وقولها ولم أك بغيا تبرئة لنفسها من البغاء بما يقتضيه فعل الكون من تمكن الوصف الذي هو خبر الكون ، والمقصود منه تأكيد النفي. فمفاد قولها ولم أك بغيا غير مفاد قولها ولم يمسسني بشر ، وهو مما زادت به هذه القصة على ما في قصتها في سورة آل عمران ، لأن قصتها في سورة آل عمران نزلت بعد هذه فصح الاجتزاء في القصة بقولها ولم يمسسني بشر. وقولها ولم يمسسني بشر أي لم يبن بي زوج ، لأنها كانت مخطوبة ومراكنة ليوسف النجار ولكنه لم يبن بها فإذا حملت بولد اتهمها خطيبها وأهلها بالزنى. وأما قولها ولم أك بغيا فهو نفي لأن تكون بغيا من قبل تلك الساعة ، فلا ترضى بأن ترمى بالبغاء بعد ذلك. واذكر في الكتاب مريم مكتوبة. فالكلام كناية عن التنزه عن الوصم بالبغاء بقاعدة الاستصحاب. والمعنى: ما كنت بغيا فيما مضى أفأعد بغيا فيما يستقبل. وللمفسرين في هذا المقام حيرة ذكرها الفخر والطيبي ، وفيما ذكرنا مخرج من مأزقها. وليس كلام مريم مسوقا مساق الاستبعاد مثل قول زكرياء أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا لاختلاف الحالين لأن حال زكرياء حال راغب في حصول الولد ، وحال مريم حال متشائم منه متبرئ من حصوله. والبغي: اسم للمرأة الزانية ، ولذلك لم تتصل به هاء التأنيث ، ووزنه فعيل أو فعول بمعنى فاعل فيكون أصله بغوي.
ما المقصود واذكر في الكتاب - أجيب
رواه ابن أبي حاتم ، وابن جرير. وقال ابن جرير أيضا: حدثنا إسحاق بن شاهين ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن داود ، عن عامر ، عن ابن عباس قال: إني لأعلم خلق الله ؛ لأي شيء اتخذت النصارى المشرق قبلة; لقول الله تعالى ( انتبذت من أهلها مكانا شرقيا) واتخذوا ميلاد عيسى قبلة وقال قتادة: ( مكانا شرقيا) شاسعا متنحيا. وقال محمد بن إسحاق: ذهبت بقلتها تستقي من الماء. وقال نوف البكالي: اتخذت لها منزلا تتعبد فيه. فالله أعلم. ما المقصود واذكر في الكتاب - أجيب. الآية 15
ثم قال له إدريس بعد ساعة: إن لي إليك حاجة أخرى. قال: وما هي؟ قال أن ترفعني إلى السماء فأنظر إلى الجنة والنار؛ فأذن الله تعالى له في رفعه إلى السموات، فرأى النار فصعق، فلما أفاق قال أرني الجنة؛ فأدخله الجنة، ثم قال له ملك الموت: أخرج لتعود إلى مقرك. فتعلق بشجرة وقال: لا أخرج منها. واذكر في الكتاب مريم. فبعث الله تعالى بينهما ملكا حكما، فقال مالك لا تخرج؟ قال: لأن الله تعالى قال { كل نفس ذائقة الموت} [آل عمران: 185] وأنا ذقته، وقال { وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] وقد وردتها؛ وقال { وما هم منها بمخرجين} [الحجر: 48] فكيف أخرج؟ قال الله تبارك وتعالى لملك الموت(بإذني دخل الجنة وبأمري يخرج) فهو حي هنالك فذلك قوله { ورفعناه مكانا عليا} قال النحاس: قول إدريس { وما هم منها بمخرجين} يجوز أن يكون الله أعلم هذا إدريس، ثم نزل القرآن به. قال وهب بن منبه: فإدريس تارة يرتع في الجنة، وتارة يعبد الله تعالى مع الملائكة في السماء. الشيخ الشعراوي - فيديو سورة مريم الايات 51 - 61
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي ما زال القرآن يعطينا لقطاتٍ من موكب الرسالات والنبوات. وإدريس عليه السلام أوّل نبي بعد آدم عليه السلام، فهو إدريس بن شيث بن آدم.