ولمَّا كانت جودي لا تعرف والديها ولا أقرباء لديها، ولا رغبة لها بالعودة إلى الميتم حتى في العطل، نراها تقضي معظم وقتها في القراءة لتشكِّل الكتب والروايات جزءًا هامًّا من الرسائل. تقول جودي في إحدى رسائلها: " ولأنَّ كتابًا واحدًا لا يكفي، فأنا اقرأ أربعة كتب دفعة واحدة، فالآن مثلًا؛ أقرأ قصائد تنسين وسوق الأضاليل وحكايات بسيطة لكلينغ و-لا تسخر مني- نساء صغيرات "، وتتحوَّل أفكار جودي إلى كلمات على ورق رسائلها؛ فهي الصبية التي تتعلم علم الأحياء وتنصح صاحب الظلِّ الطويل ألا يشرب الكحول لما تسبب من أذى لكبده، وهي الطفلة التي تعتذر عن كآبة رسالتها السابقة متحججة بالتهاب البلعوم الذي أصابها وتركها طريحة الفراش مدة يومين. مراجعة كتاب صاحب الظل الطويل - مكتبة نور. وفي أحد الأيام يزور الكليَّة رجل ذو شأن، جيرفس بندلتن عمُّ جوليا الصغير، فتقتحم جوليا غرفة جودي للتوسل إليها بالذهاب معه في جولة لعدم قدرتها على التغيُّب عن تسميع السابعة، فتتولى جودي الجولة لتختبر التنزه والتحدث وشرب الشاي مع رجل واصفةً إياه: " ولكن تبيَّن أنَّه رجل عذب ولطيف، إنَّه كائن بشري حقيقي، وليس بندلتن مطلقًا "، فتعود وتخبر صاحب الظلِّ الطويل بكل ما حدث معها. وتصبح رسائل جودي شفافةً وكأنَّها تتحدث مع نفسها، وتأتي أول عطلة صيف فيرسلُها الوصي إلى مزرعة لوك ويلو، وهي المزرعة ذاتها التي قضى جيرفس بندلتن طفولتَه فيها تحت رعاية السيد والسيدة سمبل، فتمضي عطلتها في أجواء الطبيعة وبين الحيوانات وأمسيات القرى الدافئة.
- مراجعة كتاب صاحب الظل الطويل - مكتبة نور
- صاحب الظلّ الطّويل: جودي أبوت بين الرواية والكرتون | حكايا
مراجعة كتاب صاحب الظل الطويل - مكتبة نور
من أجمل الأعمال الروائية التي تحولت إلى مسلسل كرتوني للأطفال، ورغم أنه قائم على فكرة الحب والعطاء اللامحدود بين رجل وفتاة، لكنه محشو بتبعات هذا الحب من نبل في الأخلاق وترف في المشاعر الإنسانية الخلاقة، سطرتها رسائل متبادلة بين (جودي أبوت)و(جون سميث). صاحب الظل الطويل، لم يأت على القصة صدفة، فقد كان "وصيا" بكل ما تحمله كلمة الوصاية من مسؤولية وإجهاد وصبر وطول بال. كان ورغم غموضه وغيابه الفيزيائي، موجودا بقوة، ومؤثرا بلا حدود، من خلال كاريزما المسؤول، الذي يعرف كيف ومتى يحين دوره، ودائما كان حاضرا قبل الجميع!! أستحضر صاحب الظل الطويل بعنف هذه الأيام، ويرافق هذا الاستحضار ندم، على ضياع سنين من عمري، وأنا أعتقد أن الصلاح والنجاة مرتبطان فقط برجال ذوي ظلال طويلة! فكلما مرت علي الأيام، فرغ هذا المعنى من محتواه، وليس هذا فحسب، بل أن "الحجم" صار يأخذ منحى آخر من ناحية نظرتي إليه.. صاحب الظلّ الطّويل: جودي أبوت بين الرواية والكرتون | حكايا. ومن دون أن أشعر، وجدت نفسي أقلب موازين الطبيعة، ليصبح الحجم بالنسبة لي مساويا للكثافة!! بل وأكثر.. تعلمت ألا أنظر إلى فوق، لأبحث عن الحل بين كتفين يطالان السحاب، يتوسطهما رأس يراني من علٍ. في حلقة من المسلسل، حدثت مشاجرة في المدرسة التي تقطنها (جودي أبوت)، بين نزيلات السكن الداخلي، وتطور الأمر إلى عراك بالأيدي وشتائم تجرح الإحساس.
صاحب الظلّ الطّويل: جودي أبوت بين الرواية والكرتون | حكايا
هذا المحتوى غير متوفر في بلدك
صاحب الظل الطويل
الحلقة 1
تدور أحداث المسلسل حول فتاة يتيمة اسمها جودي أبوت، حصلت على منحة للدراسة في مدرسة لينكولن الثانوية من قبل شخص لا تعرفه اسمه المستعار هو جون سميث كانت تلقبه جودي بـ"صاحب الظل الطويل" كونها لم يسبق لها أن رأت سوى ظله. المقابل الوحيد الذي اشترطه سميث على جودي مقابل المنحة هو أن تقوم بمراسلته مرة واحدة كل شهر، بدون أن تتوقع ردا منه على رسائلها بالضرورة. المسلسل يروي تفاصيل ثلاث سنوات من حياة جودي، ابتداء من مغادرتها لدار الأيتام وحتى تخرجها من المدرسة الثانوية.
بعد انتهاء الزيارة انطلقت جيروشا من غرفة المؤن فقد كانت تعد الفطائر لتقدمها للضيوف وتوجهت إلى الغرفة (ف) فقد كانت مسئولة عن الأطفال بها فجمعت الأطفال ورتبت ملابسهم وأوقفتهم في طابور لينطلقوا إلى غرفة الطعام في هدوء وطاعة من أجل تناول الخبز والحلوى وشرب الحليب خلال نصف ساعة. كانت تعتقد جيروشا أن اليوم قد انتهى إلى هنا فجلست على مقعد بالقرب من النافذة تحدق في المنظر خارج الملجأ خلف ذلك السياج الحديدي الذي يحيط بالملجأ والمنازل المحيطة به ثم بدأت تراقب الزوار خلال خروجهم بعد انتهاء اليوم، ولكن جاءها صوت الطفل تومي وهو ينادي عليها قائلًا: جيروشا أبوت إنك مطلوبة في المكتب وأعتقد أنه من الأفضل لك أن تسرعي، انزعجت جيروشا وردت عليه: من الذي يطلبني؟ فأجابتها: السيدة ليبيت في المكتب وأعتقد أنها غاضبة. أخذت تفكر جيروشا في السبب وراء ذلك الاستدعاء وخلال نزولها كان آخر الأوصياء في طريقه للخروج ورأت ظله وهو يلوح للسيارة ولكن الظل كان يظهر طويل جدًا، وصلت إلى المكتب، لتكون هذه هي النقطة الفاصلة في حياتها فقد أبلغتها السيدة ليبيت أن صاحب الظل والذي رفض ذكر اسمه قد سمع عن مهارتها في الكتابة من معلمتها في المدرسة الثانوية فتكفل بإرسالها إلى الكلية فكان يخطط لتصبح كاتبة في المستقبل، كان وقع الكلام على جيروشا هو الاندهاش فقد كانت تكرر كلام السيدة دون وعي، ولكن كان ذلك مقابل عدد من الشروط:
البقاء في الملجأ خلال الإجازة الصيفية.