انطلق العالم البحري هذا الأسبوع لإزاحة واحدة من أكبر السفن في العالم، بعد أن حوصرت في قناة السويس في مصر، مما كشف التحديات الجديدة التي يجب أن تواجهها الصناعة، حيث تلعب السفن العملاقة دوراً أكبر من أي وقت مضى في التجارة العالمية. علقت سفينة الحاويات إيفر جيفن Ever Given عبر القناة في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، وبعد حوالي 48 ساعة لا تزال القاطرات والحفارات تكافح من أجل إنقاذها. ما قصة السفينة العالقة في قناة السويس – عربي نت. ويمكن لسفينة إيفر جيفن حمل أكثر من 20100 صندوق فولاذي (حاوية)، مما يجعلها واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم، وفقاً لمدير المستشارين البحريين في شركة دروري الاستشارية، جايندو كريشنا، كما يتجاوز ارتفاع السفينة بناء برج إيفل المعلم الأشهر في العاصمة الفرنسية، كما يقدر طولها بأكثر من ثلاثة ملاعب لكرة القدم وهو ما يقترب من 400 متر، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية. نت". وقدرت حمولة السفينة العالقة في المجري الملاحي لقناة السويس بنحو 220 ألف طن ما يجعل جهود إزاحتها صعبة. تضخم حجم السفن في جميع أنحاء العالم لأن الصناعة بحثت عن وفورات الحجم، لكن هذه السفن الضخمة أثارت مخاوف أيضاً. بدوره قال بارك المحلل المقيم في سيول في شركة هانا للاستثمار المالي، مو هيون، إن شركات الشحن استخدمتها لخفض التكاليف لكل وحدة، لكن هذا يضغط على الموانئ لجعل مجاريها المائية أعمق والإنفاق على المزيد من الرافعات.
ما قصة السفينة العالقة في قناة السويس – عربي نت
نشرت وكالة الفضاء الأوروبية صورا مثيرة من الفضاء، للأزمة التي خلقتها سفينة "إيفرغرين" الجانحة في قناة السويس. وأظهرت صور الأقمار الصناعية عشرات السفن المتوقفة في البحر الأحمر ، بانتظار عبور قناة السويس، والتي ظهرت على شكر نقاط بيضاء صغيرة من الفضاء. وقارنت وكالة الفضاء الأوروبية حالة السفن قبل "الأزمة"، حيث ظهرت سفن محدودة في البحر الأحمر. وجنحت سفينة الحاويات العملاقة "إيفر غيفن"، المملوكة لشركة شويكيسن اليابانية، بسبب رياح قوية وعاصفة ترابية، الثلاثاء في الجزء الجنوبي من القناة. هذا الأمر تسبب في أزمة حقيقية للملاحة العالمية، حيث تعتبر قناة السويس واحدة من أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، وحوالي 12 بالمئة من حجم التجارة العالمية تشق طريقها عبر السويس. وأعلنت الشركة المستأجرة لسفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس المصرية، الخميس، أن فريقي إنقاذ محترفين من هولندا واليابان كلفا بالعمل مع السلطات المحلية، لوضع خطة أكثر فاعلية لإعادة تعويم السفينة العملاقة. وذكرت شركة "إيفر غرين " إن الشركة مالكة السفينة عينت شركتي "سميت سالفدج" من هولندا و"نيبون سالفدج" من اليابان وستعملان جنبا إلى جنب مع قبطان السفينة وهيئة قناة السويس لتنفيذ خطة تعويم السفينة العالقة.
جنوح السفينة "إيفر غرين" أدى لتعطل حركة التجارة العالمية في قناة السويس (رويترز)
تفريغ الصندوق الأسود للسفينة
وقال المحقق البحري الربان السيد شعيشع، الذي يعمل ضمن فريق لجنة التحقيق التي شكلتها قناة السويس للحادث، إن السفينة "إيفر غرين" من أكبر الحاويات في العالم وكانت تبحر في اتجاه الشمال من البحر الأحمر صوب البحر المتوسط في ظل أجواء مناخية صعبة وعاصفة ترابية تسببت في انعدام الرؤية بشكل كبير. وأوضح أن دور المحقق في الوهلة الأولى قبل تفسير الموقف ولماذا جنحت السفينة بهذا الشكل في مسار غير مألوف، هو الاطلاع على تفريغ كافة المواد والكاميرات والصندوق الأسود داخل السفينة بأسرع وقت ممكن، الأمر الذي طالب به الحكومة المصرية. وأكد أنه في الفترة الأخيرة تطورت التكنولوجيا العالمية البحرية وطالتها تقنيات الجيل الرابع، خصوصاً في الصناديق السوداء داخل السفن العملاقة الحديثة على غرار السفينة البنمية، مشيراً إلى أنه في المجمل يحتوي حالياً على ما لا يقل عن 15 معلومة عما دار داخل السفينة قبل وأثناء وبعد الحادث كما سيكشف الاتصالات والأوامر المتبادلة بين ربان السفينة وقناة السويس. هل هناك عيوب فنية؟
وأشار المحقق البحري إلى أن الصندوق الأسود يوضح أيضاً إذا ما كانت هناك عيوب فنية في السفينة ذاتها أدت لجنوحها قبل أن تدخل قناة السويس، لافتاً إلى أنه لا يمكن أن تجنح السفينة بهذا الشكل دون أسباب سواء فنية أو أخطاء بشرية.