواتِيْمَ عَمَلِك. الذي يقولُ لما يخرجُ منَ البيتِ اللهُمّ إنّي أستَودِعُكَ أهْلي وماليْ وهذا البيتَ اللهُ يَحفَظُ بَيتَهُ وأهْلَهُ ومَالَهُ. رجلٌ في أيّام سيّدِنا عمرَ جاءَ معَه ولدٌ كأنّه هوَ، شَبَهُهُ بأبِيهِ إلى حَدٍّ بَعِيدٍ، الولدُ كانَ يُشْبِهُ أباهُ شَبَهًا قَوِيًّا، استَغْرَبَ سيّدُنا عمرُ قالَ: ما رأيتُ غُلامًا أَشْبَهَ بأبيهِ مِن شبَهِ هذا الغُلامِ بِكَ، قال يا أميرَ المؤمنينَ هذا الغُلامُ له قصةٌ، جاءنا أمرٌ للغَزوِ، وكانتْ أمُّه حَامِلا به في الحالِ الأخيرِ، فقلتُ اللهُمّ إني أستَودِعُكَ هذا الحَمْلَ.