(٤) في «درء التعارض» (٨/ ٣٧١). (٥) سبق تخريج هذه الروايات. (٦) سبق تخريجه.
ص120 - كتاب أحكام أهل الذمة ط عطاءات العلم - فصل الأدلة على أن الفطرة هي الدين - المكتبة الشاملة
وقال الخليل بن أحمد: "ليلة القدْر: هي ليلة الضيق، أخذاً من قوله تعالى: (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ) أي ضُيِّق، وسميت بذلك لأن الأرض تضيق فيها الملائكة النازلين إليها في تلك الليلة، ونزول الملائكة كلّه خير وبركة لأهل الأرض، قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) القدر: 4. وأورد سماحته ما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِي الْأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى". وفي هذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إنها ليلة التقدير، لأنه يُقدّر فيها ويُقضى ما يكون في تلك السنة من مطرٍ ورزقٍ وإحياء وإماتة إلى السنة القابلة، قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)، أي أنه في ليلة القدر يفصل ويُبين كلّ أمر محكم من أرزاق العباد وآجالها وسائر أحوالهم فلا يتبدل ولا يتغير، قال ابن عباس: "يحكم الله أمر الدنيا إلى السنة القابلة ما كان من حياة أو موت أو رزق". الدليل على ربوبية الله هو قوله تعالى - عربي نت. وقال كثير من المفسرين: "إن ليلة القدر لمكانتها وشرفها تتضمن كل هذه المعاني".
الدليل على ربوبية الله هو قوله تعالى - عربي نت
وبيّن سماحته أن ليلة القدر هي الليلة المباركة التي حظيت بساعة الفصل من عالم الغيب المكنون إلى عالم الشهادة الموجود، ولا ريب أن القرآن الكريم هو منبع الخير ومصدر الهداية والنور، يهدي للتي هي أقوم، لذلك قال تعالى في شأن هذه الليلة المباركة: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)، أي أن دراية علومها ومنزلتها خارج عن دراية الخلق، ولا يعلم ذلك إلا علام الغيوب، قال الخازن: "هذا على سبيل التعظيم والتشويق لخبرها كأنه قال: "أي شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها". وأشار سماحته إلى أنه روي عن أبي قلابة أنه قال: "ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر، وقد مال إلى هذا الراي كثير من السلف الصالح، منهم الإمام مالك وأحمد بن حنبل وأبو ثور والمزني، وغيرهم". ص120 - كتاب أحكام أهل الذمة ط عطاءات العلم - فصل الأدلة على أن الفطرة هي الدين - المكتبة الشاملة. أما الإمام الشافعي رضي الله عنه ذهب إلى أنّ ليلة القدر ليلة ثابتة معينة لا تنتقل وأن تلك الروايات المعارضة في تحديدها إنما صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم جواباً لمن يسأله أألتمس ليلة القدر في الليلة الفلانية؟ فيقول له: نعم. ولفت سماحته إلى أن الشافعي رضي الله عنه استدل في رأيه هذا بما جاء في البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه "إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، التَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالخَمْسِ" صحيح البخاري، ووجه الدلالة: أنها لو لم تكن مستمرة التعيين لما حصل لهم العلم بعينها في كل سنة، إذ لو كانت تنتقل لما علموا تعيينها إلا ذلك العام فقط، اللهم إلا أن يُقال: إنه صلى الله عليه وسلم خرج ليعلمهم بها تلك السنة.
الصفحة الإسلامية الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: فواتح السور: مذاهب تفسير فواتح السور: المذهب الأول: ما نسب إلى ابن عباس من أن هذه الحروف ترمز إلى بعض أسماء الله وصفاته وأفعاله، فقد روي عنه في "ألم" (البقرة 1): (أنا الله أعلم). ويؤيده ما روي عن معاوية بن قرة عن النبي صلى الله عليه وآله من أنها حروف من أسماء الله. الثاني: أنها أسماء للقرآن الكريم كالكتاب والفرقان والذكر، والى هذا المذهب صار جماعة من التابعين كقتادة ومجاهد وابن جريج والكلبي والسدي. ويناقش هذان المذهبان بأنهما لا يستندان إلى دليل علمي أو قرينة معتمدة. عن المجتمع الانساني في القرآن الكريم للشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره: في مبررات الخلافة والحكمة في استخلاف آدم عليه السلام إن ما يعنينا من دراسته في هذا الفصل، هو الآيات الأربع الأولى من هذا المقطع القرآني الشريف، والآيات الأخرى المشابهة السابقة. والبحث فيها، وما تضمنته من معلومات ومفاهيم، وله عدة جوانب: الأول: تحديد الموقف العام تجاه دراسة هذه الآيات من هذا المقطع القرآني، وتصوير ما يعنيه القرآن الكريم منها. الثاني: تحديد الموقف القرآني والإسلامي تجاه بعض المفاهيم التي جاءت في هذا المقطع، بالشكل الذي ينسجم مع المسلمات القرآنية، والظهور اللفظي لهذا المقطع بالخصوص.